ودع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صباح أمس الثلاثاء، الشاعر محمد علي الخفاجي، الذي رحل إلى الأبد مساء أمس الاول الاثنين، إثر توقف كليتيه. إذ كان يئن من مرضه، ولم ينفع معه العلاج والدواء والاطباء، بل ظل يتعذب ويذوي مثل زهرة يحاصرها الذبول.
ورغم المناشدات العديدة التي أطلقتها رابطات الثقافة ومنظمات المجتمع المدني لرعاية هذه القامة الشعرية في المشهد الثقافي في العراق، لم يلتفت له أحد من المسؤولين، فذهبت كل هذه النداءات هباء. ولا ندري لمن نوجه اصبع الاتهام.
فيما كانت كلمات شعره قاسية ومعبرة عن ذلك الوجع الذي يسكن في روحه، فكانت قصيدته التي تحمل عنوان "لعلي بن يقطين رائحة الطين" خير معبر عن هواجسه وآلامه، وقرأها اكثر من مرة، لا سيما في مهرجان الجواهري ومهرجان بغداد الشعري الذي اختتم قبل ايام.
وكان الشاعر الراحل يتوقع هذه النهاية بسبب الاهمال، وقد قرأ قصيدة موجعة في افتتاح مهرجان الجواهري، ابتدأها بكلمة قال فيها : في محنة المرض التي مررت بها والتي أمر بها الآن تبين لي ان الفقرة التي يضمها القانون والتي تقول: "ان الدولة تتكفل المرض والعجز والشيخوخة" فقرة مهملة تماما، لهذا كان الضحية الشاعر محمد درويش وربما سيكون فهد الاسدي وربما المتحدث ايضا.
من روائع الخفاجي:
"سلام على آخر الاشتياق
سلام على ام نواس
لم ارها ….. فقد خرجت
منذ دخلت بيتنا الحرب
والقت سواد الغسيل على الحبل
اذ التفتت نحو آبائها
واتشحت بالمنون
بعدها ملات بيتها فتنة
ورشت على الكحل سود العيون".
ولد الشاعر محمد غني الخفاجي في كربلاء، عام 1942 . حاصل على البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة بغداد. كتب الشعر مبكرا وصدرت له دواوين عدة منها "مهرا لعينيها" و "انا وهواك خلف الباب" و "الهامش يتقدم" وغيرها.
وللشاعر مسرحيات عدة، منها " ثانية يجيء الحسين" و"أدرك شهريار الصباح" و"حينما يتعب الراقصون ترقص القاعة" و"الديك النشيط " و"الجائزة".
وقد اصدر أول أوبرا عراقية حملت عنوان "سنمار" عام 2008، كما انه حاصل على العديد من الجوائز العراقية والعربية، وشارك في مهرجانات عالمية وعربية وعراقية عدة، وله نصوص شعرية تدرس في الكتب الأكاديمية في دول المغرب العربي.
طريق الشعب
مرات القراءة: 6045 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ