نحتفل هذه الايام بالذكرى الثانية لمأثرة 25 تشرين التي استشهدت في خضمها كوكبة من ابطال الانتفاضة الباسلة ضد نظام الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد، المسؤول عن كل الخراب الذي حل بوطننا وشعبنا.
ونحن اذ نستذكر اولئك الخالدين، نؤكد ان دماءهم وتضحياتهم الكبرى من اجل التغيير لن تذهب سدى. وان على قوى التغيير كافة ان تنسق نشاطاتها وتوحد جهودها، وتستخلص الدروس مما جرى، وتكشف الثغرات وتعالجها، كما ان عليها تنظيم وتعزيز صفوفها في مواجهة القوى المتنفذة وما تمتلك من امكانيات لا يستهان بها .
لقد أقدمت قوى المحاصصة والفساد على محاولات كثيرة لافراغ انتفاضة تشرين من مضامينها الجوهرية، واستخدمت في ذلك حتى اساليب العنف والاساءة والتشويه والاختراق، الا ان مساعيها انتهت بالفشل، كما بقيت العوامل التي ادت الى اندلاع الانتفاضة قائمة ماثلة، بل وتراكم المزيد فوقها.
وانعكس التأثير القوي للانتفاضة ولتجربتها المتحدية الفريدة في ما شهدته الانتخابات الاخيرة، سواء على صعيد المقاطعة والعزوف عن التصويت اللذين شملا جماهير مليونية عابرة للحدود الطائفية والاثنية، او على مستوى المشاركة في التصويت التي عاقبت جزءا من القوى المتنفذة و في الوقت نفسه ضمنت حصول بعض التشرينيين والمستقلين على مقاعد في مجلس النواب. وهذا ما ينبغي استثماره وتقديم الدعم الى النواب المذكورين وترسيخ مواقفهم ضد المحاصصة والفساد وتوحيد جهودهم للحيلولة دون اعادة انتاج النهج المحاصصي السابق في الحكم، وتحصينهم في وجه مناورات المتحاصصين الخبيثة، وتنسيق نشاطهم البرلماني مستقبلا مع حراك الجماهير المطالبة بحقوقها والساعية مثلهم الى التغيير.
وفي ظل الظروف الحالية المعقدة التي يمر بها البلد، وسعي القوى المتنفذة الى تشتيت قوى التغيير وإضعافها، لابد ان نكون وجميع القوى المدنية الديمقراطية والتشرينية في مستوى المسؤولية، ونقطع الطريق على من يحاولون افتعال خلافات بين المشاركين والمقاطعين، وإشغال الطرفين بها بعيدا عن القضية المشتركة، قضية التغيير التي جمعتهم وتجمعهم، والتي ضحى من اجلها المئات والآلاف من بنات وابناء شعبنا بارواحهم ودمائهم الزكية .
وتبقى تلك التضحيات منارا لنا ، وتبقى دماء الشهداء والجرحى دينا في اعناقنا، وتحملنا مسوؤلية اكمال ما بدأوه وتحقيق ما ضحوا من اجله، والكشف عن قتلتهم لتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل ..
المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية
٢٥/١٠/٢٠٢١