الحروب تقتل الحجر والبشر على حد سواء، كما أنها لا تستثني أعظم الآثار في التاريخ، والتي لا يمكن تعويضها بأي ثمن. هذه قائمة لـ16 معلما أثريا دمرت بسبب النزاعات.

لميس فرحات من بيروت: ليس هناك أقسى من أن المنطقة التي أنعمت عليها الحضارات الانسانية بكنوزها وآثارها، قد تحولت اليوم إلى المنطقة الاكثر اضطراباً في العالم، تسودها الحروب والنزاعات.

العنف المستمر يقتل الحجر والبشر على حد سواء، وبالتالي فهو يهدد بزوال أعظم الآثار في التاريخ، والتي لا يمكن تعويضها بأي ثمن.

فيما يلي، قائمة وضعتها قناة (سي ان ان) بالآثار التي لا تقدر بثمن والتي دُمّرت بسبب الحروب:

1 - الجامع الكبير في سامراء (العراق)

كان هذا المسجد يعد الأكبر في العالم، وبني في القرن التاسع على نهر دجلة شمالي بغداد.

المسجد يشتهر ببرج الملوية، وهي مئذنة يبلغ طولها 52 متراً مع سلالم لتسهيل صعود المصلين. ويعتبر هذا المسجد من الأهم الآثار التي يحتضنها العراق، حتى أن صورته وضعت على الأوراق النقدية للبلاد.

تم قصف الجامع الكبير في سامراء في عام 2005، في هجوم لمسلحين على موقع لحلف شمال الأطلسي، مما أدى إلى تدمير الجزء العلوي من المئذنة والجدران المحيطة بها.

2- تماثيل بوذا باميان (أفغانستان)

هذه التماثيل تعتبر الإرث الأكثر إثارة للبوذية في البلاد التي مزقتها الحرب، وهو من بين أطول تماثيل بوذا في العالم  (بعضها بطول 35 والأخرى تصل إلى 53 متراً).

وصمدت هذه الآثار منذ أكثر من 1500 سنة، إلى أن دمرتها حركة طالبان بواسطة الديناميت والمتفجرات لأنها اعتبرتها من مظاهر الوثنية.

3- مدينة بصرى القديمة (سوريا)

هذه المدينة كانت مأهولة باستمرار طوال 2500 سنة وأصبحت عاصمة للإمبراطورية العربية للرومان، وهي تحتضن أيضاً المسرح الروماني الرائع ويعود تاريخها إلى القرن الثاني.

اكتشف علماء الآثار ان هذه المواقع تضررت بشدة بسبب قذائف الهاون في ساحة القتال بين النظام والمعارضة السورية.

4- الجامع الكبير في حلب (سوريا)

هذا الجامع من مواقع التراث العالمي وبني في عام 715 في عصر الدولة الأموية، مما جعله يحتل أعلى المراتب من بين أقدم المساجد في العالم.

وتطور بنيان هذا الجامع خلال العصور المتعاقبة، وبنيت مئذنته الشهيرة في أواخر القرن الحادي عشر، لكنها تحولت إلى أنقاض في الحرب السورية التي اندلعت عام 2013، مما وصفه المؤرخون بأنه أسوأ ضرر يمس كل التراث السوري.

5 -نواعير حماة (سوريا)

النواعير القائمة على نهر العاصي وخاصة في مدينة حماة في سوريا جعلت من هذه المدينة معلم جذب سياحي مميز، فأطلق بعض المؤرخين على هذه المدينة اسم مدينة النواعير.

ويعود تاريخ النواعير إلى عهد الآراميين، كما ان المدينة تتضمن منحوتات ولوحات أثرية عن هذه النواعير التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس وكانت تستخدم لجر المياه.

يقول خبراء التراث ان عدداً من هذه النواعير أحرقت من قبل مقاتلين في عام 2014.

6- قلعة حلب (سوريا)

تعود هذه القلعة على الأقل إلى أربعة آلاف عاما الى الوراء، من أيام الإسكندر الأكبر، وخلال العهد الروماني والمغول والحكم العثماني.

ولم تتغير هذه الآثار كثيراً منذ القرن السادس عشر وهي تعتبر أحد مواقع التراث العالمي الأكثر شعبية في سوريا. لكن استخدمت هذه القلعة باعتبارها قاعدة للجيش السوري في القتال القريب مما أدى إلى تدمير العديد من مبانيها التاريخية.

7- سوق حلب (سوريا)

الأسواق المغطاة في بلدة حلب القديمة كانت مركز تجاري شهير لأفضل المنتجات في المنطقة، مع أسواق فرعية مخصصة للأقمشة والمواد الغذائية وغيرها. لكن هذه الاسواق أصبحت مسرحاً للقتال العنيف الدائر في سوريا ومعظمها تدمر بسبب الحرب مما وصفته منظمة الاونيسكو بالمأساة.

8- جسر دير الزور (سوريا)

بنت فرنسا هذا الجسر في بلدة دير الزور وهو عبارة عن جسر عبور للمشاة ووجهة سياحية شعبية تطل على نهر الفرات. لكن هذا الجسر أصبح خط إمداد رئيسي في المعركة من أجل المدينة، وانهار تحت القصف.

9- نمرود (العراق)

كانت المدينة الآشورية القديمة حول محافظة نينوى العراقية موطناً لعدد لا يحصى من الكنوز الإمبراطورية، بما في ذلك التماثيل والنصب التذكارية والمجوهرات. في أعقاب غزو العراق عام 2003 تعرضت هذه المواقع للدمار والنهب وتم نقل العديد منها إلى الخارج.

10- قلعة الحصن (سوريا)

قلعة الحصن هي قلعة صليبية تقع ضمن سلاسل جبال الساحل السوري ضمن محافظة حمص في سوريا، وتبعد عن مدينة حمص 60 كم. ونظراً للأهمية التاريخية والعمرانية للحصن فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو قلعة تاريخية هامة لاحتوائها على تراثٍ إنساني عظيم، وفي عام 2006 سجلت القلعة على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي.

تضررت هذه القلعة بشدة من جراء الغارات الجوية والمدفعية في عام 2013، في حين استخدمها الثوار كمراكز لهم.

11- قبر النبي يونان (العراق)

هو قبر النبي التوراتي يونان، جنبا إلى جنب مع سن من أسنان الحوت الذي يقال انه ابتلعه.

يعود هذا الموقع إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويحمل اهمية كبيرة في الديانتين المسيحية والمسلمة. تم تفجيره كلياً من قبل مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لأنهم اعتبروه من مظاهر الشرك.

12- جامع خالد بن الوليد (سوريا)

يعود بناء جامع خالد بن الوليد إلى القرن الثالث عشر، ف حين ان البناء الحالي يعود إلى العهد العثماني في القرن 19 الميلادي أيام السلطان عبد الحميد الثاني، ويتميز ببنائه العثماني باللونين الأبيض والأسود.

أصبح الموقع مركزاً للمعارك في حمص، ودُمر الضريح المقدس تماماً، فيما أحرقت الكثير من التجهيزات الداخلية.

13- تدمر (سوريا)

"واحة في الصحراء السورية" وفقاً لمنظمة اليونسكو. هذه المدينة الآرامية تعود الى الألف الثاني قبل الميلاد وتطورت لاحقاً خلال الحقبات اليونانية والرومانية والفارسية لكنها الآن أرض للخراب والنهب بسبب الحرب الدائرة في البلاد.

14- متحف الإبادة الجماعية الأرمنية (سوريا)

يتضمن الموقع النصب التذكاري للمجازر بحق الارمن بين عامي 1915 و 1923، مما جعل من بلدة دير الزور وجهة سنوية للحجاج من جميع أنحاء العالم. ويتضمن الموقع كنيسة ومتحفاً، لكن كل هذا تدمر وأحرق على يد داعش في عام 2014.

15- شحات (ليبيا)

مدينة تاريخية أسسها الإغريق في الجبل الأخضر في أقصى شمال شرق ليبيا وتبعد عن مدينة البيضاء بحوالي بـ10كم. وتعتبر ثاني كبرى مدن الجبل الأخضر بعد مدينة البيضاء وهي مركز لآثار الإغريق والرومان، واشتهرت بأنها ساحة لقصص الخرافات والأساطير.

تحولت هذه المدينة إلى أنقاض في أعقاب الثورة في ليبيا، وسُويت مساحات واسعة منها بالارض.

16- متحف الفن الإسلامي (مصر)

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة يعد أكبر متحف إسلامي بالعالم حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.

تم بناء الموقع للمرة الأولى في القاهرة عام 1881، وخضع مؤخراً لتحديثات بملايين الدولارات تطلبت نحو 8 سنوات من العمل. لكن سيارة ملغومة استهدفت مبنى للشرطة قريب من المتحف مما تسبب بأضرار كارثية وأدى لإغلاق المتحف مرة أخرى.