إنتشار العقم والسرطان وعدم توفر الأدوية بسبب إزدهار الطب التجاري
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 01-01-2010
 
   
الملف برس
الطب مهنة انسانية اساسها الرحمة ورسلها الاطباء الذين عملوا لفترات طويلة من الزمن لانقاذ ارواح الناس والتخفيف من اوجاعهم ومعاناتهم بعيدا عن حسابات الربح والخسارة , وكان لهم دور بارز في العراق خلال مدة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حيث تم القضاء على الكثير من الاوبئة والامراض الانتقالية بصورة شبه كاملة كما كان لهم وجود مؤثر في علاج حالات العوق والاصابة التي تعرض لها عراقيون خلال الحروب المتكررة التي مر بها العراق، لكن التغيير الذي حدث في العراق بعد العام 2003 جاء ليقلب كل الموازين فتغيرت المبادئ والقيم الاخلاقية وصار المال هو الهدف الوحيد حتى وان كان جمعه على حساب الام واوجاع الناس فاستغل كثير من الاطباء الذين تحول بعضهم الى ( تجار ) في داخل العراق وخارجه الامراض التي يعاني منها بعض الناس لتكون مفتاحا لجمع المال والثروة التي تزداد كلما كان المرض مستعصيا
القانون لايحمي المغفلين
اكد (ماهر ناجي) - سائق تكسي - انه وقع فريسة لعملية نصب قادها ( اطباء ) وصيادلة، كما يقول ويضيف ورجالها بعض السماسرة الذين تلاعبوا بعواطفي وشدة اشتياقي لرؤية طفل انتظرته لمدة 15 عام من العقم والذي بينت التحاليل التي اجريتها انا وزوجتي انه كان بسببي واضاف بعد ان راجعت عددا كبيرا من الاطباء العراقيين الكبار تاكد لي اني لن انجب ابدا الا من خلال عملية ( طفل الانابيب) وهو امر يزعجني كثيرا بسبب ما اثير حوله من جدل كبير من الناحيتين الدينية والاجتماعية وخلال تجوالي في شوارع الفلوجة وجدت لافتة كبيرة مكتوب عليها : بشرى سارة .. رحلات طبية الى كافة انحاء العالم وعمليات يجريها امهر الاطباء لعلاج العقم والسرطان وامراض القلب و .... وقائمة طويلة من الامراض , فقررت ان اذهب الى مقر تلك المؤسسة التي نشرت الاعلان في الرمادي كي ابحث عن فرصتي الاخيرة بالانجاب وبالفعل قابلت بعض الاشخاص هناك وطلبوا مني عدة تحاليل تقرر بعدها ان اسافر الى سوريا للعلاج وبالفعل استحصلت جوازين للسفر لي ولزوجتي وسافرنا الى سوريا بعد ان بعنا السيارة التي لانملك غيرها بمبلغ 11000 دولار وبعد ان اتصلنا بالرقم المطلوب اعلمنا بان نذهب الى شقة صغيرة في دمشق للمراجعة وبعد ان وصلنا علمنا ان هذه الشقة الصغيرة هي المركز الذي حلمنا بان نجد علاجنا فيه وفوجئنا بطبيب وطبيبة من المتخرجين حديثا وهم يطلبون منا التحاليل وليس كما اخبرونا عنهم انهم من اطباء الخبرة الكبار وبعد اجراء الفحوصات التي تجاوزت اكثر من اسبوعين اجبرنا على شراء ادوية منشطة بمبالغ كبيرة جدا واستعمالها لمدة شهرين يجب ان نقضيها في سوريا
في ظل الايجارات المرتفعة وسبل المعيشة الضيقة وبعد ثلاثة اشهر ظهرت النتيجة التي كانت الكارثة بالنسبة لي بعد ان اعلموني باني اذا اردت الانجاب علي ان اجري عملية لزرع ( طفل الانابيب ) اي اننا نعود لنقطة الصفر بعد ان سافرنا وتغربنا وصرفنا كل مانملك من مال اكتشفنا بعدها اننا وقعنا ضحية لعملية نصب منظمة نستحقها لان (القانون لايحمي المغفلين)
سرطان وموت وافلاس
وروى (احمد هاشم) - مدرس- بأسى قصة اخيه محمد الذي توفى متأثرا بمرض سرطان المخ الذي اصابه قبل عام ولم تنفع كل محاولات العلاج التي صرفوا لاجلها اكثر من 30 مليون دينار بعد ان سافروا للعلاج في ثلاث دول فضلا عن علاج اطباء العراق، واشار هاشم الى انه راجع اغلب اطباء المخ والجملة العصبية في العراق والذين نصحوا بان يتم علاجه بالادوية الكيمياوية الى ان يشاء الله في امره لان المرض قد انتشر ولايمكن استئصال الورم ولن تنفع اية محاولة للعلاج خارج القطر، لكن زوجة اخي المريض ظلت تلح علي بضرورة الذهاب الى منطقة نفق الشرطة حيث توجد بعض المكاتب التي اعلنت استعدادها لعلاج حالات السرطان المستعصية خارج القطر وان بعضها حقق نجاحا باهرا برغم اننا راجعنا في سوريا من قبل، وبالفعل راجعت احد تلك المكاتب المعروفة التي استوفت منا مبلغا من المال واستحصلت لنا موافقة سريعة عن طريق بعض المنظمات التي لم يعلمونا بها وارسلوني بعد شهر في رحلة علاجية الى الاردن وبعد ان سافرنا طلبت منا مبالغا ضخمة لغرض اجراء التحاليل في عمان تفوق ما كان معنا من مال اضطررنا بعدها للعودة السريعة الى بغداد وبيع بيت اخي المريض الذي يقع في منطقة شعبية بمبلغ 28 مليون دينار ومراجعة نفس المكتب من جديد الذي قرر ارسالنا الى الهند هذه المرة لان فيها اجهزة حديثة لاستئصال الاورام حسب قولهم وبالفعل سافرنا ووجدنا ان العلاج المتوفر هناك لا يتجاوز الابر والادوية الكيمياوية التي كنا نستعملها في العراق لكن طول الامل ظل يرافقنا وقررنا ان نكمل العلاج مع ازدياد معاناة اخي الذي لم يعد يسمع او يتكلم بعد ان اشتد به المرض وفقد وعيه فكانت لنا اربع رحلات علاجية ثلاث منها في الهند وواحدة في عمان استهلكت كل مانملك من ( فلوس البيت ) الذي بعناه لاجل القضاء على ذلك المرض اللعين، وبعد ان اوشك صبرنا على النفاد طلبنا من الاطباء ان يخبرونا بالنتيجة النهائية مع التدهور الواضح لصحة اخي كان جوابهم :اننا لانملك غير تلك الابر والاعمار بيد الله وعدنا بعدها الى بغداد وتوفي اخي بعد عدة اسابيع وشعرت بعدها بالذنب لاني قصرت واتبعت نصيحة تلك الشركات وفرطت في بيت اخي الذي لايملكون غيره حيث اصبح اطفاله اليوم ايتاما بلا مأوى.
واضاف هاشم لست الوحيد الذي تعرض لضياع المال والوقت في انتظار ذلك العلاج الموعود بل اني كنت اشاهد عشرات من المراجعين الذين يبحث بعضهم عن فرصة للعلاج خارج القطر، او الحصول على ادوية مفقودة في العراق ويجب استيرادها من الخارج عن طريق مكاتب وصيدليات معينة تبيعها باسعار كبيرة تجاوز بعضها المليون دينار.
في مثل هذه الظروف التي إختلط فيها الحابل بالنابل لم يعد أمرا غريبا أن يكن العراقي مادة للإستغلال والنصب من قبل العراقيين والعرب بعد إن غابت الرقابة عن كل شيء؟؟

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced