العراق : شباب وكهول يمتهنون جر العربات الثقيلة للخلاص من شبح البطالة
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 25-02-2012
 
   
بغداد/ فبراير(آكانيوز)-
فتية وشباب وكبار في السن يسحبون عربات ثقيلة محملة بالبضائع ظاهرة ليست بالجديدة الا انها انتشرت بشكل اوسع في شوارع بغداد التجارية المزدحمة، وخصوصا منطقتي  الشورجة وشارع الرشيد ، كسبيل لكسب لقمة العيش والخلاص من شبح  البطالة بالاعتماد على قواهم العضلية بدلا من الاعتماد الحيوانات كما كان السابق في بلد تبلغ موازنته 100 مليار دولار اميركي .

هو ذاته المشهد في في معظم المدن والمحافظات حيث تنتشر ظاهرة البطالة، التي تفتك بالمجتمع العراقي، بمعدلات عالية رغم تأكيدات وزارة التخطيط أنخفاض معدلاتها لعام 2012 قياسا بالاعوام الماضية لتصل الى 12% بدلا من 15% من مجموع العاملين.

زياد منتظر (14) فتى في مقتبل العمر يقول لوكالة كردستان للانباء(آكانيوز) انه "يعمل منذ اربع سنوات في جر العربات داخل شوارع وازقة شارع  الرشيد، وهي مهنة تؤمن له القوت اليومي لعائلته".

ويوضح ان "بعض الاحمال تكون ثقيلة جدا فنعمد الى معاونة بعضنا وقد اعتدنا عليها،خاصة وان بعض عربات المستخدمة مصنوعة من الخشب او الحديد وهذه تزيد علينا ثقل الحمل، وكل حمولة منها نحصل على الفان او ثلاثة الاف دينار وحسب حجم العربة التي تكون محتوياتها عادة بضائع وادوات احتياطية للسيارات".

وحول امكانية استخدام الحيوانات في جر العربات، كما كان شائعا في السابق يرى زياد ان" ضيق الشوارع وزحامها وانتشار الحواجز الكونكريتية تعد ابرز الصعوبات في عدم استخدام الحويانات في جر العربات، علاوة على مشاكل توفير الغذاء والرعاية للحيوانات المستخدمة وسط ظروف وصفها بـ(غير المناسبة)".

ويرى المختصون ان ضعف القطاع الخاص والاستثمارات هي السبب الرئيس في شيوع ظاهرة البطالة بين الشباب خصوصاُ .
وكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قد  قدمت مقترحا إلى مجلس الوزراء تم التصويت عليه يقضي بإلزام الشركات الاستثمارية العاملة في العراق تشغيل 50% من العاطلين المسجلين في مراكز التشغيل التابعة للوزارة.

بدوره استنكر عواد البندر،  صاحب محل للعدد الاحتياطية بشارع الرشيد في حديثه لـ(آكانيوز) ان " هناك تغافلا اجتماعيا وحكوميا من الجمعيات ومنظمات حقوق الانسان عن ما يدور في السوق من امتهان لكرامة الانسان، خصوصا الفتية والمسنين والذين صاروا يعملون في مهن كانت توكل للحيوانات بسبب مشاقها الكبيرة".

ولفت البندر ان "كل دول العالم  صارت تعمد لاستخدام وسائل نقل متطورة وحديثة تخفف عن كاهل المواطن البسيط، في حين اننا في العراق مازلنا نعتمد على استهلاك واهانة الانسان ونعود به الى الوراء".

وتصطف على طول مدخل شارع الجمهورية والرشيد، من اهم الشوارع التجارية وسط بغداد،  في ساعات الصباح الاولى طوابير من العربات الخشبية بأحجام مختلفة وبالقرب منها يجلس عاملون بأنتظار نقل حمولة البضائع من سيارات النقل الى مخازنها داخل السوق، في مشهد يثير الاستنكار والخرق لكل قواعد حقوق الانسان ومبادئ صيانة كرامته عندما يقترب المشهد من صورة الحيوان الذي يجر عربة الى انسان بدلها.

الشاب خالد مزعل (23)عاما من سكنة مدينة الصدر ببغداد قال لـ(آكانيوز)"عملنا اليومي متواصل بكل الظروف، صيفا وشتاءاً، وانا هنا منذ خمس سنوات، اعمل في نقل الحمولة عبر عربتي الخشبية التي اودعها ليلا في احد المخازن كي اعاود عملي في اليوم التالي".

واضاف ان "رزقنا جيد خصوصا في الشورجة بعد منع دخول السيارات اليها لاسباب امنية،  حيث يمنع مرور السيارات في شارع الرشيد من تمثال الرصافي الى البنك المركزي وهذا يحسن من اجورنا لان المخازن اغلبها في العمارات التي لا يمكن لسيارات الحمل الوصول اليها ".

الحاج مناتي صبر (55) عاما من سكنة حي الجهاد ببغداد قال لـ(آكانيوز) "اعمد لجر العربة بعد ان فقدت محلي الذي كنت اعمل فيه لريافة السجاد بسبب غلاء الايجارات، وبقيت فترة عاطلا بلا عمل واتخذ من مهنة جر العربات وسيلة عمل مؤقتة ريثما احصل على عمل مناسب".

بدوره قال الناشط محمد هادي  من منظمة حقوق الانسان/ المكتب الجماهيري لوكالة(آكانيوز) ان "مساعي الجمعية التي تأسست في اب 2003 هو السعي لاجل رصد كل الممارسات التي تنتهك كرامة الانسان العراقي وتحط من قدره  عبر ممارسات ومهن صعبة لاتراعي فيها قابليته او عمره او بدنه".


ولفت هادي الى ان "مطالبات دورية وكشوفات تصدرها الجمعية بالتعاون مع منظمات مجتمع مدني اخرى لاجل تسليط الضوء على ما يجري من امتهان لكرامة وحقوق الانسان في العراق خصوصا في ميدان الاعمال الشاقة ومحاربة البطالة  مقابل غياب دور الدولة في الحد من تلك الظواهر التي لا تناسب المجمتع العراقي ومايملكه من خيرات وفيرة".


من: افراح شوقي . تص: ادهم يوسف، تح: كاروان يوسف

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced