تجارة الحشيشة والحبوب المخدرة تنشط في البصرة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 18-07-2010
 
   
العالم

تفاخر الحكومة المحلية في البصرة بأنها شرعت أهم قانون منذ توليها مهامها قبل أكثر من سنة ألا وهو منع بيع وتداول المشروبات الكحولية في أسواق المدينة، غير منتبهة إلى أنها فتحت الباب واسعا أمام تجارة أخطر هي تجارة المخدرات والحبوب المخدرة ،هذه التجارة التي ظل العراق والبصرة بشكل خاص بعيدة عنها لعقود طويلة، حتى سقوط نظام صدام حسين في 2003.

وربما تكون الأرقام التي أعلنتها إحدى الدوائر الطبية والنفسية الأسبوع الماضي والخاصة بعدد المدمنين على المخدرات في البصرة مبالغ فيها بعض الشيء.

لكن الأكيد أن انتشار ظاهرة تهريب وتعاطي المخدرات بأشكالها المختلفة لم تعد خافية على أحد في المدينة المبتلاة بانفتاح حدودها على الشرق والغرب.

1000 مدمن في البصرة


وكان أحد المراكز البحثية الخاصة بالطب النفسي في المدينة أعلن عن تسجيل أكثر من 1000 حالة إدمان بالمخدرات في البصرة في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن الأرقام هذه هي لشباب ومراهقين لم تتجاوز أعمارهم العشرين، وربما يكون عددهم أكثر من هذا حاليا في ضوء غياب الإحصائيات الحقيقية عن نسبة المتعاطين بالمخدرات لدينا.

ويؤكد المصدر الطبي أن موقع المدينة المجاور لدول مستهلكة ومنتجة جعل الأزمة تتفاقم، في ظل غياب المعالجات الواقعية من لدن السلطة المركزية، القضية التي دعت دائرة صحة البصرة لإطلاق حملة توعية ضد المخدرات، ضمن جهودها للقضاء على ظاهرة انتشار وتعاطي الحبوب والمواد المخدرة.

وقال مصدر في إعلام دائرة صحة البصرة إن "وزارة الصحة أطلقت حملات التوعية والتثقيف في الجامعات والمنتديات الشبابية. هي الأولى من نوعها في المدينة، وانها تتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتوفير ملصقات دعائية تظهر مضار المخدرات والحبوب المخدرة، وتعليقها في الشوارع الرئيسة والمستشفيات والمراكز الصحية".


طبيب نفساني: منع الخمور وراء انتشار المخدرات


وبحسب آخر إحصائية للهيئة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات، هناك أكثر من 7000 حالة إدمان في العراق، منها حالات إدمان على الحبوب المخدرة. وبذلك يقول الدكتور عقيل الصباغ، مدير الصحة النفسية في دائرة الصحة بالبصرة إن "الحبوب المخدرة أُسيء استخدامها من قبل بعض الشباب فتعاطوها كمواد مخدرة رخيصة الثمن يسهل الحصول عليها".

ويضيف الصباغ "المدمنون يستخدمون الحبوب المخدرة بدلاً عن المشروبات الكحولية، التي منعت في العراق مؤخرا، وذلك لسهولة الحصول عليها، حيث يأتي بها المهربون وتجار المخدرات عبر الحدود وتباع على الأرصفة والبسطات الشعبية".


الخمر مقابل الحشيشة


وتشير تقارير الشرطة إلى أن رجال عصابات تسليب السيارات التي عاودت أنشطتها في الآونة هم الأكثر في تعاطي الحبوب هذه، فهم يستخدمونها في تخدير ضحاياهم من سائقي السيارات الحديثة داخل المدينة وعلى الطرقات الخارجية. فيما تؤكد السلطات الأمنية في المدينة إنها ضبطت أخيرا 58 كلغم من المخدرات في المنطقة الحدودية بالقرب من سفوان 60 لكم جنوب غرب البصرة.

ويؤكد تجار ومهربون، على حد سواء بين العراق وإيران، تفاقم ظاهرة تهريب العرق والخمور المستوردة من العراق إلى إيران مقابل تهريب الحشيشة والحبوب المخدرة من إيران للعراق، فيما تعمل الميليشيات المسلحة وبعض منتسبي الشرطة وقوات الحدود على تسهيل هذا النوع من التجارة مقابل رشى وأتاوات.

الحكومة: نعمل مع الأجهزة الأمنية!


وفيما يلمس المواطن العادي يوميا أضرار الحبوب هذه بين سكان الأحياء الشعبية خاصة، تعتقد الحكومة المحلية بان ما تقوم به كاف لمنع الظاهرة هذه، وبذلك يقول رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة علي لازم المالكي إن "القوات الأمنية والاستخبارية العراقية تتابع بصورة مستمرة موضوع انتشار ظاهرة الإدمان وتحاول التنسيق مع قوات الحدود لمنع تهريب المواد المخدرة إلى داخل الأراضي العراقية".

وكانت الفترة التي فرضت المليشيات المسلحة سيطرتها على البصرة بين عامي 2006-2008 من أسوأ ما عانت منه وتعاني اليوم، بعد أن فرضت المجاميع المسلحة سيطرتها على المنافذ الحدودية البرية والبحرية وكانت لها سلطة مطلقة على الموانئ العراقية من خلال الاستفادة من الرسوم الكمركية على المواد الداخلة، ولم تفلح السيطرة الوهمية التي فرضتها السلطات الأمنية بعد صولة الفرسان قبل نحو عامين، بغلق المنافذ أو تحجيم دور المهربين، فالمدينة بحكم (السوق المزدهرة) للمخدرات اليوم بحسب العديد من التقارير.


الإيراني والأفغاني بالناركيلة

في المقهى


ويقول رواد أحد المقاهي الشعبية بالعشار، مركز المدينة، إن سعر سيجارة الحشيشة لا يتعدى الدولار والنصف. ويؤكد إقبال الشباب على هذه السجائر، مبينا بأن السعر هذا يجعلها بمتناول المدمنين من العاطلين عن العمل والكسبة وصغار السن الذين يعانون ظروفاً عائلية سيئة كفقدان معيليهم.

ويقول صاحب المقهى ان انخفاض سعر سجائر الحشيشة يجذب زبائن أكثر للمقهى، نحن نقدم الناركيلة ،لكنهم يضعون الحشيشة عليها، نحن لا نقدمها لهم، هناك حشيشة الناركيلة، والأفيون الإيراني والأفغاني، هم يقلدون زبائن المقاهي في لبنان وغيرها .

الخمر للقوة والحشيشة لليأس


وبحسب علي زغير أحد رواد مقهى شعبي وسط المدينة، لا يبدو عليه القلق من تعرض المقهى لمداهمات الشرطة، مفسرا ذلك بأن صاحب المقهى مدعوم من جهة حزبية، قوية, واشار الى ان "بعض عناصر الشرطة لهم ولاءات حزبية مشابهة". وذكر ان سوق المخدرات واسعة، وتشمل مقاهي ومكاتب سمسرة وصيدليات وباعة الأرصفة.

ويتفق جميع الباحثين الاجتماعيين، من المعنيين بالشأن العراقي على أن العراق ظل ممرا لتجارة المخدرات عقودا طويلة، ولم يسمع عن العراقيين بأنهم متعاطو مخدرات أو من المدمنين عليها، وظلوا يعتقدون بأن الخمرة أفضل من الحشيشة بكثير لسبب معقول جدا، هو أن الخمرة تمنحهم نوعا من الشجاعة والبطولة والقوة والكرم وطيب النفس، فيما تخذل الحشيشة صاحبها وتجعله يائسا ،مهزوما، خائر القوى.



 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced