عقدت شبكة النساء العراقيات اجتماعاً موسعاً لمنظمات المجتمع المدني في 27 آب، لمناقشة ازمة الانسداد السياسي التي يمر بها العراق، التي أدت إلى تعطيل مؤسسات الدولة ومصالح المواطنين. شارك فيه عدد من قادة المجتمع المدني وشخصيات اكاديمية واقتصادية وناشطين ومدافعين عن حقوق الانسان، وهو يأتي استكمالاً للنقاشات المجتمعية التي تسعى الى تبادل وجهات النظر وتوحيد المواقف والرؤى بشأن الوضع الخطير الذي يمر به بلدنا.
أكد الاجتماع على حق الشعب في المطالبة بالتغيير الشامل للعملية السياسية القائمة على نهج المحاصصة الطائفية والحزبية والفئوية والفساد، الذي أصبح عاملاً رئيسياً في خرق الدستور والتشريعات، وفشل مؤسسات الدولة في النهوض بوظائفها، وانتشار السلاح والافلات من العقاب، وتدهور رهيب في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والبيئية، انعكس بشكل صارخ على حياة المواطنين في زيادة نسبة الفقر والبطالة والهجرة والتشرد والتسول وتعاطي المخدرات وانتشار الجريمة المنظمة.
ودعا المجتمعون الى اطلاق حوار وطني شامل في إطار الهوية العراقية، بعيداً عما يسمى بالتوازن والتوافق، تشارك فيه جميع القوى والأحزاب السياسية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات المهنية والنخب الثقافية والشرائح الاجتماعية الشبابية والنسائية ومن مختلف المكونات، يهدف إلى الاتفاق على برنامج عمل وطني ديمقراطي، لمعالجة النزاعات والأزمات، وتشكيل حكومة انتقالية من عناصر وطنية تتمتع بالكفاءة والخبرة والنزاهة، ولا تخضع لإرادة وضغوطات الأحزاب السياسية المتنفذة، تعمل بمبادئ الشفافية والعلنية والنزاهة والحكم الرشيد من أجل إيقاف تدهور الخدمات الأساسية وتحسينها في القطاعات الصحية والتعليمية والسكنية والبيئية، وضمان حرية التعبير والاجتماع والتظاهر السلمي، وتفتيت بؤر الفساد في المؤسسات الحكومية، وتهيئة بيئة آمنة لإجراء انتخابات نزيهة وعادلة ضمن سقف زمني محدد، مع ضرورة تفعيل دور الرقابة والمساءلة المجتمعية على أداء الحكومة.
كما أكد المشاركون على احترام سلطة القضاء ودوره في إرساء سيادة القانون والعدل ومكافحة الجرائم والمساءلة القانونية الشفافة لمافيات الفساد والإرهاب، وملاحقة مرتكبي جرائم اغتيال وخطف وتعذيب المتظاهرين والناشطين المدنيين والمختفين قسرياً.
اتفق المشاركون على توسيع النقاش مع منظمات المجتمع المدني المتنوعة في مختلف المحافظات، لتنسيق المواقف والتعاون وتعبئة القوى على أساس الهوية العراقية الجامعة، لتبني برنامج وطني يلتزم مصالح شعبنا وسيادة بلدنا واستقلالها.