البصرة: المخدرات تستشري وعدد المدمنين مجهول لاعتبارات عشائرية
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 23-05-2010
 
   
العالم
ادى الانفلات الامني الذي اعقب دخول القوات المتحالفة العراق عام 2003 الى ازدهار سوق المخدرات بصورة كبيرة. وتعد البصرة ممرا دولياً لمهربي المخدرات. وقد سبق للنظام السابق أن فسح المجال للمحسوبين عليه في العمل في هذا المضمار وزراعة نبتة الخشخاش. غير أن الانتشار الواسع لترويج وتعاطي المخدرات وحبوب “الكبسلة” كما تسمى، حدث في السنوات الأخيرة مع ترك الحدود مع دول الجوار مشرعة.
ولعبت سيطرة المليشيات على العديد من المحافظات دوراً رئيساً في انتشار المخدرات. وفي البصرة فرضت المجاميع المسلحة قبل العام 2008، سيطرتها على المنافذ الحدودية البرية والبحرية وكانت لها سلطة مطلقة على الموانئ العراقية من خلال الاستفادة من الرسوم الكمركية على المواد الداخلة. وبرغم هامش السيطرة الذي فرضته السلطات الأمنية بعد صولة الفرسان قبل نحو عامين، إلا أن سوق المخدرات مازالت مزدهرة في البصرة. فبرزت الكثير من حالات الإدمان بين الشباب العاطلين عن العمل وصغار السن، حيث يتم تعاطي المخدرات و”الكبسلة” في المقاهي التي انتشرت بصورة لافتة.
ويقول عباس سوادي، صاحب مقهى في البصرة ان سعر سيجارة الحشيشة لا يتعدى دولاراً ونصف الدولار، ويؤكد أن هناك إقبالا على هذه السجائر من قبل الشباب. ويضيف “سعر هذه السجائر يجعلها في متناول المدمنين عليها من الشباب العاطلين عن العمل والكسبة وصغار السن الذين يعانون ظروفاً عائلية سيئة بسبب فقدان ذويهم خلال الحروب”.

واوضح ان “انخفاض سعر سجائر الحشيش يجذب زبائن أكثر، وعندما يدمنون عليها نرفع السعر، كما أن هناك حشيشة الناركيلة، والافيون الإيراني والافغاني وحبوب الكبسلة التي هي في الأساس مخصصة لنزلاء المصحات العقلية لكنها تمنح مفعولا مغايراً بالنسبة للمدمنين”.
ولايبدو سوادي قلقاً من تعرض مقهاه المنزوية في أحدى أزقة المدينة العتيقة لمداهمات الشرطة. وفسر أحد رواد المقهى ذلك بأن سوادي مدعوم من جهة حزبية، كما أن بعض عناصر الشرطة لهم ولاءات حزبية مشابهة. لكن سوادي يؤكد بأن سوق المخدرات واسعة وتشمل مقاه ومكاتب سمسرة وصيدليات وباعة الأرصفة.
ويعزو فلاح علي، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، انتشار المخدرات إلى غياب الرقابة الأمنية والاجتماعية والصحية. ويقول لصحيفة “العالم” ان “ظاهرة ادمان المخدرات تستشري بين أوساط الشباب وفي الأحياء الشعبية الفقيرة بصورة خاصة، كما تنتشر بين صفوف طلبة الكليات والمعاهد والمدارس الثانوية ولا يلوح في الأفق ما يدل على السيطرة عليها ومنع مروجيها ومعالجة متعاطيها”.
علي يشير إلى غياب الإحصاءات والدراسات والمعالجات الدقيقة لدى الجهات الصحية والقانونية إضافة إلى انتفاء الإجراءات المناسبة، وهو يبرر العجز عن مكافحة ظاهرة المخدرات إلى قلة الإمكانات المتوفرة لدى السلطات الصحية والقانونية والأمنية حيال انتشار العشوائيات والبطالة والتوتر الأمني وامتداد الحدود المفتوحة على إيران ودول الجوار الأخرى لمئات الأميال.
بينما يرى الدكتور محمد القطان أن هذه الظاهرة تتفاقم بصورة مقلقة دون ان تجد من يتصدى لها. ويضيف “تجب السيطرة على الحدود أولا ووقف تدفق هذه السموم على البصرة ومحاسبة الجهات التي تتاجر بها وغلق أماكن تسويقها وإيصالها بما فيها الصيدليات والمذاخر وتنظيم استيراد الادوية التي تدخل فيها أنواع المخدرات وفتح مراكز تأهيل لمعاجة المدمنين مع مراقبة المقاهي والأماكن الأخرى التي يتجمهر فيها الشباب”.
ويشير الباحث الاجتماعي والقانوني حميد العريبي إلى أن حالة تعاطي المخدرات في البصرة بلغت درجة لا يمكن السكوت عليها كما أن هناك بؤرا للترويج والمتاجرة بها بشكل مستمر وشبه علني، داعيا رجال الدين إلى التصدي للظاهرة في خطبهم الدينية وتوجيهاتهم بعدما عجزت الجهات الحكومية عن مكافحتها. واوضح العريبي في حديث لـ “العالم” ان “بعض انواع المخدرات تباع كأي علاج يصرف بلا وصفة في الصيدليات ويتعامل معها كحبة البانادول”.
الباحثة الاجتماعية كميلة الفزاع المتخصصة في شؤون الطفل، تعتقد أن تلك الظاهرة تعتبر غريبة على الجسم العراقي المحافظ والمتدين. وتقول “في السابق كان يحاسب وينبذ اجتماعيا من يتحدث عن المخدرات والآن أصبحت البصرة مسرحاً لتعاطيها وللمدمنين عليها”.
ويصف أبو أياد، وهو مسؤول في لجنة الرياضة والشباب بالبصرة الحالة بـ”الخطيرة”. ويكشف أن بوادر الترويج للمخدرات والكبسلة بدأت من خلال التعاطي المجاني وبطريقة اللهو للإيقاع بالشباب ولإيجاد وسط مناسب داخل المجتمع.
واضاف “تتم المتاجرة الرخيصة بهذه السموم لحاجة المدمنين لها وفرض ما تريده بعض الجهات عليهم واستغلالهم حيث تنمو عوامل الانحراف والجريمة وفي المقابل لم نسمع عن إجراءات أمنية رادعة للحد من هذه الظاهرة التي كان الشباب العراقي لا يراها إلا عبر الإعلانات المستمرة في الصحف والمجلات العربية وفي ملاعب كرة القدم التي تحذر الشباب في دول الخليج للابتعاد عن المخدرات”.
وتقول مصادر مطلعة ان الجهات الصحية تقوم بالتعتيم على عدد المدمنين الذين تجري معالجتهم في مستشفيات البصرة ومراكز الإدمان لأسباب اجتماعية وعشائرية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced