نشاط مكتبة في بغداد يعطي مؤشرا على وجهة العراق مستقبلا
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 21-09-2010
 
   
الشرق الاوسط
اتسع حجم مكتبة «اقرأ»، الكائنة في شارع المتنبي ببغداد، إلى أكثر من ثلاثة أضعاف خلال العامين الأخيرين. وارتفع نشاطها بنحو 50 في المائة منذ 2003. لكن مالكي المكتبة يقولان إن المستقبل يكتنفه الغموض ما دام هناك غياب لشوارع آمنة وحكومة مستقرة وإمدادات كهرباء يعوَّل عليها.
بيد أن نشاط مكتبة «اقرأ» يمثل خطوة صغيرة للأمام في بلد كان يعتبر قبل قرون منارة للآداب والعلوم. ويقول مالكا المكتبة عطا زيدان ومحمد حنش عباس: «أحلامنا شيء، والواقع شيء آخر»، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».
الأحلام جاءت مع الإطاحة بصدام حسين في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003. لكن الواقع تجلى في صبيحة أحد الأيام خلال أغسطس (آب) الماضي عندما انقطع التيار الكهربائي مع هبوب عاصفة ترابية وأعمال عنف تحدث بصورة متفرقة وشبه يومية. ويقول زيدان: «تعتمد خططنا المستقبلية على الكهرباء والأمن والاقتصاد».
ويعتمد المستقبل أيضا على أداء الجيش والشرطة العراقية من دون الأميركيين، الذين سيرحلون بنهاية العام المقبل. ويقول الرجلان إنهما رحبا بالأميركيين كمحررين، ولكنهم يشعرون حاليا بالسعادة لأنهم سيرحلون. ويقول زيدان: «لا يحب أحد في العراق فكرة أن يدخل غريب إلى منزله. هذا وطننا نحن». ويضيف عباس: «قبل عام، كنت أقول: إن الأميركيين يجب أن يبقوا، ولكن في الوقت الحالي أعتقد أن الوضع سيكون أفضل لو رحلوا من دون توقف دعمهم للحكومة والجيش».
وافتتح زيدان وعباس، وكلاهما حاصل على تعليم جامعي، مكتبتهما عام 1995، على أمل تحسين أوضاعهما المعيشية بعد عقوبات أممية فُرضت عقب غزو صدام حسين للكويت عام 1990. وكانت لديهما أعداد أقل من الكتب، ولم يكن لديهما أي من كتب التدريب التعليمية الفرنسية والإنجليزية التي يستوردانها حاليا من إيران. وأتى كثير من الرجال إلى المكتبة بهدف بيع الكتب التي لديهم، على أمل أن يساعدهم ما يحصلون عليه من مال، في الوقت الذي باعت فيه عائلات الأثاث وسكاكين المائدة والآنية الصينية للحصول على ما يقيم صلبهم؛ إذ كان لتلك العقوبات أثر كبير على العراقيين.
وفي الوقت الحالي، تحول ما بدأ كمكتبة للكتب المستعملة وكمكان يمكن أن يستعير منه الطلاب ما يحتاجونه من كتب إلى أكبر مورد للكتب المدرسية وكتب المهارات اللغوية لكليات في مختلف أنحاء العراق. وخلال العامين الماضيين، استأجر زيدان وعباس مكتبة في الجوار لتوسيع نشاطهما، بالإضافة إلى مخزن في المركز التجاري المكون من طابقين، حيث تقع مكتبة «اقرأ».
وسيحصل عباس على جواز سفر حتى يمكنه السفر إلى إيران لشراء الكتب مباشرة من المطابع الإيرانية، بدلا من الدفع لوكلاء شراء واستيراد الكتب. ويقول: «إيران أقرب من الهند، كما أنها أرخص من سورية». وسيقومان بتوفير مادة صوتية لطلاب اللغات، والتعاقد مع مطبعة داخل بغداد لطباعة كلاسيكيات إنجليزية وفرنسية مسروقة. ويقول زيدان (45 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال: «لن يجعلنا عالم الكتب أثرياء ولكن لن نكون فقراء».
ويقول عباس (47 عاما): «لقد كان النشاط جيدا خلال العام الماضي، والقوة الشرائية للناس جيدة، ولكن عندما تكون الأوضاع الأمنية بصورة معينة، يتراجع النشاط التجاري».
وفي عام 2007، أي قبل أن يطوي العراق صفحة أعمال العنف بعد الغزو، وقع تفجير داخل شارع المتنبي أدى إلى مقتل قرابة 40 شخصا وتدمير كثير من المكتبات. ولكن في اليوم الذي كانا يتحدثان فيه، بدت الأوضاع هادئة. وجاء رجل يتصبب عرقا يبحث عن قاموس عربي - روسي لإرساله إلى ابنه الذي يدرس الطب في موسكو. وأعاد طالب شاب مجلدا من شعر بايرون، وكان ثلاثة آخرون يبحثون عن الكتب المدرسية التي يمكن أن تساعدهم في تعلم الإنجليزية.
يأتي ذلك في مجمله معاكسا لما كان عليه الحال داخل «اقرأ» قبل عامين أو أكثر، عندما كانت المنطقة المحيطة بالمكتبة مهجورة بحلول الساعات الأولى من الظهيرة. وكان النشاط القليل في الصباح مع دوي الانفجارات وصوت إطلاق النيران عبر نهر دجلة وشارع حيفا، الذي كان معقلا للتمرد السني على مدار أعوام

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced