إرهاب "مبتكر" في العراق.. استهداف المناطق "الواهنة" بالتوقيت "المتسلسل"
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 01-07-2013
 
   
بغداد (المسلة) -

يبتكر الارهاب في العراق اساليب جديدة في سعي لتجاوز الصعوبات التي تعترض سبيله نحو المزيد من التفجيرات وأعمال القتل.

وإذا كانت القوات الامنية والجهات الاستخبارية، تطوّر عملها وتقنياتها في مواجهته، فان الارهاب لن يقف مكتوف الايدي منتظراً ان يُأخَذَ منه زمام المبادرة.

وتشير الوقائع وأعمال الارهاب المتسلسلة التي تحدث في العراق ان الارهاب والعنف سعى الى التنوع في انتقاء الاهداف المتوخاة، بغية احداث فوضى اكبر وقتل اكبر عدد من الناس في ذات الوقت.

وفي ذات الوقت لجأ الارهاب الى التفجيرات "المتسلسلة"، التي تتناوب الواحدة تلو الاخرى في ذات الوقت،مع اختلاف المكان.

ولمواجهة الاساليب الجديدة للإرهاب في العراق دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في بداية شهر يونيو/ حزيران 2003 الى "ابتكار طرق جديدة لملاحقة المطلوبين، في وقت تعيش البلاد على وقع أعمال عنف متصاعدة ".

ودعا بيان نشر رئاسة الوزراء إلى " تشديد المراقبة وتغيير الإجراءات بما يضمن سد الثغرات والمنافذ التي يتسلل منها الإرهابيون والعصابات الإجرامية ".

ومنذ منذ بداية أيار (مايو) ارتفع عدد القتلى الى أكثر من 600.

وأظهرت دراسة العام الماضي، أن ثلث ضحايا الإرهاب في العالم منذ هجمات (11 أيلول) هم من العراقيين، فيما أشارت إلى أن عدد الهجمات "الإرهابية" تضاعف اكثر من اربع مرات كل سنة منذ 2001.

وتشير الدراسة، التي تحمل عنوان "المؤشر العالمي للإرهاب"، إلى أن "العراق هو أكثر البلدان تأثراً بالهجمات الإرهابية خلال السنوات العشر الأخيرة، تليه باكستان وأفغانستان والهند واليمن".

وبسبب تنامي قدرة الاجهزة الامنية في العراق، سعى الارهاب الى انتقاء الاهداف السهلة، مثلما سعى الى الوصول الى اهداف جديدة ليست "تقليدية" مثل استهداف المقاهي والمدارس والحسينيات والجوامع الملاعب والتجمعات الرياضية، في طرق مبتكرة لتحقيق الاهداف في بث الرعب وإلحاق الخسائر البشرية والمادية.

الجوامع والحسينيات

ان اسلوب الارهاب الجديد في التوقيت الواحد لسلسلة التفجيرات تبدو جلية في الاعوام 2012، و2013، واحد امثلتها التفجيرات المتزامنة في 26 ابريل/ نيسان 2013، والتي استهدفت جامع الكبيسي في حي الشرطة الرابعة جنوب غربي بغداد، و جامع مالك الأشتر في حي الشعب شمالي العاصمة، وفي جامع الرزاق في ناحية الراشدية الى الشمال من بغداد.

وفي 18 أيار/ مايو 2013 فجر مسلحون تنكروا بزي عمال البناء جامع سارية، وسط بعقوبة، عقب صلاة الجمعة، حيث بلغت الحصيلة النهائية للتفجير 129 قتيلاً وجريحاً .

وكانت حصيلة التفجير الذي استهدف حسينية "حبيب ابن مظاهر" في منتصف يونيو/ حزيران في حي القاهرة ببغداد، نحو 15 شهيدا و 30 جريحا، بعدما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط الحسينية.

المقاهي..القتل الجماعي

ولعل استهداف المقاهي احد الامثلة على الاستراتيجية الجديدة للإرهاب التي تستهدف المناطق "الواهنة" أمنيا حيث تقل الحراسات الامنية عندها.

فقد انفجرت قنابل في مقهيين في شمال وجنوب العاصمة الجمعة ‏ ‏، 28‏ حزيران‏، 2013، متسببة في سقوط 22 قتيلا على الأقل.

كما قتلت قنبلة زرعت قرب مقهى في بلدة جبلة التي تبعد حوالي 50 كيلومترا جنوبي بغداد ثلاثة اشخاص.

وفي 18 ابريل/ نيسان، هذا العام، قُتل 27 شخصا، على الأقل، وأصيب العشرات في تفجير استهدف مقهى يتجمع فيه الشباب في منطقة العامرية غربي بغداد.

ويروي شاب شهد الحادث على صفحته في فيسبوك ان الارهابيين اختاروا الساعة التاسعة مساءا لتفجير قنابلهم.

وتابع القول" زرعت العبوة الناسفة في اعلى كابينة ( الكهرباء)، كما زرعت اخرى في ممر الدخول، حيث فجرت العبوة الاولى وحين شرع الناس في الفرار تم تفجير العبوة الناسفة الاخرى.

ويتسائل رافد علاء عن الهدف الذي يسعى اليه الارهابيون عبر استهداف المدنيين والأبرياء.

وعلى نفس المنوال قتل 15 شخصا في 9 أيار/مايو 2013 بانفجار عبوة ناسفة بمقهى شعبي وسط قضاء الطوز شرق تكريت مركز محافظة صلاح الدين، على بعد 170 كم شمال بغداد.

و ارتفعت حصيلة الانفجار الذي استهدف مقهى شعبيا في ناحية هبهب التابعة لقضاء الخالص في 29 أيار/مايو 2013، الى 22 قتيلا وجريحا.

وفي 27 يونيو 2013، خلف استهداف مقاهي شعبية في وقت واحد في ديالى والعاصمة العراقية عشرات القتلى والجرحى، ليفصح عن احدى الوسائل المبتكرة للإرهاب بغية "مفاجأة" الاجراءات الامنية.

و انفجرت عبوة ناسفة داخل مقهى شعبي شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي العراق، بعد دقائق من انفجار سيارة مفخخة مركونة قرب المقهى، وتزامن ذلك ايضاً مع انفجار عبوة ناسفة في مقهى شعبي بمنطقة الأعظمية شمالي بغداد، ليترافق ذلك

مع تفجير مقهى شعبيا في حي المعلمين بمنطقة الدورة جنوب بغداد، في نفس الوقت الذي استهدف فيه الارهاب مشجعين كانوا يتابعون مباراة العراق ومصر في كأس العالم.

ووقعت كافة الانفجارات في أوقات متقاربة وأثناء مشاهدة رواد المقاهي مباراة في كرة القدم.

ويعتبر مواطنون ابدوا بآرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات "استهداف الملاعب الرياضية، محاولة لتأصيل (الطائفية) الرياضية ".

الملاعب على رأس أجندة الارهاب

وفي نهاية حزيران/ يونيو 2012 استهدفت سيارة مفخخة ملعباً شعبياً لكرة القدم وسط الحلة، مما ادى الى تدمير واحتراق سيارتين كانتا تقلان لاعبين من الفرق الشعبية.

وفي نهاية شهر أذار / مايو 2013، كان ملعب الشعب في شرق بغداد يستضيف مباراة ودية لكرة القدم بين منتخبي العراق وليبيريا، حين وقع انفجار قوي في مكان قريب من الملعب قبل أن يتصاعد الدخان من الموقع.

وبعد نحو عشرين دقيقة، وقع انفجار ثان في مكان آخر قريب من الملعب، وتصاعد دخان كثيف حمل معظم الجماهير على ترك الملعب.

كما كان الجمهور الرياضي في ديالى في 19 حزيران/يونيو 2013، على موعد مع قنبلة استهدفت ملعبا رياضيا في بلدة المقدادية بشمال شرق بعقوبة مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

واستشهد ستة اشخاص في 19 أيار / مايو / 2013 ، بينهم اربعة رياضيين وعنصران من الشرطة واصيب سبعة اخرون جراء انفجار عبوة ناسفة داخل ملعب لكرة القدم وسط الرمادي.

كما قتل قي 4 اشخاص واصيب اخرون بينهم امرأة وطفل اثر سقوط صاروخ بالقرب من ملعب لكرة القدم وسط تكريت في 4 مايو 2013.

ويدعو صالح الحمداني الى تطوير القدرات الامنية والاستخبارية وفق الاساليب الجديدة التي يبتكرها الارهاب.

واحدى الاساليب التي تلجأ اليها الجماعات الارهابية العبوات اللاصقة التي تزرع في سيارات المسؤولين والضباط والمواطنين.

العمل في الظلام

وتزايد العنف في العراق منذ بداية 2013 وحصد أرواح ما يزيد على ألف شخص في أيار وحده، وهو أعلى معدل لعدد للقتلى في شهر واحد منذ إراقة الدماء في الفترة بين عامي 2006 و2007.

ويقول الشاعر والمسرحي العراقي المقيم في ديترويت سعيد الوائلي، ان اهم وسائل ديمومة العنف، هو متلازمة " الإرهاب والثقافة ".

ويردف في القول " الارهاب كالأفعى يلدغ تحت جنح الظلام، وثمة وسائل ارهابية لم ينتبه لها القاصي والداني في سعي للسيطرة على كل شاردة وواردة".

وسعت المجاميع الارهابية الى القاء السلع والهدايا، القابلة للانفجار في الشوارع لاغراء المواطن بحملها حيث تنفجر عليه في اللحظة التي يمسك بها.

وبسبب المخاوف من جراء ذلك، حذّرت وزارة الداخلية المواطنين العراقيين من الاقتراب أو العبث بالأجسام الغريبة الملقاة على جوانب الطرق والأرصفة والأماكن العامة.

ويقول العقيد الحقوقي محمد الموسوي، معاون مدير وحدة مكافحة المتفجرات في بغداد، إن "القوات العراقية تنبهت إلى أسلوب جديد يستخدمه الإرهابيون في الهجمات التي تستهدف المواطنين عبر تلغيم أجسام مختلفة الأحجام والأشكال ويلقون بها عند أبواب المنازل أو على جوانب الطرق وقرب المدارس والجامعات وفي الأسواق والأماكن العامة".

ويكتب رحيم الطائي على صفحته في فيسبوك " لماذا يصر الإرهابيون على قتل الشعب العراقي".

ويسترسل في القول " كلما نجحت القوات الامنية في فرض سيطرتها على الموقف ابتكر الارهابيون وسائل جديدة ".

واحد الاساليب المبتكرة التي تشير الى "استهتار" الارهاب بالقيمة الانسانية للقتلى تلغيم جثة عنصر من الصحوة قتل في كركوك.

ففي السبت، 8 حزيران/ يونيو، 2003 انتظر مسلحون خروج جاسم البالغ من العمر 42 عاماً من منزله لخطفه ثم إعدامه ووضع متفجرات داخل جثته التي مزقوها بسكين، حسبما أفاد المتحدث باسم شرطة كركوك العقيد سلام الجاف.

وأضاف الجاف أن "القتلة لم يكتفوا بذلك بل وضعوا متفجرات داخل ملابسه وزرعوا أخرى تحت الأرض التي سجي جسده عليها من أجل قتل أي من يفكر في نقل الجثة".

ويدوّن احمد حسن على صفحته الرقمية ان " المجاميع المسلحة تمارس انحطاطاً (اخلاقياً ) في حربها على الشعب العراقي". وأوقدت جريمة قتل جاسم في نفوس الأهالي حقداً وكرهاً كبيرين تجاه القاعدة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced