سوق الصفافير.. ضجيجُه يخبو بسبب الإهمال الحكومي وتراجع رواده
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 16-04-2012
 
   

يعد سوق الصفافير، أحد أشهر وأقدم الأسواق التراثية في بغداد، اكتسب شهرته من تخصّصه بصناعة الأدوات المنزلية من مادة (الصفر) أي النحاس في عقود ماضية، وظل لسنوات طوال مقصدا للسياح والزوار العرب والأجانب لاقتناء بعض حاجياته التي تعبر عن جمال الصناعة العراقية

لكن حال السوق اليوم تغيرت بعد أن خفت لونه الأصفر المميز وركن أصحابه إلى الصمت والعصيان بعد أن كان ضجيج الطرق على المعادن واحداً من أهم مميزاته.أصحاب محال وورش في سوق الصفافير أعربوا عن مخاوفهم من اندثار مهنتهم وزحف مهن أخرى في السوق، بعد كساد الطلب على بضاعتهم وهجرة معظم محترفي المهنة القدامى إلى خارج البلاد، مقابل إهمال الجهات الحكومية المعنية لنداءاتهم.
ويمتد الشارع الذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي، إلى مسافة 100 متر تقريبا وسط شارع الرشيد، أقدم شوارع العاصمة بغداد، في زقاق ضيق تتراص فيه المحال والورش الصغيرة كأنها حزمة واحدة، تحيطه أسواق شهيرة، ويقع مدخله الرئيس، قبالة المدرسة المستنصرية، والتي ما زالت قائمة حتى الآن، باعتبارها جزءاً من التراث.
ويقول الحاج عامر الصفار (55 عاماً) لوكالة "آكانيوز" للأنباء: إنه يعمل في السوق منذ 25 عاماً، "لكن ما أنجزه اليوم لا يشبه الأمس، فقد اقتصر عملي على صناعة ما يسمى بـ(خرخاشة العلم)، التي تستخدمها العشائر لتمييز بعضها عن الآخر، إضافة إلى الدلال العربية التي يطلبها أصحاب المضايف في بغداد والمحافظات".
ويضيف أن "السوق اليوم في طريقه للاندثار بسبب قلة السياح وعدم استقرار الوضع الأمني بالشكل الذي نتمناه، حتى أن الناس اليوم لا تهتم بالصناعات التراثية والجمالية قدر اهتمامها بتأمين قوت يومها".
ويستدرك الصفار وهو ينظر بأسى إلى ما تبقى من آثار السوق قائلاً: "كان السوق يضم أكثر من 100 محل متجاور، لكن اليوم لم يتبق غير عشرة محال تقريباً، ويعاني السوق من الإهمال والأوساخ بعد أن زحفت محال العدد اليدوية وأدوات المطابخ إلى السوق الذي ضيع هويته تماماً".
ويعزو زميله جواد باقر أبو سجاد (15 عاماً في المهنة) أسباب اندثار السوق إلى توجه الناس لشراء أدوات المطبخ المستوردة والمصنوعة من معادن (الفافون والستيل والتيفال) والزجاج والألمنيوم لخفة وزنها وسهولة تنظيفها.
وقال: "ما ننجزه اليوم هي طلبات التحفيات وقطع النحاس والآيات القرآنية لتزيين الأبواب والبيوت، إضافة إلى توفير طلبات صنع الباجات ولوحات الدلالة والدروع لدوائر الدولة الحكومية، وبعض لوحات معدنية منقوشة تضم صورا لأبرز الزعماء والشخصيات العربية والعالمية، بعد زيادة الطلب عليها من قبل الجهات الرسمية".
فيما يشكو الصفار حمد النقاش (63 عاما) من غياب الدعم الحكومي للحرف اليدوية والصناعات التقليدية الوطنية، على غرار ما تقوم به الدول المجاورة من حماية لمعالمها وآثارها وحرفها التراثية من خطر الاندثار عبر غزو أصحاب المهن التي لا علاقة لها بعمل السوق، وقلة الطلب على البضاعة من قبل الناس ما تسبب بهجرة معظم حرفييها القدامى إلى الخارج.
ويفيد قائلاً: "توارثت مهنتي عن آبائي وأجدادي، وكان السوق قبلا يعج بالزوار وطلباتهم التي تتركز على صناعة تجهيزات العروس من صحون ودلال قهوة و(طشت) لغسل الملابس، وغيرها، لكنها اليوم غدت من المهن التراثية التي تحتاج إلى اهتمام أكثر حتى لا تتعرض للزوال، وبالتالي ضياع جزء مهم من جمال التراث العراقي وأصالته".
بدوره، يقول الناطق الإعلامي لأمانة بغداد حكيم عبد الزهرة: إن "سوق الصفافير من الأسواق المهمة في بغداد، والأمانة تنظر إليه بأنه من المعالم المهمة، لكن الظروف التي مر بها العراق في السنوات الأخيرة، تسببت بتراجع أعداد السياح وتحول الكثير من المحال في السوق إلى أعمال أخرى، تتناسب والوضع المعيشي لأصحابها، وهو الأمر الذي لم تشدد عليه الأمانة مراعاة لحياة الناس اليومية".
وعن تجديد السوق وتأهيله يكشف عبد الزهرة "لدينا دراسة متكاملة تم إعدادها قبل سنتين لتأهيله وصيانته ضمن حملة تطوير شارع الرشيد، لكنها اصطدمت بعدم توفير التخصيصات المالية التي كانت مخصصة لمشاريع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 لكن جرى سحبها إلى وزارة الدفاع، لمبررات غير مقبولة"، بحسب قوله.
ويوضح أن "دعم حرفة الصفارين مرهون بعمليات تطوير السوق وتأهيله، وهذا يحتاج إلى تخصيصات مالية، وحالما تتوفر ستتخذ الأمانة إجراءاتها لمنع ممارسة أي مهنة لا تمت إلى هوية السوق بصلة".

بغداد / المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced