يتحول التلاميذ الى عمال نظافة .. أولياء أمور: نرسل أولادنا لطلب العلم وليس لتنظيف المدارس
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 03-11-2009
 
   
المدى
عندما عادت إسراء، طالبة في الصف الخامس الابتدائي الى بيتها تفاجأت بمنظرها الذي كان مختلفا عن الشكل الذي خرجت به من البيت، فالتراب يعلو شعرها وملابسها متسخة، فضلا عن الحزن الذي كان يعلو وجهها. وعرفت الأم أخيراً ان السبب تقف وراءه المعلمة التي أجبرت الطالبات على ان يقمن بدور المنظفات لصفوفهن .
في حين تحول دور المنظفات في المدرسة الى تقديم الشاي و(الكعك) الى المعلمات والمديرة في الإدارة .ظاهرة انتشرت في معظم مدارس بغداد، ورغم كل الشكاوى التي نشرتها الصحف العراقية ومنها جريدتنا، الا ان مديريات التربية لا ترى لا تقرأ لا تسمع! منظفات (على القطعة) هذا المشهد يتكرر دائما في العديد من المدارس مادام التعيين قد أغلق أبوابه بوجه عاملات وعمال النظافة، ومن يتم تعيينهن هن من أقارب الإدارة، هذا سبب حقيقي. ذلك لان وزارة التربية ارتكبت خطأ جسيما عندما منحت صلاحيات تعيين المنظفات الى مديرات المدارس فقمن بتعيين أقاربهن وبدلاً من ان يمارسن عملهن في تنظيف المدرسة تحولن الى (كاتبات)! وجلبن شهادات تثبت إنهن خريجات المرحلة المتوسطة او الإعدادية! وهكذا ظلت المدارس بلا منظفات، وللعلم فقط فان بعض إدارات المدارس لجأت الى الاستعانة بمنظفات (على القطعة) ويتم تحصيل رواتبهن عن طريق جمع التبرعات من الطلبة؟ ومن هذه المدارس مدرسة الطبري الابتدائية المختلطة والواقعة في منطقة حي الخضراء محلة (633) ومدرسة بغداد الابتدائية المختلطة محلة (613) ومدرسة الرحمة الابتدائية المختلطة، وهاتان المدرستان واقعتان في حي الأندلس محلة (613) ومدرسة خولة بنت الازور الواقعة في منطقة الشرطة الرابعة محلة (869) والكثير من المدارس التي لا يتسع المجال لذكرها هنا. معلمة علقت ضاحكة على هذا الموضوع: هذا أهون على الطلبة من القيام بمهمة عمال النظافة! آراء التلاميذ سارة أياد في المرحلة الإعدادية (الصف الخامس العلمي) مدرسة الفضيلة للبنات والواقعة في حي الأندلس شارع عبد الكريم قاسم محلة (613) تقول:تجبرنا مديرة المدرسة على تنظيف صفنا وممرات المدرسة في بعض الأحيان خاصة في فصل الشتاء.مؤكدة انها تخاف من المديرة لانها تهددهن بالرسوب اذا لم يقمن بالتنظيف وتبد أ بإطلاق الكلمات غير اللائقة. وعلقت زميلتها مروة قائلة: صديقاتي يقمن بتنظيف أنفسهن قبل مغادرة المدرسة ولكننا نتعرض الى الاهانة من قبل الأهل مؤكدة ان جميع الطالبات يتعرضن الى مثل هذا التهديد من قبل ادارة المدرسة.سما طالبة في الصف الرابع الإعدادي في مدرسة إعدادية فلسطين الواقعة في منطقة الإسكان قالت: ”لا أوافق على إلزام إدارة المدرسة لي ولزميلاتي بتنظيف الصفوف او ساحة المدرسة،لان التنظيف من اختصاص عاملة التنظيف وليس من اختصاصنا، مؤكدة انها غير مجبرة على القيام بعملية التنظيف، وسوف أمتنع عن القيام بذلك العمل وليحدث ما يحدث، لأني لست عاملة تنظيف! والحقيقة تقال ان تنظيف المدارس من قبل الطالبات اصبح مشهدا يوميا يتكرر في مدارس متعددة في جميع مناطق بغداد، سواءً كانت مدرسة خاصة بالطالبات أم الطلاب، فلا يجد التلاميذ مفرا من تنظيف صفوف المدرسة بأنفسهم، لعدم وجود عامل تنظيف في المدرسة، واذا كان هناك منظف فهو واحد لا يستطيع القيام بكل الاعمال الملقاة على عاتقه، فما العمل وهل يبقى الحال كما هو عليه!؟ المدارس مدرسة الجزائر الابتدائية المختلطة والواقعة في منطقة العطيفية الثانية محلة 407، لا تنفك هذه المدرسة عن تشغيل التلاميذ اثناء درسي الفنية،والرياضة،حيث تحول الدرسان الى كابوس يكرهه التلاميذ كلما أدرجا في جدول الدروس اليومي، تقول معلمة الرياضة شروق :لقد قضيت عدة سنوات في الدراسة لاكون معلمة نموذجية تسهم في ابراز طاقة التلاميذ البدنية فضلا عن اكتساب التلميذ العلم والمعرفة لكن، لا نعلم ماذا حدث فالوزارة تعين المنظفات وهن لا يعملن وعندما تطلب منهن الإدارة القيام بالتنظيف،يجبن بانهن يحملن شهادات متوسطة او إعدادية فكيف يقمن بالتنظيف حتى لو كان تعيينهن بعنوان منظفة، اما المعلمة بتول فيصل من مدرسة حمورابي الابتدائية الواقعة في حي العقاري،منطقة شارع فلسطين فتقول، ان السبب الرئيسي وراء لجوء المعلمات الى الطلب من التلاميذ القيام بمهمة التنظيف هو إدارات المدارس ذاتها، المتهاونة مع جميع من تم تعيينهن بعنوان منظفة، لانهن ذوات صلة قرابة او معرفة من الإدارة، ولا يفعلن غير الجلوس في الإدارة وعمل الشاي وما شاكل ذلك! خلف أسوار المدارس أثناء عمل التحقيق هذا اخبرنا عدد من أولياء الأمور ان المدارس الواقعة في منطقة الشالجية، ومنطقة المنصورية، ومنطقة الدوريين، محلة 224،تضم عددا من إدارات المدارس الابتدائية، التي قامت بتعيين عدد كبير من الموظفات بعنوان منظفة لكنهن يتمتعن بمميزات الكاتبة، ويطلبن يومياً من التلاميذ التنظيف ومن يرفض يتعرض الى الضرب والاهانة، ويمكن التأكد من ذلك من قبل مديرية تربية الكرخ الأولى الواقعة في منطقة الرحمانية! مديريات التربية يقول هادي الفريجي مدير إعلام تربية الرصافة الأولى: ان تشغيل التلاميذ بأمور تنظيف المدرسة ممنوع بشكل قطعي، وهذا الموضوع قد بلغنا به إدارات المدارس، وطلبنا منهن تعيين عمال خدمة وحسب ما يتوفر من درجات وظيفية في المديرية وحسب هذا القرار تم تعيين موظف خدمة واحد او اثنين ولكن لا نعلم ما الأسباب وراء عدم قيامهم بعملهم وفق ما تم تعيينهم عليه أساساً، لذلك نحن نطلب من أولياء الأمور تقديم أسماء المدارس التي تطلب من التلاميذ القيام بالتنظيف الإجباري واقصد بكلامي هذا ان بعض الطلاب هم من يتبرع للقيام بمثل تلك العملية لكن في حالة حدوث العكس فالأمر يتطلب وقفه وإجراء تحقيق،لان الطلاب يذهبون الى المدارس لطلب العلم والمعرفة وليس للتنظيف. تربية الرصافة الثانية وأكد احمد بند مدير تربية الرصافة الثانية قائلاً: نحن نمنع قيام الطلاب بأي اعمال تنظيف في المدارس، وقمنا بإصدار عدة كتب وزعت على إدارات المدارس، بعدم تشغيل التلاميذ ان كان بحمل الكتب وترتيبها للمسؤول عن ذلك العمل وهو الكاتب، أو قيام الطالب بعملية التنظيف وأي إدارة مدرسة يثبت بشكوى انها قامت بتشغيل الطلاب بالتنظيف سوف تعاقب من دون استثناء،لان وزارة التربية حريصة على ان يتلقى الطلاب العلم والمعرفة لا ان يقوموا بالتنظيف فما الفائدة من تعيين موظفي خدمة اذن! تربية الكرخ الأولى مدراء تربية الكرخ بوجه عام أو مدراء مكاتبهم الإعلامية يرفضون التصريح للصحفيين الا بعد الحصول على موافقة من وزارة التربية ولا نعلم لماذا هذا الإصرار بعدم التعاون مع الإعلاميين لكشف الحقيقة، خصوصا بعد ان أكد لنا مصدر مخول في وزارة التربية ان الوزارة لا تمنع التصريحات التي لا تسيء الى العملية التربوية وتصب في مصلحة التلاميذ على حد سواء. لجنة التربية والتعليم تقول النائبة عابدة احمد وعضو لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب: لا يمكن السماح لإدارات المدارس بتشغيل التلاميذ بتنظيف المدرسة والصفوف لأي سبب كان لان ذلك يسيء للعملية التربوية قبل ان يسيء للتلميذ الذي جاء طالباً العلم والثقافة، لا ان يصرف جهوده وطاقته في اعمال ليست من اختصاصه، فهذا العمل مرفوض قطعيا، وأي إدارة مدرسة تقدم شكوى ضدها تثبت انها طلبت من تلاميذها القيام بالتنظيف سوف تعاقب بشكل مباشر، ووزارة التربية قامت بإصدار كتب رسمية لجميع مديرياتها تتضمن منع تشغيل التلاميذ بالتنظيف وان من يقوم بتلك المهمة هم عمال الخدمة. أولياء الأمور تقول أم دينا: ابنتي تعاني من الربو ولطالما سقطت واختنقت من جراء الغبار المتطاير بل وحتى في الأيام التي يكون فيها الجو مغبراً ،وهي طالبة في الصف الثالث الابتدائي، وقد أخبرتها ان تترك المدرسة اذا حاولت إدارة المدرسة إجبارها على التنظيف، وعندما ذهبت الى المدرسة وأخبرت الإدارة بمرضها أجابتني مديرتها بان ابنتي طالبة هنا ويجب عليها ان تشارك في التنظيف ولا يمكن تميزها عن بقية زملائها، أما أبو وليد والد طالبين احدهما في الصف السادس والآخر في الصف الأول الابتدائي قال: إن استخدام التلاميذ في تنظيف المدارس ظاهرة تدل على أن الهيئة التدريسية وعلى رأسها المدير لا تقدّر العملية التربوية ولا يعيرون أهمية للتلاميذ، وأضاف: نحن نرسل أبناءنا الى المدرسة لكي يتعلموا ويتثقفوا، ولكي ينجحوا في آخر السنة الدراسية، لا أن ينظفوا المدارس. ويتساءل.. أليس هنالك عمال نظافة في المدارس، فلماذا يقوم التلاميذ بذلك؟، اما سميرة محمد فتقول: أولادي في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وعندما أرسلناهم الى المدارس كان ذلك من اجل العلم والتعليم، وليس من اجل تنظيف المدارس، فليس من المعقول ان نرسل أبناءنا ليبتذلوا بدلاً من ان يتعلموا؟ وأضافت: ان أولادي بدأوا يصطنعون المرض للتغيب عن المدرسة أسبوعياً عندما يأتي دورهم في جدول التنظيف الأسبوعي الذي وضع من قبل معلمة ومرشدة للصف وبموافقة إدارة المدرسة! ونحن نسأل جميع مديريات المدارس في جانبي الكرخ والرصافة بان تعمم على المدارس التابعة لها بكتب رسمية عدم تشغيل وإجبار التلاميذ على القيام بالتنظيف، لان ذلك يتكرر كل سنة من دون أي معالجة من قبل المديريات بحق إدارات المدارس بصورة جدية للحد من تلك الظاهرة السلبية، فهل وزارة التربية تعلم بذلك أم لا وما هي إجراءاتها؟

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced