الاطفال الفقراء .. مَن يتذكرهم في العيد ؟
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 30-11-2009
 
   
بغداد/نينا/ تقرير زهراء حميد :
يحملون بوهج طفولتهم ، دفء مخادع لم يمروا عليها او يغفوا لهم طرف بها .. واتخذوا من الشارع هدفا مستحقا لكسب لقمة العيش.
انهم الاطفال الفقراء الذين افتقدوا معنى الطفولة ونسوا طعم الاعياد ولم يعد يعنيهم منها سوى جمع قوت يوم عوائلهم من خلال بيع حلويات او حاجات لاقرانهم الاطفال حتى في ايام العيد.
فضرغام رسول /8 سنوات/ لم يخف شوقه للعب مع اقرانه كأي طفل في مثل سنه ، قائلا " اشعر بشوق للعب مع اصدقائي والذهاب معهم الى مدينة الالعاب ، فهناك توجد زوارق و(مراجيح) كبيرة ".
ويضيف " اللعب يؤخرني عن بيع بعض الحلوى التي تصنعها امي في البيت من اجل جمع مبلغ لشراء ملابسي واللعب بالباقي ".
ويتابع بحسرة " اصدقائي يأخذهم اباؤهم في كل عيد الى متنزه الزوراء والى متنزهات اخرى ، وانا لا احد يأخذني ، فابي يعمل ايام العيد لهذا فهو غير متفرغ لنا ".
فيما يقول حيدر شوقي /9 سنوات/ انه لم يذهب الى المتنزهات الكبيرة مثل مدينة الالعاب منذ فترة طويلة ، لكنه يشير الى ان هناك اطفالا يذهبون الى تلك المتنزهات كل جمعة ، اما هو واقرانه الفقراء فلا يذهبون اليها ابدا حتى في العيد كونهم يحاولون جمع المال في العيد لان البيع في ايامه يكون افضل.
ويوضح " يحاول ابي زجنا انا واخوتي الاثنين في بيع العاب الاطفال ، وهو معنا ، لذلك فنحن نحاول توفير بعض الوقت من اجل اللعب دون ان يرانا ابي كي لا نتعرض للضرب ".
اما (ابو حيدر) الذي كان يقف على مسافة من ابنه محاولا اقناع المارة بشراء احدى الدمى التي يبيعها ، فحين اقتربنا منه ، قال لنا " هذا حال الفقراء ، فالعيد بالنسبة لهم مصدر رزق لا لعب ، وانا اعرف انني اضغط احيانا على اولادي من اجل الاهتمام اكثر بالبيع ".
ويضيف " هذا حالنا ، فانا لا امتلك بيتا وكأنني لست عراقيا ولي حق بالنفط الذي يعيش منه حتى الغرباء ، لذلك فانا اصطحب اطفالي الثلاثة معي كل يوم الى العمل في متنزه ابو نؤاس لبيع اللعب ، ولم تفكر الدولة ان ترفع من دخلنا كما هو موجود في الدول الخليجية التي تمتلك مثل ثرواتنا لكنها تنعم على شعبها لانها تقدر مواطنيها ! ".
في حين يقول الطفل جليل كريم /10 سنوات/ ان الغلاء في كل شيء جعله ومجموعة من اطفال الحي يفكرون بان يذهبوا الى مدينة الالعاب وكان يجب ان يستقلوا سيارة تكلفهم مبلغا كبيرا وهو مبلغ لا يستطيعون تدبيره ، لذا قرروا ان يلعبوا في المتنزه القريب من منطقتهم (مدينة الشعلة) والذي لا توجد فيه العاب جميلة مثل الموجودة في مدينة الالعاب.
ويضيف صديقه رسول صالح " ان اصدقاءنا في المدرسة ، منهم مَن ذهب الى الشمال واخرون ذهبوا الى سوريا لقضاء عطلة العيد ، اما نحن فلم نستطع حتى الذهاب الى الالعاب الجيدة في بغداد ، وهذا حالنا في كل عيد ".
ويقول سعيد ناجي /موظف/ " نعرف ان العيد اصلا للاطفال ، ويجب شراء الملابس الجديدة لهم واصطحابهم الى الاماكن الترفيهية ، لانهم يشعرون بالفرح لتمكنهم من اللعب كباقي اقرانهم ".
ويستدرك " لكن الاسعار الملتهبة في السوق وتفشي البطالة عوامل مهمة في تحويل العيد من فرحة الى غصة لدى هؤلاء الاطفال وعوائلهم ".
ويشير عزيز قدوري /سائق تاكسي/ الى انه لم يشتر ملابس لاحد من ابنائه الخمسة كما لم يستطع ان يجمع مبلغا من المال لشراء خروف يضحي به لوالده الذي توفى قبل ستة اشهر.
ويقول " اشد ما يؤلمني هم اطفالي ، فالطفل لا يستطيع ان يعذر والديه اذا قصروا في حقه ، لكن ماذا اعمل فالوضع صعب على الفقير وانا اسكن في بيت للايجار اضافة الى اجور المولدة الكهربائية ".
ويضيف " ان ما احصل عليه من هذه السيارة ليس كله لي بل اتقاسمه مع شخص اخر ، وانا اعمل لديه بالاجرة ويقوم هو بدفع مبلغ بسيط لي ، فكيف لي ان امتع اطفالي في العيد ".
اما /رحمة اشرف/ التي تعمل في احدى الجمعيات الخيرية فتقول " على الرغم من انني اعمل في الجمعية لكنني احصل على حصتي كباقي الفقراء الذين تكفلت هذه الجمعية بتوزيع كسوة العيد لهم اضافة الى المعونات الانسانية الاخرى ".
وتستطرد " أنا أم لستة أطفال وزوجي متوف , انتسبت إلى الجمعية منذ سنتين وهي تساعدني على إعالة أطفالي , وقد حصلت اليوم على عشر قطع من الملابس إضافة إلى كيس مساعدات أعتقد أنها ستساعدني في هذا العيد كوني لم استطع شراء ملابس لاطفالي قبل العيد ".
وتضيف " اما عن الالعاب ، فهذا امر لم اعمله منذ عامين كوني اخاف على ابنائي من المفخخات ومن الخطف اضافة الى انني لا امتلك النقود الكافية لاخذهم الى تلك المناطق الغالية التي لم تكن يوما لنا ".
فيما تقول الحاجة ام سلام انها حصلت على ثلاث قطع من الملابس لاطفال ابنها ولعائلة أختها الفقيرة, وتنتظر القطع الاخرى التي وعدوها بتوزيعها لاحقا.
وتوضح " هناك اناس طيبون لحد اليوم يفكرون في حال الفقراء ، كون العيد ومستلزماته لا يستطيع الفقير تغطيتها وتأمين كل ما يلزم لأطفاله ".
وبينما يتابع الاطفال الاخرون السير بين جموع الناس المحتفلين بالعيد في تلك الملابس الزاهية والضحكات المسترسلة ، يبقى اطفال الفقراء بقلوبهم المثقلة بمشاعر الحزن والألم تعكّر صفو العيد ، ليدفعوا ضريبة الفقر ويشدوا الحزام مبكرا على بطونهم وهم في رحلة الحياة المتعبة

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced