أعلنت اللجنة التنفيذية العليا لملف الأهوار والآثار في محافظة ذي قار اليوم الاثنين ( 26 تشرين الثاني 2018 ) عن عودة المياه لنحو 30 بالمئة من مناطق الاهوار التي تعرضت للجفاف في الصيف المنصرم ، وفيما بينت أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد مؤخراً واستغناء المزارعين عن مياه الرية الاولى في سقي محاصيلهم أسهم في رفع مناسيب نهر الفرات من 40 متراً مكعباً في الثانية الى 60 ، ودعت الى اعتماد سياسة مائية ناجعة وتعويض السكان المحليين المتضررين من جفاف الأهوار.

وقال نائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لملف الاهوار والآثار المهندس حسن الأسدي للمدى إن " مياه الامطار أعادت الحياة لنحو 30 بالمئة من مناطق الاهوار التي تعرضت للجفاف خلال الصيف المنصرم حيث طال الجفاف أكثر من 90 بالمئة من مناطق أهوار الناصرية "، مبيناً أن "كميات الأمطار أسهمت في رفع مناسيب نهر الفرات المغذي لمعظم مناطق أهوار الناصرية من 40 متراً مكعباً في الثانية الى 60 متراً مكعباً ما أدى ذلك الى غمر ثلث مساحة الأهوار ببضعة سنتمترات من المياه وليس بمناسيب كبيرة".

وأشار الاسدي الى أن " عملية غمر مساحات من الاهوار تبقى مرهونة بكميات الأمطار ما لم تخصص حصة مائية كافية من المياه لمناطق الاهوار " ، لافتاً الى أن استغناء الفلاحين عن مياه الرية الاولى أسهم هو الآخر في رفع مناسيب المياه في نهر الفرات ".

وأكد نائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لملف الأهوار والآثار أن "عودة المياه لجزء من مناطق الأهوار لم يأتِ بفعل السياسة المائية التي تعتمدها الحكومة الاتحادية وإنما جاء استجابة من رب العالمين لدعوات سكان الأهوار المتضررين من الجفاف "، منوهاً الى أن " عودة جزء من مناطق الأهوار أنعش الأمل بعودة الحياة للسكان المحليين الذين تكبدوا خسائر جسيمة وفقدوا مصادر عيشهم نتيجة جفاف الأهوار".

وأشار الاسدي الى أن" عودة المياه الى مناطق الاهوار أسهمت بتنشيط الحركة السياحية خلال الاسبوع المنصرم حيث شهدت الأهوار توافد مجاميع من السياح الى أهوار الجبايش مركز أهوار الناصرية "، واستدرك قائلاً إن " الأمطار ساعدت حالياً في تحسن نوعية المياه لكن يبقى حال مربي الجاموس وصيادي الاسماك متردٍ وبحاجة الى تدخل حكومي لتعويض المتضررين من جفاف الأهوار سواء من مربي الجاموس او الصيادين وأصحاب الحرف اليدوية الذين كانوا يستخدمون القصب والبردي ونباتات الأهوار في صناعاتهم اليدوية".

مؤكدا إن "مناطق الأهوار فقدت ثروتها السمكية والحيوانية بصورة كاملة ولم تحظَ بالاهتمام الإعلامي والحكومي المطلوب الذي حظي به المتضررون من نفوق الاسماك في الحلة حيث لا وجه للمقارنة بين حجم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها سكان الأهوار والخسارة الجزئية التي تعرض لها أصحاب بحيرات تربية الاسماك في الحلة".

ودعا نائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لملف الأهوار والآثار الحكومة الاتحادية الى تشكيل لجنة لحصر الاضرار التي تعرض لها سكان الأهوار والعمل على شمول المتضررين بالتعويضات وإدراج الذين فقدوا مصدر رزقهم بمنحة الحماية الاجتماعية والعمل على إعادة توطين من نزحوا من مناطقهم. مؤكداً على ضرورة إطفاء ديون السلف الحكومية التي بذمة مربي الجاموس أو تأجيل دفع اقساطها لحين تحسن أوضاعهم الاقتصادية وحصولهم على التعويض المناسب من الدولة . وخلص الأسدي الى القول إن : ما تعرض له سكان الأهوار من خسائر ناجم عن عوامل طبيعية وسوء إدارة لأزمة المياه من قبل المؤسسات الحكومية وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها اتجاه ذلك.

كما شدد نائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لملف الأهوار والآثار على ضرورة تخصيص حصة مائية للأهوار واعتماد سياسة مائية جيدة تستفيد من الوفرة المائية التي هيئتها الموجات المطرية في الموسم الشتوي الحالي .

وكانت إدارة محافظة ذي قار أعلنت يوم الاثنين ( 22 تشرين الأول 2018 ) نزوح أكثر من أربعة آلاف عائلة من مناطق الأهوار ، وفيما عزت أسباب النزوح الى تعرض مساحات واسعة من الأهوار للجفاف إثر تفاقم أزمة المياه ، طالب مربو الجاموس المتضررون من تلك الأزمة بالغاء فوائد القروض المصرفية التي بذمتهم.

وكانت إدارة قضاء الجبايش ( مركز اهور الناصرية ) حذّرت يوم الاربعاء ( 20 حزيران 2018 ) من مخاطر انحسار مياه الأهوار وتلوث مياه الشرب ، وفيما أكدت تلوث مياه نهر الفرات بمياه المبازل المالحة نتيجة الجريان العكسي ، أشارت الى انخفاض مناسيب أهوار الجبايش الى أقل من 90 سنتمتراً بعد أن كانت متراً و 30 سنتمتراً.

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن هذه المساحة المغمورة تقلصت بصورة كبيرة بعد أزمة المياه.