هولندا وإفريقيا: العنف ضد المرأة، معركة واحدة بأسلوبين مختلفين-الأخبار

هولندا وإفريقيا: العنف ضد المرأة، معركة واحدة بأسلوبين مختلفين

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الإثنين 02-11-2009

صحيفة امان
تزور وزير التنمية والمرأة الليبيرية ملجأ هولنديا للنساء ضحايا العنف المنزلي تابع لجمعية "لا تضربني"، وتهدف الوزيرة من هذه الزيارة معرفة التجربة الهولندية في مجال مكافحة العنف المنزلي الذي تتعرض له المرأة. ففي أفريقيا تأتي ليبيريا في مقدمة الدول من حيث مجهوداتها للقضاء على الظاهرة، إلا أن العنف ضد النساء لا يزال شائعا بالرغم من انتهاء الحرب الأهلية هناك.

تبدو جدران الغرفة عارية من أي شيء، بساط مفروش على الأرض وسرير، وفي الناحية الأخرى سرير صغير للرضيع وطاولة موجودة في ركن الغرفة مصنوعة من مادة الفورميكا عليها مصباح مكتبي ومنبه رقمي. هكذا تبدو الغرف المخصصة لاستقبال وإيواء النساء وأطفالهن في الأيام الأولى وتوفير قسط من الراحة لهن بعد هروبهن من المنزل بسبب العنف، ومن ثمة يمكن التفكير في إيجاد حل دائم لهن.

وتقول الوزيرة الليبيرية فاغاه فايفلور معلقة إن هذه الغرف تعطي انطباعا بالهدوء والراحة النفسية: "قد لا تقضي المرأة الليل بجانب أطفالها. لكن من الناحية الأخرى فان زوجها غير موجود، لكن المبيت بقرب أطفالها قد يعطيها إحساسا بالطمأنينة أكثر." هذا ما قالته الوزيرة فاغاه فايفلور بعد زيارتها لمركز استقبال وحماية المرأة من العنف المنزلي والذي يبقى عنوانه في هولندا سريا لأسباب تتعلق بأمن الضحايا.

استرخاء

يوجد في ليبيريا ايضا مؤسسة على غرار جمعية "لا تضربني" الهولندية، الا أن الفرق يكمن في درجة التنظيم والمهنية التي تتميز بها هنا في هولندا مقارنة مع بلد افريقي مثل ليبيريا. ويبقى الهدف في كلا البلدين واحد: يجب حماية النساء وتوفير الراحة النفسية لهن ثم مساعدتهن لايجاد حلول للمشكلات التي يعانون منها.
وقدمت الوزيرة إلى هولندا بدعوة من منظمة كوردياد للتعاون في اطار التنمية باعتبارها متخصصة في حقوق المرأة. وتعتبر ليبيريا واحدة من البلدان الإفريقية التي حققت الكثير في مجال حماية المرأة من العنف والتهميش الاجتماعي والاقتصادي.

انفتاح

في هولندا تنشط جمعية "لا تضربني" منذ سنوات الستينات، أما في ليبيريا فلم يصبح الحديث في قضايا العنف الجنسي ممكنا الا منذ نحو ست إلى سبع سنوات فقط. وكان على المجتمع أن يتقبل أولا فكرة أن العنف ضد النساء سلوك مرفوض ومن ثمة التفكير في ايجاد حلول لضحاياه.

تقول الوزيرة فاغاه فايفلور "في السابق كان الناس يخجلون من الحديث عن عمليات الاغتصاب، فقد كانوا يتعرضون للضغوطات التي تجعلهم يرفضون التحدث عنها." الا أن حملات التوعية في ليبيريا جعلت كثيرا من النساء يتحررن من الخوف ويتحدثن عما حدث لهن من اغتصاب في حياتهن.

حرب أهلية دامية

لم يمض الكثير على خروج ليبيريا من حرب أهلية دامية استمرت نحو أربعة عشر عاما ولم تنته الا بحلول عام 2003. قبل ذلك كان العنف ضد النساء في البلاد منتشراً بشكل كبير وفي بعض الأحيان بشكل منظم، الا أنه وللأسف، فالعنف ضد النساء لم يختف تماما في المجتمع الليبيري. تقول فاغاه فايفلور وزيرة المرأة والتنمية "يبقى مستوى العنف الممارس ضد المرأة مرتفعاً. لا تزال الصبايا يتعرضن للاغتصاب كما هو الحال في أي بلد عانى من حرب أهلية. وعادة ما يكون الفاعل من الجنود السابقين أو المتمردين كما يوجد البعض منهم في مناصب حساسة."

الفرق الكبير بين هولندا وليبيريا يكمن في نوع العنف الممارس ضد النساء. وتركز الجمعيات الهولندية العاملة في هذا المجال على مكافحة العنف المنزلي، أما في ليبيريا فان الأمر يتعلق بالعنف الجنسي الذي تتعرض له المرأة في الشارع وفي مكان العمل والذي يعتبر مشكلة كبيرة. ويعتبر الاغتصاب الجريمة الأكثر تسجيلاً في العاصمة الليبيرية مونروفيا.

الا أن ليبيريا نفسها هي البلد الإفريقي الأول الذي تنتخب فيه امرأة رئيسة للبلاد بطريقة ديمقراطية. وعبرت وزيرة شؤون المرأة والتنمية عن فخرها كون الصوت النسائي صنع الحدث أثناء الانتخابات.

مرونة

"لا للإنهزام نعم للتمكين" هذا أحد العناوين التي تتضمن تغييرا في أهداف العاملين في مجال حماية المرأة من العنف في هولندا، فالمرأة من منظور هولندا يجب أن تكون قادرة على التصدي للعنف المنزلي في محيطها القريب، ونفس الافكار كانت الوزيرة الليبيرية قد عبرت عنها حينما قالت "ان هذا يبعث في الشعور بالارتياح حينما أرى أن النساء في هولندا، بالرغم من المشكلات التي يواجهنها، فهن يتمتعن بخيارات أخرى في حياتهن."