الكثير من الرجال يصبحون اكثر تعاسة، عندما يجدون في المرأة منافساً لهم على الكثير من الجهات الاجتماعية، لدرجة ان السؤال الذي يطرحونه على انفسهم: هل تحولنا الى ضحايا لتحرر المرأة، وكيف نتصرف على هذا الاساس؟ ولماذا لم يتذمرن عندما كن عبر مئات بل آلاف السنين ضحايا لقوة وجبروت الرجل؟
" هذا ما تجيب عنه دراسة حديثة لجمعية الدفاع عن حقوق المرأة في مدينة ساوباولو البرازيلية، فبعد حرمان المرأة من حقوقها لعصور طويلة، فإن غالبية الرجال لا يعرفون كيفية التعامل مع المرأة التي اكتسبت القوة والشخصية المميزة، بعد ان اخذت مكانتها الطبيعية في المجتمع وبدأت تناقش وتتحدى بل تتفوق على الرجل في كثير من الاحيان. ما يخيف الرجل في الحقيقة من موضوع تحرر المرأة – حسب الدراسة - هو إعادة توزيع الادوار الاجتماعية على اسس جديدة. وما هو لافت ان المرأة استطاعت التلاؤم بشكل مثير للاعجاب مع توزيع الادوار، وان لم يكن متساوياً مع الرجل، الذي يشعر انه ضحية لاعتقاده ان المرأة في عصر تحررها قد حرمت الرجل من بعض حقوقه. لكن هذا الاعتقاد خاطئ - حسب ما جاء في الدراسة - لانه عندما كان كل شيء بيد الرجل كانت المرأة قادرة على التلاؤم والتعامل مع التوزيع القديم للادوار الاجتماعية. وتؤكد الدراسة انه امام هذا الوضع يمكن القول ان المرأة اكثر قدرة على استيعاب المتغيرات رغم حداثتها.
وهناك سبب ربما يكون منطقياً حول استيعاب المرأة الاسرع للمتغيرات الاجتماعية، اذا اعتبرنا ان عصر تحرير المرأة بدأ منذ بداية العقد السادس من القرن الماضي، فإن مدة العصرنة بالنسبة لهن من حيث التحرر قصيرة، وهي خمسون عاماً. وتـُشير الدراسة التي اجرتها مجلة (سيدتي) ان هناك عوامل مشتركة بين الرجل والمرأة لكنه يتجاهلها او يحاول التظاهر بانها غير موجودة، وان الفرق شاسع بينهما، لكن الحقيقية مختلفة تماماً.
قديماً كان يقال ان المرأة هي التي تبكي، بينما الرجل لا، لكن الواقع اثبت ان الرجل يبكي، وربما يكون بكاؤه اقوى من بكاء المرأة!. وكان يُعتقد ان المرأة مخلوق حساس، اما الرجل فهو ذلك المخلوق الخشن الذي لا يرف له جفن، امام أي موقف، لكن ثبت ان هناك رجالا اكثر حساسية من النساء. كان يقال: ان المرأة هي من تحب اكثر، لكن في ايامنا بدأت تظهر عواطف حب جياشة لدى الرجال ايضاً. وتخلص الدراسة الى التقاليد هي التي كانت تغيب العوامل المشتركة بين الجنسين لكن التطور اظهر الكثير من القواسم المشتركة بينهما.
وتنصح اختصاصية علم الاجتماع "مارسيا ميندونك" المرأة باتباع الخطوات التالية:
1- تحرركِ مرآة تعكس الرغبة في تفهّم العلاقة بينك وبين الرجل، فهي علاقة تفاهم مشتركة ومتبادلة، وليست علاقة مبنية على اساس تحكم احدهما بالآخر، فاحذري ان تكوني متحكمة.
2- لا تضعي متطلباتك على الرف كما هو الحال مع الامور غير العاجلة، فـأنت ما زلتي في بداية المساءلة عن اسباب هضم حقوقك وعليكِ ان تنالي الكثير من احترام الرجل للتعويض عن الازمنة السابقة.
3- جابهي الرجل برفق، واجعليه يستعد للمزيد من مجال تحرركِ، والذي لن يتجاوز المجتمع لانك قد تحملت وتقبلت على مضض تاريخاً طويلاً كان الرجل خلاله الآمر الناهي في كل ما يتعلق بشؤون حياتكِ كمخلوق انساني مثله.
4- ثقي بنفسكِ، فتحرركِ قد ساهم في تغيير نمو الاسرة الحديثة فالام اصبحت صديقة لابنائها وللزوج ولم تعد مجرد خادمة كما كانت.
مرات القراءة: 2758 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
دراسة: منافسة المرأة للرجل تصيبه بالتعاسة
