رسام الكاريكاتير العراقي سلمان عبد: معرضي الفني الأول الناقد للفساد الإداري عرضني لمواجهة المسؤولين
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 24-09-2009
 
   
كربلاء(آكانيوز)
ذكر الفنان التشكيلي العراقي المتخصص برسوم الكاريكاتير سلمان عبد ان انطلاقته الأولى في فن الكاريكاتير كانت في ستينيات القرن الماضي، واستخدم ريشته للمرة الأولى متأثراً بناقد سياسي مصري رسم كاريكاتير في مجلة مصرية انتقد فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقد أعجب بانتقاده. انقطع فترة عن ممارسة عمله، ثم عاود نشاطه بعد سقوط النظام السابق، وهو احد الشخصيات التي عملت جاهدة في إيصال أفكارها البناءة والمحبة للوطن.

الفنان سلمان عبد تحدث عن كل ذلك فضلاً عن جوانب أخرى من تجربته الفنية والحياتية في متن المقابلة التي ابتدأت بالسؤال التالي:

س- من هو سلمان عبد ومتى كانت انطلاقته الأولى في الرسم؟
ج- أنا رسام الكاريكاتير سلمان عبد أنحدر من طبقة فقيرة ومن وسط شعبي في كربلاء وكانت إنطلاقتي الاولى في ستينات القرن الماضي عندما كان هناك فسحة من الحرية ووجود وعي وطني كبير كان شعارها التغيير خاصة بين الاوساط الفلاحية والطبقة الشعبية الفقيرة، ورغم إنني لم أنتم الى أي حزب أنذاك لكنني أيدت الافكار اليسارية لان توجهها كان وطنيا بحتا، وعليه فقد نذرت حياتي من اجل الوطن منذ ان بدأت أول مرة أستخدم ريشتي في الرسم متأثرا بناقد سياسي مصري رسم كاريكاتير في مجلة (روز اليوسف) أنتقد فيه الرئيس المصدري الراحل جمال عبد الناصر وقد أعجبت بإنتقاده رغم ان الحكم في مصر أنذاك لم يكن بالمستوى الديمقراطي الذي هو عليه الان وعلمت حينها ان الرسام له سلطة قوية لايمكن لاحد المساس بها. وعليه فقد صممت ان أكون ناقدا سياسيا مهما كلفني الامر لاضع فني في خدمة الوطن ومن يعملون لصالحه، وأقف بشدة إتجاه من يقف ضد حرية الوطن والمواطن، وأساند من يسعى الى تقديم الخدمة لأبناء بلده بغض النظر عن قوميته او دينه او مذهبه. عملت أول مرة  في صحيفة (التآخي) في سبعينات القرن الماضي  ومن ثم في صحف الثمانينات كـ(الجمهورية والثورة ومجلة ألف باء) قبل ان أترك العمل في هذه الصحف والمجلات نتيجة مطالبة المسؤولين فيها بتغيير أسلوبي الناقد والاتجاه الى أساليب أخرى كان الهدف من ورائها تمجيد النظام السابق.

س- متى عدت الى العمل الفني؟                 
ج- عدت مرة اخرى لممارسة العمل الفني بعد سقوط النظام وتحرر العراق من الديكتاتورية، حيث وجدت ان هناك فضاء كبيرا للديمقراطية وان التغيير حصل لصالحنا نحن الفنانين. فعملت في البداية في صحيفة (بغداد) التابعة لحركة الوفاق الوطني التي يقودها أياد علاوي عندما كان رئيسا للوزراء، وما شجعني على الاستمرار في العمل هو قبول كافة رسوماتي التي تهجمت حينها على الجهات المسلحة التي نشطت انذاك ومنها في كربلاء، ولكن عندما تولى الصحفي صباح سلمان رئاسة التحرير أخذت الصحيفة منحى آخر وبدأ رئيس التحرير يتهرب من نشر رسوماتي ما دفعني الى ترك العمل.

س- هل أقمت معارض رسوم كاريكاتيرية بعد سقوط النظام؟
ج- نعم وكان المعرض الاول وسط محافظة كربلاء حيث جاهدت كثيرا لاجد منبرا يمكنني من أيصال أفكاري الى المواطنين، وقد حصلت على دعم من (الحزب الدستوري) الذي ينتمي اليه وزير الداخلية جواد البولاني وقد أبدى الامين العام للحزب في العاصمة بغداد إعجابه بالرسومات حيث شجعني لاقامة المعرض الاول وكان عبارة عن رسومات ناقدة للفساد الاداري إنطلقت بها من العبارات الرنانة لخطبة رئيس الوزراء نوري المالكي عندما قال "سأشن حربا ضد الفساد والمفسدين" وقد استمر المعرض الذي أقيم في شارع الجمهورية وسط كربلاء تسع ساعات فقط وشهد إقبالا منقطع النظير من قبل الجمهور الكربلائي وكان بمثابة بالون يطلق في سماء الحرية لمعرفة ردود الافعال الشعبية والرسمية، ولكن الحزب الدستوري سرعان ما تراجع عن دعمه لي عندما تعرضت الى محاولة الاعتقال من قبل السلطات المحلية في كربلاء بعد إنتهاء المعرض بساعات بسبب بعض الرسومات التي فهمت بالخطأ من قبل المسؤولين الذين سارعوا الى تطويق داري منتصف الليل بسيارات عسكرية مدرعة وقوات مسلحة كبيرة وقاموا بتهديد أبنائي بضرورة تسليمي للسلطات متضرعين بأن الحكومة الاتحادية تريد موقفا من القضية في الوقت الراهن وكأن الذي يريدون القبض عليه مسلح خطير وليس فناناً يرسم بريشة بسيطة وقد دفعني ذلك الى الهروب خارج المنزل لمدة يومين حتى تمكنت من إيجاد الصيغة المناسبة لمعالجة الأزمة.

س- هل وجدت صدى لمعرضك الاول لدى بعض النخب السياسية؟
ج- نعم، بعد فترة وجيزة من إنتهاء المعرض إتصلت بي عدة شخصيات سياسية منها رئيس لجنة النزاهة القاضي رحيم العكيلي الذي أبدى إستعداده لتبني رسوماتي. وقد طلب مني تزويده ببعض الرسومات حيث أرسلت له ثماني عشرة صورة فقبلت منها إثنتا عشرة صورة على أن تنشر هذه الصور على شكل فلكسات كبيرة توضع في الشوارع لكني لم أر واحدة منها والاسباب غير معروفة.

س- أين تنشر رسوماتك الآن؟
ج- أنا أنشر فقط في الصحافة الالكترونية بعد ان منعت من الصحافة المكتوبة بسبب صراحتي وعدم مجاملتي ولان معظم الصحف العراقية التي تصدر الان هي تابعة لاحزاب سياسية مشاركة في الحكومة. وقد عرض علي العمل في بعض الصحف الخاصة بالاحزاب ولكن بشرط إنتمائي الا انني رفضت وأثرت البقاء حرا في عملي أنتقد المفسد وأشجع الروح الوطنية بحيادية.

س- كيف تقرأ قرار الحكومة بتخصيص منح سنوية للادباء والمثقفين والفنانين العراقيين؟
ج -على المثقف العراقي ان ينأى بنفسه عن السلطة وان يكون عمله خالصا للوطن وبدون تسييس وعملية قبول المثقفين لهذه المكافآت ما هي الا خطوة اولى نحو ميل القلم والفن الى سلطة الشخص الواحد والحزب الواحد وعودة حميدة للديكتاتورية من جديد، وأنا من هنا أؤكد أن مطالبات نقيب الصحفيين مؤيد اللامي للحكومة بضرورة صرف المكافآت وقطع الاراضي للصحفيين هي مطالبات غير شرعية والهدف من ورائها جر الاقلام والافكار الوطنية الى الساحة السياسة وإذا حصل هذا الامر فعلينا ان نعد العدة لمحاسبة أنفسنا عن ضياع كل الجهود التي بذلت لنيل الحرية

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced