سألتُ الحكومه
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 25-10-2009
 
   
د. نزار احمد
القصيدة التالية كتبت يوم ولادة حكومة المالكي وبعد اربع سنوات:

أيها الحرفُ تكلّمْ
عن ديارٍ صارَ فيها الحقُ أبْهَمْ
عن عويلٍ في الجنوبْ
داهمتْ خِلجانهُُ الاشباحُ
في صمتِ الغروبْ
فانطوى خلفَ ستارٍ من نحيبْ
وارتوى كأسَ الذنوبْ
في قرابٍ ودّعَ الإدراكُ فيها
حشرجاتٍ وَمضتْ أصداؤها نحو الشمالْ
فالتقاها كالغريبْ
إنتظارٌ في المتاهاتِ مُلَثمْ
أيها الحرفُ تكلّمْ
عن رياضٍ يسألُ الجذعُ النحيلْ
حينَ يأتيهِ الأصيلْ
فارغاً من كركراتِ الليلِ من نغمِ الهديلْ
أينَ تمري يا نخيلْ
أينَ ظلّي وحفيفي
أأظلُّ الدهرَ أبكي
كحقولٍ يشرَبُ الذلُ رغيفي
ما ذنوبي
وربيعي كخريفي
والندى القادمُ كالماضي
بصيصٌ من نزيفي
أيها الحرف المغلفْ
بعقيقٍ من دماءِ الذكرياتْ
لا تَقفْ كالسنواتِ الجارحاتْ
كسجينٍ في نفاياتٍ بمَنجَمْ
أو نقيقِ الأمسِ يَشدو خلفَ مأتمْ
فالسكوتُ اليوم كالبلور تاريخٌ تَحَطّمْ
كانعكاسِ الضوءِ في الماءِ تَهَشّمْ
يَحملُ الراياتَ حقدٌ في بوادي ألف قائدْ
في الصحارى في ارتعاشاتِ مجاهدْ
كلّ شريانٍ بأرض الرافدين اليومَ بالظلمِ تألّمْ
كلّ نجمٍ في فضاءِ المجدِ أظْلَمْ
كلّ صوتٍ في نداءِ الحقِ أبْكّمْ
فالسياسي هَمّهُ الفوزُ بمنصبْ
وإمامُ الدين لا غيرَ نديمِ الكفرِ أشْهَبْ
في انشقاقِ الأهلِ كالنسرِ تحَزّبْ
في ازورارِ الروحِ تثعْلَبْ
في ادورارِ العنقِ تزغبْ
فالقوانينُ كجرفٍ من سرابْ
كضياعِ النفسِ في سكرى شرابْ
لا يراها الشخصُ إلاّ
حينما هامَ المصلي زائلا عنها قليلاً من حجابْ
فإذا سهواً سألتُ العدلَ عن شأن الحكومه
عن همومِ الشعبِ عن حالِ الجريمه
واختفاءِ المالِ أو قتْلِ البهيمه
جاوبتني كل هيئاتِ الحكومه
إنتظرْ نيفاً قليلاً يا مواطنْ
فغداً أو ربّما بعد غدٍ
نكنُسُ الأسواقَ من بضعةِ خائنْ
دعْ عبابَ الوقتِ يمضي يا مناضلْ
فغداً أو ربما بعد غدٍ
تَنجبُ الارضُ مناجلْ
تَشرقُ الشمسُ سنابلْ
فغداً والقولُ في الصدقِ مراجعْ
نزرعُ الاشجارَ في كل الشوارعْ
للعصافيرِ منازلْ
والجوامعْ
كفّها أيدي الأوائلْ
فغداً أو ربما بعد غدٍ
ترجَعُ الصبحَ إلينا شهرزادْ
وتعودُ العصرَ بابلْ
فغداً نبني ببغدادَ حدائقْ
بَدلاً من قيحِ أكوامِ المزابلْ
فغداً أرواحُنا ننذرها وثبةَ عزٍّّ وبنادقْ
ضد زخفِ الرعبِ وحفاري الخنادقْ
هذه أقوالنا نجعلها جهراً حقائقْ
فغداً سوف يرى الشعبُ المكاسبْ
فغداً نَقْسِمُ ما بين الصعاليكِ المناصبْ
قسمةً أنوارها ضوءِ الكواكبْ
سرّها في صدرِ غائبْ
عدلها كالنفطِ خالي من شوائبْ
فأتى يحبو- غداً-
كان مدفوناً كأمسٍ في حقائبْ
فغداً لم أرَ وجهاً للحكومه
وغداً لم أرَ في سيماتِ ثعبان الغنيمه
غير شعبٍ يَحفرُ الفقرُ عظامهْ
وعراقٍ يَنحرُ الظلمُ حطامهْ

د. نزار احمد
مشغان, الولايات المتحدة الامريكية
Nezarahmed_(at)_hotmail.com

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced