اليوم في الخامس من مايو/ أيار 2023، وبعد أكثر من ثلاثة أعوام على جائحة كورونا، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ تفشّي فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) لم يعد يشكّل "حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً"، غير أنّها حذّرت في الوقت نفسه من أنّ الوباء لم ينتهِ. ويمثّل هذا الأمر نهاية رمزية للجائحة التي أودت بحياة الملايين وأثارت فوضى اقتصادية وعمّقت انعدام المساواة بين الدول والمجتمعات.

وصرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمام الصحافيين: "أعلن أنّ كوفيد-19 لم يعد حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً"، مقدّراً أنّ وباء كورونا قتل "ما لا يقلّ عن 20 مليون شخص"، وهي حصيلة أعلى ثلاث مرّات من التقديرات الرسمية التي تشير إلى 6.9 ملايين شخص.

لكنّ المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة شدّد في المقابل على أنّ إعلانه هذا لا يعني "انتهاء الوباء نفسه وعدم تصنيفه تهديداً صحياً عالمياً"، مشيراً إلى إمكانية إعادة إعلان حالة الطوارئ في حال تغيّر الوضع الوبائي الراهن.

وأوضح غيبريسوس أنّ آلاف الأشخاص "ما زالوا يموتون بسبب الفيروس أسبوعياً"، وقد أشار إلى الارتفاع الأخير في الحالات بجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.

وشدّد على أنّ "أسوأ ما يمكن أن يفعله أيّ بلد الآن هو استخدام هذا الإعلان سبباً للتخلّي عن حذره أو تفكيك الأنظمة (الصحية الوقائية والعلاجية) التي أنشأها أو إرسال رسالة إلى شعبه مفادها أنّ كوفيد-19 لا يثير القلق".

بدورها، قالت المسؤولة الفنية عن مكافحة كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف أمام الصحافيين إنّه "لا يمكننا التخلّي عن حذرنا"، موضحة أنّ "مرحلة الأزمة انتهت.. مرحلة الطوارئ.. لكنّ كوفيد-19 لم ينتهِ بعد".

وفي تغريدة على موقع "تويتر"، قال غيبريسوس إنّ هيئة الطوارئ الخاصة بكوفيد-19 اجتمعت أمس الخميس للمرّة الخامسة عشرة، ورفعت له توصية بإعلان نهاية "حالة الطوارئ الصحية التي تثير قلقاً عالمياً".

أضاف غيبريسوس: "وأنا قبلت هذه النصيحة"، مؤكّداً أنّه "بأمل كبير" يعلن ذلك اليوم.

وفي سياق متصل، أعرب غيبريسوس عن أسفه لما تسبّبت فيه جائحة كورونا من "أضرار" للمجتمع الدولي، لا سيّما في مجال الاقتصاد. أضاف: "لقد غيّر فيروس كورونا عالمنا وغيّرنا"، محذّراً من أنّ مخاطر متحوّراته الجديدة "ما زالت قائمة".

تجدر الإشارة إلى أنّه بعد أكثر من ثلاث سنوات على ظهور فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) في نهاية عام 2019 بمدينة ووهان وسط الصين، رُصدت نحو 764 مليون إصابة به على مستوى العالم.