تقرير-الظلم والقسوة يفقد المرأة الريفية أنوثتها وبريقها
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 24-01-2012
 
   

حياتها مقتصرة على العمل.. وإكمال الدراسة غير ممكن

بغداد- وكالات:
تعاني المرأة في المناطق الريفية من الحرمان والمظلومية, كون حياتها مستمرة على العمل الذي لم يقتصر على الأعمال المنزلية بل يصل إلى رعاية الحيوانات والمزروعات هذا ما جعلها تفقد انوثتها وبريقها مقارنة بنظيراتها في المدينة.
وتواجه المرأة الريفية معوقات وواقعا مأساويا ربما كان السبب في منحها الصلابة والصبر فضلا عن سمرة مكتسبة من حرارة الشمس وخشونة في اليدين ووعيا وبصيرة تلقائيين.
تتكرر الحالة ذاتها في جميع الارياف في البلاد ومنها ريف قضاء ابو غريب الذي يضم قرى عدة منها الشيحة والحمدانية والكروشيين  والسعدان، حيث تعيش النساء في حلقة مفرغة.
أم علاء أحدى النساء في المناطق الريفية في قضاء أبو غريب , قالت إنها تستيقظ مع طلوع الشمس لتعد الخبز الحار وتحلب الابقار وتعد الفطور، وبعد ان يتناول أفراد العائلة فطورهم ثم يتفرقوا لممارسة أعمالهم، تذهب إلى الحقل لترعى الماشية ,كما تجلب العلف  لهذه الحيوانات ,فضلا ممارسة دورها في الزراعة",مبينة ان جميع اوقاتها تذهب في العمل وليس لديها وقت للراحة سوى فترة الخلود إلى النوم".
المواطنة هناء هي الأخرى تعاني من الظلم والإهمال خاصة بعد ان تلاشت أحلامها بان تصبح معلمة أو طبيبة بعد رضوخها لقرار والدها وأعمامها بمغادرة المدرسة لعدم وجود مدرسة متوسطة قريبة لفتيات القرية".
وتضطر اغلب فتيات قرى ابو غريب الى مغادرة المدارس ما لم تلتحق بالمدرسة المتوسطة الوحيدة المخصصة للفتيات والتابعة لقرية الكروشيين، والتي على الرغم من استقبالها للفتيات فقط، فان بعض الاهالي يجدون صعوبة في ايصال بناتهم لها والالتزام بذلك يوميا، كما يرفضون سيرهن لمسافات طويلة خوفا عليهن، لذا يختارون الطريق السريع الذي يعني مغادرتهن المدرسة والزواج مبكرا.
أحدى المدرسات في المدرسة الوحيدة في المناطق الريفية في أبو غريب كانت واحدة من فتيات تلك القرى اللواتي نجحن في تخطي تلك العقبة واتمام دراستهن مع البنين في القرية ثم إتمام الدراسة الجامعية في الأقسام الداخلية, لكنها أصبحت لديها معانات خاصة أيضا والتي تتلخص في عدم الحصول على فرصة زواج, كون ان أقرانها من أبناء قريتها تزوجوا بينما كانت تكمل دراستها ومن بقي منهم فلا يناسبها ابدا لا في مستواه الثقافي ولا في وضعه الاجتماعي، فهم يبحثون عن زوجة تعمل في الحقل وتربي الحيوانات وتنجب الاولاد فقط، كما ان ابناء المدينة يولون هاربين ما ان يعرفوا بأنها تنتمي هذه إلى القرية.
وتتألم المدرسة التي رفضت ذكر اسمها من هذه الحقيقة التي تواجهها فتيات القرى غالبا بسبب النظرة القاصرة لهذه الشريحة من قبل المجتمع ولعدم إسهام الدولة في تطوير الريف بالشكل الذي يجعله يضاهي الارياف في الدول الاخرى لدرجة تذيب الحدود بينه وبين المدينة وتلغي الفروق بينهما ، خاصة في ما يتعلق بطموحات النساء العلمية والاجتماعية.
وعلى الرغم من ذلك ، تحاول هذه الفتاة وكثيرات من الخريجات من امثالها والعديد من الخريجين الرجال مساعدة الفتيات حاليا لاتمام دراستهن بتوعية اهاليهن وتسهيل ايصالهن الى مدارسهن بواسطة خطوط نقل اهلية عسى ان تتغير النظرة الى فتاة الريف وتمنح فرصتها كغيرها.
والأمر الأكثر قسوة وظلما لهذه الشريحة هو ان المرأة الريفية لا تملك حق اختيار الزوج ويمكن تزويجها مبكرا او قسرا بزواج " كصة بكصة " الذي يعني تزويج الفتاة لشقيق زوجة اخيها كبديلة لها ، وفي حالة حدوث خلاف بين شقيقها وزوجته او طلاقهما فلابد ان ينسحب ذلك عليها وتطلق ايضا".
وهناك صيغة اقسى لتزويج الفتاة الريفية وهي اعطاؤها كـ " فصلية" لدى اجراء فصل عشائري لحقن الدماء في حالات القتل وتكون جزءا من  الفصل وتعامل غالبا بعد الزواج بازدراء وسلبية من قبل اهل الزوج.
فالمرأة في الريف  مكبلة بقرارات ذكورية جائرة رغم تأثرها بمظاهر التكنولوجيا الحديثة التي غزت المدن والأرياف على السواء.
واضافة الى متاعبها الاجتماعية ، تعاني الكثير من النساء في الريف من مشاكل صحية يعود سببها الى عدم اتباع الوسائل الخاصة بحماية حياة المرأة ، ويقف وراء ذلك الجهل والبعد عن الحضارة.
فالزواج المبكر والولادة على ايدي القابلات وكثرة الانجاب واتباع مفاهيم خاطئة واهمال جوانب الصحة العامة تؤدي كلها الى تفاقم الازمة الصحية للمرأة الريفية بشكل عام.
دكتورة في مستشفى ابو غريب وتدعى إيمان إبراهيم  , قالت ان "المستشفى يستقبل يوميا العديد من نساء الأرياف مع عشرات الأطفال المصابين بالجفاف والالتهابات المعوية والتيفوئيد ولين العظام", عازية ذلك إلى عدم إجراء لقاحات الأطفال وقلة النظافة العامة".
وأوضحت إبراهيم ان "الأطفال في الريف يتناولون الأطعمة دون غسلها ويسبحون في السواقي ويخضعون لمفاهيم خاطئة في العلاج احيانا" ، مبينة ان أغلب سكان الريف لا يعتقدون بوجود الجراثيم أو الالتهابات ",مطالبة بتكثيف الاهتمام بصحة الأطفال في الأرياف خاصة مع انتشار الإمراض الانتقالية والأوبئة في البلاد ".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced