أدوية تشفي لكنها تفتك بالعظام فما العمل؟
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 24-05-2012
 
   
- ما الذي يعطي الجسم بنيته ويحمي الأعضاء، خصوصاً الدماغ والقلب والرئتين والأحشاء، من الرضوض والأذيات؟
- ما الذي يجعل الإنسان منتصباً؟ - ما الذي يكسب الجسم القوة والصلابة والمتانة؟
- ما الذي يشكل الدعامة الرئيسة للأوتار والأربطة والعضلات؟
- أي عضو يحتوي على المخزون الأكبر من المعادن خصوصاً الكلس؟
- من يساعد على الحركة والقيام بمختلف النشاطات؟
- أين تصنع كريات الدم الحمر؟

إنها العظام.
يحتوي الجسم على 206 عظمة مختلفة الشكل والطول والحجم، ترتبط ببعضها لتعطي ما يعرف بالهيكل العظمي الذي يعتبر الدعامة الرئيسة الحاملة لجسم الإنسان.
ويعتبر مرض هشاشة العظام من أكثر الأسباب التي تضعف العظام، فهذا المرض لص صامت يتسلل إلى الجسم خفية ليسرق الثروة المعدنية جاعلاً إياها (العظام) في حال يرثى لها قابلة للكسر عفوياً أو لأقل ضربة بسيطة.
لا شك في أن هناك أسباباً كثيرة تعرض لخطر الإصابة بضعف العظام مثل سن اليأس، قلة الحركة، قلة تناول الكلس، الوراثة، شرب الكحوليات، التدخين، الداء السكري، بعض الأمراض الهضمية وأمراض الغدد.
لكن، يجب عدم إغفال دور أدوية تملك آثاراً جانبية تلحق أضراراً بالغة بالعظام بحيث تجعلها ضعيفة، هشة، قابلة للكسر بسهولة. وفي ما يأتي عرض لأهم هذه الأدوية:
- الستيروئيدات القشرية، في الحال العادية تفرز هذه المركبات في شكل طبيعي من قبل الغدتين القابعتين فــوق الكليتين، وتملك هذه الستيروئيدات وظائف كثيرة منها الحفاظ على مستوى الماء والأملاح في الجسم، وتنظيم مستوى السكر في الدم، وإنجاز الكثير من العمليات الاستقلابية والحيوية، وتثبيط الآثار الناتجة عن التفاعلات التحسسية وغيرها.
وتستعمل الستيروئيدات المذكورة في شكل دوائي لعلاج الكثير من الأمراض والاضطرابات، غير أن ارتفاع مستوى تلك الستيروئيدات في الدم يخلق بلبلة على صعيد تنظيم مستوى الكلس من خلال منع امتصاصه من قبل الأمعاء وتشجيع طرحه عبر البول، ما يؤدي إلى تثبيط الخلايا البانية للعظم وتنشيط الخلايا الهادمة له، وبالتالي فقدان العظم لبنيته وصلابته، فيغدو ضعيفاً قابلاً للكسر بسهولة.
- مضادات الحموضة، ويستعملها الملايين من الناس لمعالجة المشكلات الناجمة عن زيادة الحموضة المعدية.
كثيرون يتناولون هذه العقاقير من دون حساب ولا رقابة، خصوصاً أنه يمكن الحصول عليها من دون وصفة طبية، والمشكلة الكبرى لهذه الأدوية أنها تحتوي على معدن الألومينيوم الذي يحـلو له الذهاب إلى العظام ليحل مكان الكلس مانعاً هذا الأخير من أخذ مكانه الطبيعي، الأمر الذي يؤدي إلى نقص التكلس في العظام فتصبح هذه ضعيفة لينة .

لقد كشفت دراسة بريطانية أن الذين يخضعون للعلاج بمضادات الحموضة هم أكثر تعرضاً لخطر كسر عنق الفخذ بنسبة 44 في المئة مقارنة بالذين لا يتناولون هذا النوع من الأدوية.

- عقار السيكلوسبورين، ويستعمل من أجل كبح الجهاز المناعي بعد عمليات زراعة الأعضاء، وكذلك في علاج بعض أمراض جهاز المناعة.
وهناك تقارير أفادت بوجود شكوك قوية بأن هذا العقار يمكن أن يسبب تخلخلاً في العظام وبالتالي يؤدي إلى إصابتها بالضعف والهشاشة.
- عقار الهيبارين، ويستخدم لتمييع الدم للوقاية من الجلطات الدموي. وهناك أدلة تفيد بأن الهيبارين يسبب عند البعض ضعفاً في العظام عبر تثبيط عملية البناء، وتشجيع عملية الهدم.
- الفيناتوين والباربيتورات، ويستعملان من أجل السيطرة على الاختلاجات. هناك تقارير تتهم هذين العقارين بأنهما يسببان خللاً في العظام من خلال آليات لم تتضح معالمها النهائية بعد.

- هرمون التيروكسن، ويعطى لعلاج قصور الغدة الدرقية، أو من أجل تثبيط نمو العقد السامة في الغدة. إن الكميات الفائضة من هذا الهرمون تجعل عملية هدم العظم أقوى من عملية البناء فيه ما يشجع على أصابة العظام بالضعف والخلل.

- عقاقير أخرى، مثل الميثوتريكسات والزولاديكس والليبرون المضادة للسرطان، والكوليسترامين المضاد للكوليسترول.  كيف أعرف بأنني معرض لخطر ضعف العظام؟
إن الأسئلة الآتية تساعد في هذا الأمر:
1- هل أنت أنثى؟
2- هل انــقطــعت اــلدورة الشهرية لسبب ما؟
3- هل يعاني أحد أفراد العائلة من مرض ضعف العظام؟
4- هل تتناول غذاء فقيراً بالكلس؟
5- هل أنت قليل الحركة؟
6- هل تتناول عقاقير تحتوي على الكورتيزون؟
7- هل تدخن؟
8- هل تشرب الكحوليات؟
9- هل تتناول العقاقير المضادة للحموضة منذ فترة طويلة؟

إذا أجبت بالإيجاب على واحد أو أكثر من هذه الأسئلة فأنت معرض أكثر من غيرك لخطر ضعف العظام.

أخيراً، بقي أن نشير إلى ملحوظتين: الأولى هي أن الدراسات الميدانية تشير إلى أن غالبية الناس لا تنال حاجتها اليومية من الكلس وهذا ما يشكل خطورة كبيرة على قوة العظام.
والثانية تتعلق بوجود معطيات علمية تفيد بأن للعظام علاقة بتنظيم مستوى السكر في الدم، ومعطيات أخرى تفيد بأن لها ارتباطاً بالقدرة الإنجابية، والبحوث قائمة على قدم وساق لتأكيد هذه المستجدات ولاكتشاف آفاق جديدة قد تحدث ثورة في عالم الطب.

15 في المئة من وزن الجسم
> يظن كثيرون أن العظام أجسام قاسية صلبة لا حياة فيها، لكن هذا الظن خاطئ، فالعظام أنسجة حية، تحتوي على خلايا نشطة وأوعية دموية وأخرى لمفاوية وأعصاب، كما الحال في بقية أعضاء الجسم الأخرى.
> يقسم علماء التشريح العظام إلى 5 أنواع هي:
1- العظام الطويلة مثل عظم الفخذ والساعد، ويكون شكلها أسطوانياً، وتحتوي في داخلها على فجوة تضم المادة النخاعية.
2- العظام القصيرة مثل عظام الرسغ والقدم.
3- العظام المسطحة مثل عظام الحوض والأضلاع.
4- العظام غير المنتظمة مثل الفقرات والورك.
5- العظام السمسمية التي تقوي الأوتار والعضلات مثل عظمة الرضفة.
> تجري في العظام عمليتان أساسيتان هما البناء والهدم، وتتم هاتان العمليتان في وتيرة متوازية في الحال الطبيعية، لكن هناك فترات تطغى فيها الواحدة على الأخرى، ففي مرحلة الشباب تكون عملية البناء أسرع. من هنا، تزداد الكثافة العظمية، في المقابل بعد سن الأربعين تصبح عملية الهدم أكبر فتقل الكثافة العظيمية ويكثر خطر التعرض لداء الهشاشة.
> يشكل مكان التقاء عظمتين ما يعرف بالمفصل الذي يسمح للعظام بالحركة، ولكن قد تلتقي العظام ببعضها من دون إمكانية الحركة مثل عظام الجمجمة.
> تشكل العظام نسبة 15 في المئة من وزن الجسم، وأطول عظمة في الجسم هي عظمة الفخذ، في المقابل فإن أصغر واحدة هي عظمة الركابة المدفونة في الأذن الوسطى.

دار الحياة /
إعداد الدكتور أنور نعمه

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced