لانحمل بين الضلوع قلوباً تكره، ولانتأبط شرا لكي نذبح، ولم نشحذ فراستنا لنقرع طبول البشائر بقدوم طوفان الافكار الموميائية وايحاءات حفار القبور..
لقد اخذت بمجامعنا الحسرة والغضب، ونحن نشاهد الحزن ينبعث من الارض الندية..
نشاهد الدموع والانذهال الذي يطل من عيني شهد وميرنة، وهن يتحدثن عن المصير الغيبي المحتوم، وعن سمفونية الصخب والعنف في المعبد الرباني، وكأنَّ فوكنر يكتب عن الانحلال في كرادة بغداد وليس في الجنوب الامريكي..
نحن الشيوعيين لانطارد الطرق المختفية ومغارات القوقاز الاسطورية، لكي نصطاد الاهداف الغير مرئية..
بل كنا ذاهبين الى سفح الجبل الاخضر، نبحث عن افراح نيكوس كازنتزاكيس البسيطة، المصنوعة من عناصر خالدة:
هواء صافٍ
شمس وبحر
خبز وحنطة..
لانرتدي قناع الادعاء، ولا نلبس ثوب الحذلقة والكبرياء المزيف، ولانغرق في لجة الجدل، لكي نسخر من الحماقات..
بل (نتكلم بلسان الخرسان ونسمع بآذان الأصم ونرى من وراء أجفان الاعمى، فنرى الحياة مكتنفة بنور الشمس)..
ليس نحن من بنى إهراماتا من التوابيت، ولا من إستلّ الزهرة من الاحشاء في اخر الليل.. ولم نعش الشعور بالعودة المستحيلة لكي نعرف معنى المنفى..
بل كنا ومازلنا واقعين تحت فخاخ مخيلة، تقودنا دائما الى الامساك بتلابيب الجمال والغناء..
كل يوم ينكسر فيه كوب
تتدفق الشمس منه
فائرة
كل يوم تنكسر فيه بيضة
يرتفع الربيع منها باجنحته
ذات الالوان الخمسة
وهو يغني
كل يوم ينفجر فيه الربيع
يتدفق الاطفال منه
ضاحكين
كل يوم ينكسر فيه قلب
يخرج منه الشعر متدفقا
ويتجمد..
ساتشيداناندا
مرات القراءة: 2601 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
نحن الشيوعيين.........
