بعد 28 عاما على رحيله.. "شمران الياسري" ذاكرة ممتعة بين واسط وكردستان
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 17-08-2009
 
   
واسط (آكانيوز)
شمران الياسري شخصية عراقية ذاع صيتها واتسعت شهرتها مابين عام 1953 وحتى وفاته في براغ بحادث دبرته المخابرات العراقية في السابع عشر من آب أغسطس عام 1981.
وعرف العراقيون تلك الشخصية الثقافية والادبية من خلال البرنامج الإذاعي، ذائع الصيت ( احجيها بصراحة يا بو كاطع ) الذي كان يعده ويقدمه شمران نفسه حتى شاع اسمه بين مختلف الأوساط ،أبو كاطع، ومازال الجميع حتى يومنا هذا يعرفونه بكنيته أكثر من معرفتهم له باسمه الحقيقي.
فشمران الياسري الذي تمر اليوم الذكرى الثامنة والعشرين على رحيله 1926 ـ 1981 كان ذاكرة عراقية ممتعة من خلال برنامجه المذكور والذي تم إيقافه من قبل السلطات آنذاك بعد توقيف أبو كاطع نفسه عام 1962 بتهمة توقيعه نداء السلم في كردستان ذلك الوقت.
ولد أبو كاطع واسمه الحقيقي ( شمران يوسف محسن الياسري ) عام 1926 في قرية، محيرجة، المسماة حالياً ناحية الموفقية جنوب غرب الكوت بحوالي 35 كم،  وتوفي في السابع عشر من آب أغسطس عام 1981 في براغ بحادث سيارة مدبر من قبل المخابرات العراقية آنذاك ودفن في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال فائز شمران الياسري، نجل الراحل أبو كاطع لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) اليوم الاثنين، إن "والده  بدأ مشواره الصحفي عام 1953 حيث أصدر جريدة سرية اسمها، صوت الفلاح،  واستمر في الكتابة فيها وتوزيعها بسرية بين أوساط الفلاحين التي ينتمي لها".
وأضاف أنه "بعد ثورة 14 تموز عام 1958 عمل في عدة صحف في العاصمة بغداد منها صوت الاحرار، البلاد، الحضارة وصحف آخرى كانت تصدر في حينه".
وأشار الى أن "والده كان يعرف على مستوى الإذاعة أيضاً من خلال برنامجه الذائع الصيت (احجيها بصراحة يا أبو كاطع )" مبيناً أن "هذا البرنامج توقف بعد أن تم توقيف أبو كاطع عام 1962 بتهمة توقيع نداء السلم في كردستان".
وتابع أنه "بعد أن تم إطلاق سراحه قبل الثامن من شباط عام 1963 قصد مرة الثانية الريف العراقي وتحديدا في مدينة الكوت وهناك أصدر صحيفة الحقائق التي كانت تمثل لسان حال الحزب الشيوعي بالمحافظة".
وقال نجل الراحل أبو كاطع إن "والده كان شغله الشاغل العمل الصحفي فأخذ يكتب في صحف عدة من بينها طريق الشعب والتآخي والفكر الجديد ثم ما لبث أن أصبح مديراً لتحرير مجلة الثقافة الجديدة رغم أنه كان رجلا بسيطا قادما من الريف والمثقل بهمومه وهواجسه المتعبة".
وعن سبب مغادرة والده العراق قال "كان يشكل ثقلاً كبيراً في الوسط السياسي من خلال انتمائه الى الحزب الشيوعي وكان أن تعرض لمحاولة دهس بالقرب من الكوت بهدف الخلاص منه ومن نشاطه المعروف لكنه نجا منها ثم دبرت ضده تهمة تهريب السلاح بهدف الخلاص منه لكنه سرعان ما أدرك ذلك واضطر إلى الهرب من العراق وكانت وجهته إلى براغ في العام 1976".
وقال إن "أبو كاطع، وهو الاسم الشائع لشمران الياسري، ظل هناك يكتوي بنار الغربة عن أهله ومعارفه حتى وفاته في 17 آب/ أغسطس عام 1981 عندما دهسته سيارة وكان الحادث مدبراً له وعندها دفن في مقبرة الشهداء في العاصمة بيروت".
ولم يخف جدية التفكير من قبل عائلته بنقل رفاته إلى العراق ليدفن هنا في أرض الرافدين التي أنجبته قريباً من أهله وعشاقه ومحبيه.
وقال  الأديب الدكتور علي عبد الأمير صالح إن "ثقافة شمران الياسري ووعيه وأسلوبه في تناول الموضوعات بلهجة عامية وذات طابع ريفي سيبقى معيار تفرده في الكتابة الصحفية وفي كتابة الرواية".
وأضاف أنه "إلى الآن لم يظهر في الساحة العراقية وحتى العربية كاتباً مثل أبو كاطع الذي كان أبرز الكتاب الشعبيين على الإطلاق وكانت أعمدته في الصحف التي أسسها أو عمل بها تأخذ صدى كبيرا بين القراء كافة".
ولفت إلى ان "شمران الياسري يمتلك مقدرة عالية في كيفية توظيف الجمل والعبارات وربطها بالأمثال الشعبية في حكاية عامة لكنها تحمل مدلولا سياسياً كبيراً فهو يستفد من تلك الأمثال والحكم لخلق انعطافة سياسية هو يعيشها أو أن المجتمع بأسره يعيشها معه".
وقال الأديب حميد الزاملي إن "الأدوات التي يمتلكها شمران الياسري في الكتابة هي غير ما يمتلكه الآخرون فكل أدواته مبنية على اختيار المفردات العامية والأمثلة الشعبية والحكم المأثورة لكنه يضعها في قالب عجيب يجعلها سرعان ما تنفذ إلى عقل القارئ أو المستمع من حيث لا يدري ولا يحتسب".
واضاف  أنا "أتصور أحدا يمكن أن ينسى شمران الياسري وأن المثقفين الذين عاشوا الغربة معه  يعرفون  أبو كاطع أكثر من غيرهم،  فهو الرجل الهادئ كثيراً لكنه المشاكس في الكتابة والطرح وانه ذلك الصوت الشعبي الممتلئ ثقافة ووعياً كبيرين".
وأوضح بأن "أبو كاطع ومن خلال برنامجه الإذاعي المعروف (احجيها بصراحة يا أبو كاطع) كان  يستفز السلطة من خلال كشفه لدورها في محو الطبقات الفقيرة وعدم الاكتراث بهموم ومعاناة هذه الطبقات".
من جانبه قال الناقد محمد رشيد السعيدي إن "الكاتب الراحل  نجح في توظيف  المفردات الشعبية التي يتداولها الناس في وسط وجنوب العراق وحتى في مناطقه الغربية في رباعيته ذائعة الصيت التي جسد فيها تاريخ المجتمع العراقي من خلال مفردات الريف الاقتصادية والسياسية والفكرية".
وقال إنه "في رباعية أبو كاطع كانت هموم الريف ومعاناته كلها حاضرة أمامه حتى انه نسجها في أسلوب سردي مبني على تداخل حدثي وهو يريد أن يوصل فكرة تدور في مخيلته وفي رأسه تنطوي على بناء مجتمع متفتح واع لكن له ارتباط وثيق مع الماضي ومع هموم الفقراء وأبناء الطبقات المسحوقة ومنهم طبقة الفلاحين التي ينتمي لها أبو كاطع".
يذكر أن عائلة شمران الياسري تسكن حالياً في منطقة الداحرة على الضفة اليسرى لنهر دجلة شمالي مدينة الكوت.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced