محللون سياسيون في واشنطن: لا (مستقبل) للعراقيين إذا بقي (الحاضر) قاتلاً..قاتلاً..قاتلاً..جداً جداً!!
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 01-11-2009
 
   
واشنطن/النور:   
أخذت مصادر كثيرة في الولايات المتحدة، تتحدّث عن انعكاسات تفجيرات الأحد الدامي، مشيرة الى أنّ عملية رحيل القوات الأميركية عن العراق، تبدو "مبكـّرة جداً"، وأنها يمكن أن تؤدي الى "عواقب وخيمة". وكان محللون سياسيون في واشنطن –تقرير نشرته صحيفة كينساس ستي ستار- قد أكدوا أنّ مقتل نحو 166 مدنياً وجرح أكثر من 600 آخرين قد أوضح حقيقة أساسية، وهي أنّ الرحيل الأميركي عن العراق، مسألة جيدة، لكنّ السرعة في تنفيذ ذلك "ليست جيدة"، وربما لن تكون "سهلة"، وبمعنى أنّ القوات الأميركية نفسها، يمكن أن تتعرض لهجمات خلال انسحابها!. ويميل المحللون السياسيون الى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أبدى رأياً صحيحاً جزئياً، عندما لاحظ ((أنّ هذه التفجيرات لا يمكن أن تخدم هدفاً آخر غير قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال)). لكنّ المحللين يستدركون أنّ هذه الهجمات كانت أيضا مصممة بشكل دقيق، لتحمل رسالة الى كل الأطراف –الحكومة والعراقيين والقوات الأميركية- أن العراق ليس –ولن يكون- آمناً، بحسب تعبير المحللين. وقالوا إن الرسالة كانت "قوية" برغم أن المخططين الأمنيين في البنتاغون يؤكدون أن الهجوم عملية إرهابية في كل تفاصيلها، وأنها لا تنطوي على بعد سياسي حقيقي، وهي مجرّد محاولة ناجحة لإثارة الخوف في أوساط عموم السكان العراقيين في بغداد.
    وتقول الصحيفة الأميركية إن التفجيرات هدفت الى زعزعة "ثقة الكثير من المواطنين بقدرة الحكومة على حمايتهم". ومن جهة أخرى إثارة "الشكوك" بما تبقـّى من التعهدات الأميركية لـ "المساعدة" في إعادة بناء "حياة" الشعب العراقي.
    إنّ الولايات المتحدة –برأي المحللين- لا تستطيع التراجع عن التزاماتها. لقد أنفقت الكثير من الأموال في العراق، وهلك الكثير من جنودها أو جرحوا أو شوهوا أو تعرّضوا لصدمات نفسية، أو بحسب تعبير كينساس ستي ستار فإن ((التضحيات الأميركية دماً ومالاً كانت فادحة)). ويتخذ المحللون من هذه الخسارة، سبباً لعدم القدرة على مغادرة العراق، قبل ((أن يقف العراق على قدميه))!.
    وتقول الصحيفة إن هناك عقبات رئيسة للوصول إلى هذا الهدف، أولاً لأن الاقتصاد العراقي، يُراد له أنْ يتحسن في ظروف الكساد العالمي. وثانياً لأن شيعة البلد، وسُنته، وأكراده، لا يريدون أن يضعوا جانباً تلك التوترات الإثنية والطائفية التي تهدّد البلد بحروب طاحنة وطويلة الأجل، ومتشعّبة في تعقيداتها، ثم أن كل هذه الأطراف لم تبد أية مؤشرات حقيقية على رغبتها في أن يبقى العراق "بلداً موحداً". إن كلاً من الشيعة والسُنّة والأكراد، يرى أنّ مطالبه في السلطة والثروة "مصالح أساسية" لا يمكن التنازل عنها، فيما يئن الناس تحت وطأة المشاكل والأزمات الاقتصادية، بسبب البطالة، والحاجة الى بناء قواتهم الأمنية، وبالدرجة الأساس حاجتهم النوعية والكمية لتوفير الخدمات الأساسية التي حرموا منها طوال السنوات السبع الماضية. لكنّ الأمن في صميم كل شيء مما يجب أن يحدث في العراق، فهو الآن ذو أولوية أولى بالنسبة للمواطنين العراقيين الذي يجدون حياتهم مهدّدة على كل صعيد!.
    ويعتقد المحللون السياسيون أن العراقيين لن يؤمنوا بأن يكون لهم مستقبل "مشرق" أو "مريح" في الأقل، إذا ما بقي "الحاضر" قاتلاً، قاتلاً، قاتلاً، جداً جداً، بحسب توصيف المحللين. وأوضح المراقبون أن الجهة الإرهابية التي نفذت تفجيرات الأحد، مرتكبة "مجزرة جماعية" في وسط بغداد، استطاعت فعلا أن تهزّ الثقة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يخطط للفوز بولاية ثانية عبر انتخابات برلمانية مقبلة، مازالت عرضة لعواصف الخلافات الحادة في البرلمان. وأكدوا أن مجموعة "الدولة الإسلامية في العراق" وهي جزء من تنظيمات القاعدة، والتي ادّعت مسؤوليتها عن التفجيرات، تخطط في الأساس لمنع إجراء الانتخابات، وهي تدرك بالطبع أن ذلك، لن يؤدي فقط الى عرقلة العملية السياسية في البلد، إنما جعل مستقبل الدولة العراقية في طريق مجهول النهايات.
  وشدّد محللو صحيفة كينساس ستي ستار على أنّ السنة الماضية بالنسبة للعراقيين، شهدت "خطوات كبيرة" في التحسّن الأمني، الأمر الذي انعكس على الحياة العامة في جملتها، والتي برزت فيها ملامح "انتعاش" بطرق شتى، لاسيما في اطمئنان العوائل الى الكف عن ملازمة بيوتها والخروج الى المتنزهات والمطاعم والقيام برحلات جماعية الى مناطق شمالي العراق "إقليم كردستان".
    ويرى المحللون أن كل ذلك تغيّر في غضون الأشهر الثلاثة الماضية، وازدادت حدّة التغيير نحو الأسوأ، بعد الهجمات التي نفذت ضد مبنيي وزارة المالية، في التاسع عشر من آب الماضي، ثم التفجيرات الجديدة التي استهدفت أيضا مبنيي وزارة العدل ومحافظة بغداد. وأكدوا أن المؤشرات الجديدة "مقلقة جداً" ولهذا تُظهر أنه من المبكر فعلا، الرحيل عن العراق، وترك البلد لـ"عاصفة من الهجمات الإرهابية" قد تمرّ به، وتعيده الى مربع النزاعات الطائفية. وقالوا إن أي تدهور –هذه المرة- سيكون صعب التدارك، بسبب شدّة التنافس على السلطة بين الأحزاب السياسية التي تتخندق وراء مصالحها الإثنية والطائفية و"الذاتية المحضة" بعيداً عن أي اهتمام جدّي بمصلحة البلد وسكانه. وشدّد المحللون السياسيون على واقعية الآراء التي أكدت أن أطراف الحكومة انشغلت عن الأمن والمسؤوليات الاجتماعية والاقتصادية والخدمية بمصالحها الانتخابية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced