الأم: ما ذا أفعل وأنا لا بيت لـي ولا وطن
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 25-01-2012
 
   
بغداد/المدى
اضطرت أرملة من محافظة ميسان إلى بيع اثنتين من بناتها الست بأقل من مليوني  دينار، لتبني بثمنهما غرفة لبناتها الأخريات تقيهن لهيب الشمس وصقيع  الشتاء، وتطعمهن بما تبقى من ثمن فلذات كبدها، فيما تنتظر البنت الثالثة  دورها في سوق النخاسة.


في ميسان سيقع نظرنا على تلك الأرملة التي ضاقت بها السبل فلم تجد حلا غير ان تبيع بناتها كي تعيل بناتها  الأخريات.

وبررت الأرملة ذلك في حديثها لإذاعة "العراق" قائلة: "وما حيلتي وأنا لا بيت لي ولا وطن"!
بين فترة وأخرى يعلن المتخصصون العثور على قبيلة أو قوم لا يزالون يعيشون بطريقة الإنسان الأول قبل آلاف السنين، رغم أننا الآن في القرن الحادي والعشرين، وعندما يعثرون على مثل هؤلاء ينشرون أخبار الاكتشاف هنا وهناك مصحوبا بصور وأشرطة فيديو وما شابه.
اليوم، في القرن الحادي والعشرين، وفي بلد اسمه العراق، يطفو على بحيرات نفط عملاقة، عثر برنامج "عين ثالثة" الذي تبثه إذاعة "العراق الحر" على أرملة تعيش في ظروف أسوأ من ظروف ما قبل التاريخ، من خلال رسالة قصيرة بعثها  الحاج حميد  أحد مستمعي البرنامج جاء فيها إنه شاهد امرأة تبيع بناتها كي تحصل على مال يكفي لبناء غرفة تعيش فيها هي وأطفالها الآخرون.
هذه المرأة فقدت زوجها بعد أن نخره المرض وهي مجبرة على إعالة أطفال رغم أنها لا تملك فلسا واحدا ولا حتى غرفة تنام تحت سقفها.
"أفرزت الظروف المعيشية وقسوة الحياة في العراق العديد من الحالات المريرة  وإن اختلفت ظروف كل حالة عن الأخرى".
والى الشمال من مدينة العمارة حيث تقبع عائلة فقدت معيلها مؤلفة من ست بنات لتجد الأم التي ناهزت الستين من العمر نفسها أمام  تحد كبير يتمثل في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها.
وبعد أن طرقت هذه الأرملة جميع الأبواب من حولها، ويشمل ذلك الأقارب، دون جدوى،  اضطرت مجبرة على بيع اثنتين من بناتها وهما لم تتجاوزا الاثني عشر ربيعا، مقابل مبلغ بخس لا يتجاوز المليون دينار لكل واحدة منهما، فيما تنتظر البنت الثالثة دورها.
الأم الأرملة رفضت الإفصاح عن اسمها، وروت لنا قصتها قائلة: إنها فقدت زوجها بعد إصابته بمرض خبيث لتجد نفسها مجبرة على إعالة ست بنات وهي لا تملك شيئا على الإطلاق ولا تستطيع العمل، مما اضطرها إلى بيع اثنتين من بناتها واحدة مقابل 800 ألف دينار والأخرى مقابل مليون.
من اشترى الفتاتين تزوجهما بالرغم من أن إحداهما في الحادية عشرة من العمر والثانية في الثانية عشرة من العمر ولم تبلغا بعد، بحسب قول الأرملة التي روت قصتها وهي تبكي قائلة: إنها اضطرت إلى ذلك لأنها لا تستطيع توفير أي شيء لهما. وتابعت الأم والدموع تنهمر من عينيها ألما لما أصاب عائلتها إن ابنتها الثالثة ستلتحق بركب شقيقتيها حيث ستضطر إلى بيعها بمبلغ مليون دينار.
البنت الثالثة هي الأخرى أبدت موافقتها على صفقة البيع بسبب الظروف السيئة للغاية التي تعانيها  أمها وعائلتها.
يضاف إلى كل هذه المشاكل أن هذه الأسرة لم تشمل برواتب الرعاية الاجتماعية كما لم يسجل أي من بناتها في المدارس والسبب هو أنهن لا يملكن أوراقا رسمية.
واختتمت الأم حديثها بمناشدة القادرين على مساعدتها مد يد العون من اجل بناء غرفة تحتضن عائلتها وبناتها القاصرات، إلى جانب شمولها بالرعاية الاجتماعية وقالت: "لا أريد قصرا فارها، أريد غرفة أعيش تحت سقفها لا غير".
وبادر بعض المواطنين إلى مساعدة هذه العائلة بعد التعرف على أوضاعها الصعبة، ومنهم الحاج أبو ماجد وعلى قدر ما تسمح به إمكاناته البسيطة، على حد قوله.
هذه العائلة، حالها في ذلك حال عوائل أخرى تعاني  ظروفا معيشية صعبة، ولا تملك حتى مكانا للسكن، وهو ما يثير تساؤلا عن عدد الأسر العراقية التي تمر بظروف مشابهة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced