مسؤولة مكافحة الفساد في المنظمة الدولية ترحل احتجاجا على «تقويض استقلاليتها»
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 23-07-2010
 
   
إنغا بريت إلينيوس
«واشنطن بوست» نيويورك: كولوم لنتش* لندن: «الشرق الأوسط» - أصدرت رئيسة مكتب يتبع الأمم المتحدة، يعنى بمكافحة الفساد، واستقالت من منصبها مؤخرا، توبيخا عنيفا بحق بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، متهمة إياه بتقويض جهودها وقيادة المنظمة الدولية نحو حقبة من التراجع والانحسار، طبقا لما ورد في تقرير سري أصدرته بمناسبة انتهاء فترة عملها.
صدر التقرير من قبل إنغا بريت إلينيوس، السويدية التي استقالت من منصبها كسكرتير ثان بمكتب خدمات المراقبة الداخلية، فيما يعد هجوما شخصيا استثنائيا ضد كي مون من قبل مسؤولة بارزة بالأمم المتحدة. كما تشكل المذكرة تحديا لصورة كي مون التي يجري الترويج لها بقوة باعتباره زعيم المساءلة.

يذكر أنه في أعقاب توليه منصبه عام 2007، تعهد بان كي مون باستعادة سمعة الأمم المتحدة الرفيعة التي تضررت جراء تكشف فضائح فساد في برنامج «النفط مقابل الغذاء» بالعراق. إلا أن إلينيوس أشارت إلى أنه بدلا من أن يتزعم جهود المساءلة، عمد بان كي مون، إلى جانب كبار مستشاريه، على نحو منظم إلى تقويض استقلالية مكتبها، وذلك في بادئ الأمر بمحاولة بناء وحدة تحقيقات منافسة تحت سلطته المباشرة، ثم تقويض جهودها لاختيار أعضاء فريق العمل المعاون لها.

وكتبت إلينيوس في المذكرة التي تقع في 50 صفحة، موجهة خطابها لـ«بان»: «تصرفاتك لا تبعث على الأسى فحسب، وإنما تستحق التوبيخ الجاد. تصرفاتك غير مسبوقة، وفي اعتقادي تشكل حرجا خطيرا لشخصكم. يؤسفني القول إن الأمانة العامة للأمم المتحدة تمر الآن بفترة انحطاط».

من جانبه، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام بان كي مون «فعل الكثير» منذ ترأسه هذه الهيئة، رافضا الانتقادات التي وجهتها إليه المسؤولة المستقيلة. وقال مارتن نسيركي «يكفي إلقاء نظرة على المعطيات المتعلقة بالأمين العام لجهة القيادة ومسائل مهمة، لرؤية أنه فعل الكثير، وأنه ملتزم بشكل واضح وناشط سواء كان بشأن التغير المناخي والمساواة بين النساء والرجال وهايتي وغزة وأفغانستان، أو نزع السلاح». وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة أن «الانتقادات البناءة مرحب بها، وهي ضرورية لدفع منظمة كبيرة مثل (منظمتنا) قدما»، لكنه أضاف أن الوثيقة التي أصدرتها المسؤولة المستقيلة تتضمن «أمورا غير صحيحة»، وأكد أنه سيتم تعيين بديل لإلينيوس في الأيام المقبلة.

كذلك، قال كبار مستشاري بان كي مون إن مذكرة إلينيوس تشكل عرضا لخلافاتها مع الأمين العام يفتقر بعمق إلى التوازن، مضيفين أن نقد أسلوب قيادة بان كي مون للأمم المتحدة انطوى على ظلم واضح. وكتب فيجاي نامبيار، في رد على المذكرة، قائلا «عند إلقاء نظرة على سجله يتضح أن الأمين العام بان كي مون قدم رؤية عبقرية للقيادة فيما يخص قضايا مهمة تتنوع بين التغير المناخي والتنمية وتمكين المرأة. لقد حرص على تعزيز قضية المساواة بين النوعين بصورة عامة وداخل المنظمة. وتولى القيادة في تناول قضايا سياسية مهمة، من غزة إلى هايتي إلى السودان». وأضاف نامبيار «من المؤسف القول إن الكثير من الحقائق ذات الصلة جرى تجاهلها أو إساءة عرضها».

ويتزامن رحيل إلينيوس (72 عاما) مع أزمة في قسم التحقيقات الداخلية بالأمم المتحدة. وخلال العامين الماضيين، تخلت المنظمة الدولية عن بعض كبار المحققين بها، وفشلت في ملء عشرات الوظائف الخالية، بينها رئيس قسم التحقيقات بمكتب مراقبة الخدمات الداخلية. ولا يزال هذا المنصب شاغرا منذ عام 2006، الأمر الذي ترك فجوة في قدرة الأمم المتحدة على ضبط ذاتها، حسبما يعتقد دبلوماسيون.

من ناحيته، قال مارك كورنبلو، المتحدث الرسمي باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة «نشعر بخيبة أمل حيال مستوى أداء قسم التحقيقات في الفترة الأخيرة. إن التغيير القادم في القيادة يعد بمثابة فرصة لإجراء تحسين كبير في أدائه وتعزيز الإشراف والشفافية بمختلف أرجاء المنظمة».

يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أنشأت مكتب خدمات المراقبة الداخلية عام 1994 لإجراء عمليات مراجعة إدارية للأقسام الرئيسية بالأمم المتحدة، وتنفيذ تحقيقات في قضايا الفساد وسوء التصرف. ومنح قرار التأسيس المكتب «استقلالية عملية»، لكنه وضَعَه تحت سلطة الأمين العام، وجعَلَه معتمدا على أقسام الأمم المتحدة التي يتولى ضبطها في الحصول على جزء كبير من تمويله والدعم الإداري.

وقد سلط الخلاف بين إلينيوس وبان كي مون الضوء على بعض التوترات، وكشف عن صراع طويل وحاد على السيطرة على مسار تحقيقات الأمم المتحدة. وفي الوقت الذي أشارت فيه إلينيوس إلى تحرك بان كي مون لإنشاء وحدة جديدة للتحقيقات كمؤشر على سعيه لتقويض استقلاليتها، قال نامبيار إن هذا الإجراء كان يرمي لتعزيز قدرة الأمم المتحدة على محاربة الفساد.

كما دخلت إلينيوس في صدام مع بان كي مون بشأن جهودها للاستعانة بمحقق فيدرالي سابق، روبرت أبليتون، الذي ترأس قوة العمل المعنية بالتوريدات، وهي وحدة مؤقتة لمكافحة الجريمة أنشئت لإجراء تحقيقات قوية في الفساد داخل مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2006 حتى العام الماضي. وأدت التحقيقات التي أجرتها الوحدة إلى عدد غير مسبوق من النتائج التي خلصت لوجود سوء سلوك من قبل مسؤولي الأمم المتحدة، مما دفع سلطات فيدرالية لإجراء تحقيقات بشأن الفساد داخل المنظمة.

من ناحيتهم، قال مستشارون لبان كي مون إنهم اعترضوا على طلب إلينيوس تعيين أبليتون بناء على عدم دراستها بصورة مناسبة المرشحات لهذا المنصب، مضيفين أن القرار الأخير كان يجب أن يتخذه كي مون، وليس إلينيوس. وقال نامبيار «إن الأمين العام يعترف تماما بالاستقلالية العملية لمكتب خدمات المراقبة الداخلية»، لكنه اعتبر أن ذلك «لا يعفي إلينيوس من تطبيق القواعد المعيارية للتعيين».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced