مختصون :اعتداء الأبناء على الآباء جريمة اخلاقية وقضائية
نشر بواسطة: iwladmins
الخميس 06-03-2014
 
   
بغداد/ ايناس طارق

صورة الرجل الطاعن في السن كانت مثيرة للشفقة ،وهويقف في أورقه محكمه استئناف الرصافة حاملا اضبارة أوراقه التحقيقية ليقدمها الى قاضي التحقيق ،ملامح وجهه التي اخذ منها الدهر جزءا كبيرا ليرسم الحزن والألم وانحناء الرأس خجلا ممن يحيطون به من أقاربه عندما كان جالسا ينتظر دوره في الدخول الى قاعة المحكمة ، سمعناه يقول لزوجته (كلبي ماينطيني احبسه ) ،حقيقة هذه الجملة هي من حركت فينا الفضول الصحفي لمعرفة ما الحكاية ولتكون بداية لتحقيق عنف الأبناء ضد الآباء وماهي الاسباب وراء حصول ذلك .

(أبو غايب) الذي فضل هذه الكنية على ان يسمى باسم ابنه الذي قام بالشجار معه ومن ثم ضربه بآلة حديدية من اجل الحصول على المال منه لشراء سيارة جديدة ،وبما انه لا يمكن ان يفضله على باقي اخوته فطلب منه ان ينتظر حتى ياخذ رايهم ، لكن (غايب) غضب وقام بتكسير اثاث البيت وضرب اخوه الذي حاول ايقاف غضبه على العائلة، واثناء تدخل الأب لفك المشاجرة خوفا من ان يقوما بضرب بعضهما البعض بآلات حديدية قام (غايب) بضربه على راسه ومن ثم الهرب من المنزل ،الأب كان يسرد ماحدث وعيناه تذرفان الدموع ،واثناء ذلك دخل الى القاضي ، الذي طلب استدعاء ابنه عن طريق مركز شرطة الحرية ،لكن الأب قال للقاضي (سيدي اريد ان اتنازل عن الدعوى ).

المعاملة والسلوكيات

هنالك متطلبات اساسية من الضروري وجودها في الأسرة اهمها المعاملة الجيدة ،وسماع مشاكل الأبناء وايجاد الحلول لها كما أن من الضروري ان يقوم الوالدان بوضع مراقبة خفية عليهم ومعرفة تحركاتهم واصدقائهم ،اضافة الى ان تكون هناك خطوط حمر لايمكن تجاوزها من قبل الابناء وهذا يعتمد على اسلوب المعاملة الأسرية،كما ان السلوكيات تكمن في تهميش دور الفرد في الاسرة والتي تكون بيئة خصبة لنمو العنف والسلوك العدواني لدى الأبناء خاصة في الأسر التي يكون فيها الآباء لديهم سلوك تسلطي وعدواني، فلابد من ان يكون دور الاب والام تعاونيا وتفاعليا وعدم التفرقة بالمعاملة بين الابناء .

تربيته كانت خطأ

القضية الاخرى كانت لشاب يبلغ من العمر 17 عاما وكان في شجار دائم مع والديه بسبب مرافقته لاصدقاء السوء ،هذا ما سرده لنا الباحث الاجتماعي مصطفى الذي تحدث لنا قائلاً:عندما قدم الشاب بصحبة رجل الأمن (الشرطي )(ويداه مقيدتان) لأنه كان يحتجز في مركز شرطة الشعلة كان نادما على فعلته وتحدث مع والده بان يتنازل عن الدعوى فلم يكن في كامل وعيه بل مخموراً، الأب كان مصمما في هذه الدعوى على حبسه لان ابنه المدعو وليد لم يتعظ ابدا وكان يصمم على مرافقة اصدقاء السوء ويسرق معهم الناس بالنصب والاحتيال ،ويستدرك الباحث مصطفى في حديثه قائلاً: العنف عند وليد كان بسبب تربيته وتنشئته فوالده جعله يترك مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية اضافة الى زجه في العمل منذ نعومه أظافره في ورشات تصليح السيارات . وسبب تهجم الابن على الاب كان لان والده منعه من دخول البيت منتصف الليل لان وليد كان يحمل زجاجة من الخمر التي استخدمها لضرب والده والتسبب بشج راسه ووجهه وهذا ما اثبته التقرير الطبي المقدم من قبل مستشفى الشعلة العام .

الرأي القانوني :العنف ضد الآباء جريمة لا تغتفر

وفي اتصال هاتفي مع القاضي سالم روضان الذي تحدث لـ(المدى ) قائلاً: العنف ضد الآباء يعتبر عقوقاً باي شكل من الاشكال ،والقانون هنا يعاقب الجاني بأشد العقوبات القانونية وتصل احيانا الى تنفيذ عقوبة الاعدام في حالة القتل،( فإذا كان الحق الذي أصابه الضرر المباشر بالجريمة أو تعرض للخطر يتعلق بشخص معين أو أشخاص معينين ، فإن الجريمة توصف بأنها مضرة بالأفراد كما هو الحال بالنسبة لجرائم القتل و الضرب و الجرح و جرائم الاعتداء على العرض وتفسير ذلك ان الضرب هو بحد ذاته يعتبر بالقانون جريمة فكيف اذا كان للوالدين ) ،واشار روضان في حديثه الى ان هناك حالات تحدث بسبب الخلاف على الإرث احيانا وهذه ليست ظاهره انما تحدث بين فترة واخرى ان يقوم الابن بقتل والده ،ومع الاسف بكل الاحوال ان يقل الاحترام للوالدين ويزاد العنف ضدهم فهذا الأمر يعتبر خطيراً جدا ويحتاج الى معالجة نفسية قبل ان يستفحل ويصل الى درجة الضرب او القتل وتشهد محاكم الأحوال الشخصية قضايا عديدة تختلف باختلاف السبب وكلها تتعلق بالعنف ضد الآباء من قبل الابناء .

قصة صالح والدفاع

عن النفس

وقضية صالح تختلف عن القضايا الاخرى وذلك لأنه كان يدافع عن نفسه بعد ان تعرض الى الضرب المبرح من قبل والده الأمر الذي جعله يفقد صوابه وهذا ما أطلعنا عليه في دعوته وهو الآن يعرض ايضا على قاضي التحقيق في محكمة الاحوال الشخصية ،عمره 13 عاما وسجل حدثا وهو الان في دار الاحداث الواقع في منطقة حي السلام حيث قام بطعن والده بسكين المطبخ لأنه كان دائما يستفزه ويقلل من اهميته امام الناس بالسب والشتم، ونعته بالفاشل ،إفادة صالح لم تسعفه أمام القانون لأنه اصبح مجرما وهو في عمر الأحداث ولابد ان يبقى في الاصلاحية كي يكون انسانا سويا وحتى لو تنازل والده عن الدعوى فسيبقى بحكم القانون مجرما ويحمل صفات عدوانية قد تؤثر على المجتمع وتجعله يرتكب جريمة اخرى تودي بحياة الابرياء .

تقارير عالمية

وأخيراً يمكن أن تختلف النسب لوجود الضغوط الاجتماعية أو الاقتصادية المتعلقة بتقديم الخدمات والبرامج التربوية إما زيادة هذه النسبة أو التقليل منها، من هنا فإن الدراسات المختلفة تشير إلى تفاوت نسب الانتشار العالمية لاضطرابات السلوك من 0.1% إلى 30% من الاطفال في سن المدرسة،

ومن الواضح أن هناك بعض النسب متحفظة ولا تشمل إلا الحالات الشديدة، والبعض الاخر غير متحفظة تشمل الاضطرابات بدرجات متوسطة وبسيطة، فمن النسب المتحفظة ما يشير إلى 2% أو 3% من الاطفال في سن المدرسة يعانون من اضطرابات في السلوك، أو النسب غير المتحفظة والمعقولة ايضا فتشير إلى أن النسبة يمكن أن تتراوح بين 3% إلى 10%من الاطفال في سن المدرسة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced