بعد التقدم الهائل في معدات غزو الفضاء واستعمال تلسكوبات متطورة تمكن المختصون في مجال علم الفلك من اكتشاف مايزيد على اربعمائة كوكبا جديدا خلال بضعة عقود من السنين الماضية سواء في درب التبانة او في مجرات اخرى والشيء الملفت للنظر ان اغلب تلك الكواكب المكتشفة ذات طبيعة غازية اذ ان القليل منها كان ذا قوام صخري يماثل ارضنا في طبيعتها الصخرية .
لقد كان آخر ماكتتشف منها هو الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام في اوئل شهر ديسمبر2009 وحمل الرمز( Gj1214b )والذي قدر بعده عن كوكبنا الارضي ب20 سنة ضوئية ( السنة الضوئيةنساوي 300000x60x60x24x360 كم)ان جوه حار نظراً لقربه النسبي من النجم الذي يدور حوله وهذا النجم اقل حجما من شمسنا وكذلك اقل حرارة ولكن كثافة الغلاف الغازي لهذا الكوكب هي ضعف مثيلتها في الارض.
وللتعرف على امكانية نشوء حياة تحاكي حياة ارضنا في تلك الكواكب الصخرية المكتشفة فأننا يجب قبل كل شيء ان نبحث في العوامل والامكانيات المتوفرة في ارضنا والتي ساعدتها على نشوء واستمرارية الحياة فيها ويأتي في مقدمة تلك العوامل هو امتلاك كوكبنا لمواصفات وخصائص فيزياوية وكيمياوية معينة ومنها مثلا وجود غلاف غازي يحيط بارضنا يدرأ عنها مخاطر الاشعة الكونية المؤينة بالاضافة الى ان كثافته نشأ عنها الضغط الجوي وتاثيراته المناخية والحيوية وكذلك تمتلك ارضنا درجات حرارة معينة في كثير من مناطقها تبقي الماء سائلا في جميع فصول السنة ولما لهذه السيولة من اهمية في استمرار الحياة وغير ذلك من الخصائص الفيزياويةكالجاذبية الارضية مثلا .
اما العوامل الكيمياويةللأرض فيأتي في اولها قابلية العناصر الكيمياوية الارضية على التفاعل مع بعضها البعض عن طريق فقدان او اكتساب الالكترونات مما يؤدي الى تكوين مركبات جديدة تقوم بامداد الحياة بمادة جديدة للنمو والبناء وكذلك بامدادها بالطاقة فالحياة على الارض ان محورها الاساس هو الكاربون الذي في خط سيره يمد الحياة بالمادة والطاقة معا حيث ان لهذا العنصر من الخصائص التي قد لاتتوفر لغيره ومنها قدرته على الاتحاد مع الهيدروجين عن طريق الاواصر الكيمياوية او التساهمية لتكوين مركبات قادرة على تجهيز الطاقة والمادة معا واللتان عما عماد الحياة في الارض اضافة الى امتلاكه لخصائص اخرى اهما عند اكسدته يتحول الى غاز يسهل التخلص منه
ان الهيدروكوربونات الناتجة من اتحادهما ومنها( الكانات) والتي تجمعت سلاسل منها مكونة الامفيفالات (مواد محبة للزيت والماء) ونتيجة لتصادم الموجات البحرية ادى الى انتظام تلك الامفيفالات بشكل حويصلات كانت الاساس في نشوء الحياة
بالاضافة الى كل ماتقدم فأن ارضنا على بعد مناسب من الشمس التي هي مصدر الطاقة بالاضافة الى الخصائص الفيزياوية لشمسنا من العوامل المهمة في نشوء الحياة على كوكبنا فاذا اردنا التعرف على وجود حياة في كوكب آخر فيجب على المختصين اخذ بنظر الاعتبار كل العوامل التي ذكرت وغيرها فارضنا احتاجت لمليارين من السنين وبمواصفات فيزياوية وكيمياويةخاصة حتى تنشأ عليها البدايات الاولى لحياة بدائية
مرات القراءة: 2961 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
الكواكب الصخرية الجديدة والحياة الارضية
