عجوز عراقي يحول "ساحة الموت" في بعقوبة إلى بقعة تنبض بالحياة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 12-08-2009
 
   
الملف برس / وكالات
يجول السبعيني العراقي صادق المجمعي في أرجاء مشتل زراعي صغير في ضواحي بعقوبة الجنوبية مركز محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، كان يعرف قديما ب"ساحة الموت"، يروي أزهاره وأشجاره، وهو يردد كلمات بسيطة عميقة المعنى، قائلا "بإمكاننا ان نصنع الحياة، ففي داخل كل منا الأمل والارادة والايمان للتغلب على أحزان الحياة". وتابع المجمعي (71 عاما) لوكالة انباء (شينخوا) "كانت هذه الساحة الصغيرة من الارض تحمل اسم ساحة الموت، إذ ازهقت ارواح الكثير من الابرياء هنا من قبل الجماعات المسلحة التي استعملتها في تنفيذ الاعدامات بحق الاشخاص الذين يقعون في قبضتها". ويصمت المجمعي لبرهة وتنساب دموعه على خديه بغزارة، ثم يقول "هنا قتل ولدي، وثلاثة من أحفادي، هنا اعدموا من قبل الجماعات المسلحة، لم يرتكبوا شيئا حتى يقتلوا بدم بارد". وأشار الى انه اراد ان يغير نظرة الناس الى الساحة التي كانت مكان رعب وهاجس خوف للكثير، فالعديد من العائلات الساكنة في الحي وجدت ابناءها مقتولين هنا، موضحا "اردت ان اجعل من هذه الارض قطعة خضراء جميلة ازرع فيها الورود والاشجار واجعلها مشتلا بعدما كانت ساحة للموت". وأضاف "انسى الالم واحزان الماضي، وانا اعمل هنا"، لافتا الى ان ما قام به "هو تحقيق لمبدأ الارادة والايمان في تجاوز مصاعب وأحزان الحياة". وكانت مدينة بعقوبة قد عانت من تدهور أمني خطير خلال السنوات الثلاث الماضية، ارتكبت فيها الجماعات المسلحة والميليشيات الكثير من المجازر البشرية وحرقت المنازل وهجرت العائلات بدوافع طائفية، مما أدى إلى بروز مسميات كثيرة بين المواطنين، على بعض مناطق المدينة، منها "ساحة الموت"، و"شارع الموت"، و"مدينة الاشباح" جراء كثرة أعمال القتل . بدوره، قال ابو محمود، الساكن بجوار "ساحة الموت"، "لا يمكن وصف ما كان يحدث هنا، كنا ابان مدة التدهور الأمني، نعيش أوضاعا نفسية صعبة فلا يكاد يمر يوم الا ونسمع اطلاق رصاص في هذه الساحة، لنجد بعد ذلك جثث الابرياء وهي مغطاة بالدماء" . وأضاف "كانت بالفعل ساحة الموت، لكن الحاج صادق استطاع ان يغير كل شي وأصبحت هذه الساحة خضراء وتنبض بالحياة ونتفاءل عندما نمر بها". أما نعيمة كاظم (60 عاما)، التي تأتي الى المشتل برغم مرضها، قالت "عندما أزور المشتل ارى روح ابني الصغير الذي قتل هنا وهي ترفرف مثل الفراشة على زهور المشتل، احس بانه موجود وساكن هنا بين هذه الشجيرات الصغيرة". وأضافت "كلما احببت ان ارى ابني آتي الى المشتل واقضي بعض الوقت واقوم بشراء الازهار والاشجار لزرعها في حديقة منزلي، لقد غير الحاج صادق نظرة الناس الى الساحة، واصبحت تصدح بالحياة بعدما كانت عنوانا يثير الرعب والخوف". من جانبه، قال بشير ناظم الزبيدي، باحث اجتماعي، "إن ما قام به الحاج صادق هو انتصار لارادة صنع الحياة على احزانه"، جراء أعمال العنف الواسعة التي اصابت مدينة بعقوبة خلال السنوات الماضية وسببت مآس ٍ للكثير من العائلات، مشيرا الى ان بعقوبة تحتاج الى مثل هذه النماذج التي يمكنها ان تكون عنوانا يحتذى به. فيما أكد العقيد محمد التميمي مسؤول احدى الوحدات الامنية، ان الجماعات المسلحة عمدت دوما الى اشاعة مصطلحات لغوية لاثارة الرعب والخوف في نفوس المدنيين، ومنها ساحات الموت او مدن الموت، مشيرا الى انها استراتيجية اعتمدتها للنيل من ارادة المواطنين في تحدي تلك الجماعات والوقوف بوجهها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced