العراقيون يفقدون الثقة بساسة البلاد بسبب الخلافات والفساد
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 30-01-2012
 
   
المواطن لا يكترث للتصريحات والديمقراطية وسيلة لتحقيق المصالح

يفقد الشباب العراقي الثقة ببرامج المسؤولين السياسيين في بلادهم، وتردي الخدمات ما يجعلهم منشغلين بتوفير حاجاتهم اليومية، ويلجأ البعض منهم إلى وسائل الترفيه للانفصال عن واقع حياتهم الذي تشوبه الكثير من السلبيات، كما لا يبدون حماسة تجاه المؤتمر الوطني.

بغداد: ينحسر اهتمام المواطنين العراقيين، لا سيما الشباب منهم بالقضايا السياسية بحسب استطلاعات ميدانية، لأسباب أولها انعدام الثقة بالبرامج السياسية التي يطرحها المسؤولون، وتردي الخدمات التي تجعل من المواطن العراقي منشغلا طيلة يومه بتوفير احتياجاته وهروب القسم الآخر لا سيما الشباب إلى وسائل ترفيه، لا سيما الانترنت الذي يحبذه اغلب شباب العراق بغية العيش في حياة افتراضية تخلصا من الواقع الذي تشوبه الكثير من السلبيات.

وحول فرص نجاح السياسيين في إنجاح مؤتمر وطني يضع مسارا جديدا للعملية السياسية يرى اغلب المواطنين ممن التقيناهم أن عدم الثقة في المسؤولين والسياسيين يفقدهم الحماسة للمؤتمر ويرون فيه لعبة سياسية أخرى تضاف إلى سلسلة المحاولات الفاشلة التي تجترها شخصيات قيادية وكيانات سياسية، لم تعد تمثل أملا في الناجح بالنسبة للعراقيين.

وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني دعا إلى عقد مؤتمر وطني عام لجميع القوى السياسية لمعالجة القضايا المتعلقة بإدارة الحكم والدولة ووضع الحلول اللازمة.

اليأس

وبحسب الطالب الجامعي رحيم حسن (28 سنة)، اغلب شباب العراق، يعتكف الاهتمام السياسي، بعدما تسرب اليأس في نفسه من الفوضى السياسية.

ويضيف حسن: "هناك اتجاهان بين شباب العراق، أولهما الاهتمام بالقضايا الدينية وممارسة الشعائر الدينية، وتطوير أفكارهم في هذا المجال، والقسم الثاني، شباب يتطلع إلى الاهتمام بالمظاهر الغربية وتطوير قدراته المعرفية لا سيما في مجال المعلوماتية، وهو يسعى الى الهجرة بغية الدراسة والعمل في الخارج".

ويتابع: "لكن هناك الكثير من الشباب الذي ترك مقاعد الدراسة واتجه إلى الأعمال الحرة، وكل هؤلاء لا يبدون اكتراثا للعملية السياسية في العراق".

وبحسب الباحث الاجتماعي كريم حسن، فإن أغلب العراقيين لم يعودوا يعبأوا لمسار العملية السياسية في البلاد، بعدما فقدوا ثقتهم في سياسيي البلاد. ويرى حسن أن استطلاعا ميدانيا في المنتديات الاجتماعية والمقاهي، وبين المدارس والجامعات يشير الى انحسار شعبية النواب، مثلما قادة البلاد السياسيين وممثلي الأحزاب بين شريحة واسعة في المجتمع .

ويشير احمد الخفاجي ( ماجستير لغة عربية ) الى أن الديمقراطية في العراق، نعمة لا يمكن إنكارها، لكن محاسنها تجرفها المشاكل الكثيرة التي رافقتها، كما ركب موجتها أشخاص غير أكفاء يديرون الكثير من مرافق الدولة في الوقت الحاضر، وجدوا في الديمقراطية الوليدة، فرصة لاغتنام المكاسب والمصالح الشخصية والفئوية والطائفية.

و يتابع: "طيلة عقد من التغيير، لم تعد الأحزاب السياسية قادرة على تحقيق المزيد من الانجازات، وظلت أسيرة شعارات براقة، بينما ينهش الفساد الدولة، ومؤسساتها".

الثراء الفاحش

ويضيف: "ينظر العراقيون بألم إلى الثراء الفاحش للكثير من السياسيين والنواب، بينما يزداد المواطن العراقي البسيط فقراً" .

ويرى الخفاجي ان الديمقراطية في العراق تحولت إلى (مطية) لتحقيق المصلحة الشخصية أولا ثم مصلحة الحزب، ثم الطائفة.

وتشير بحوث اجتماعية في العراق إلى أن العملية الديمقراطية في العراق التي تعد مكسبا جيدا حوصرت بخلافات السياسيين وبالفساد، فلم يرافقها تحسن كبير في مستوى الخدمات اضافة الى النقص الحاد في مستلزمات الحياة الكريمة. ويشير الخفاجي إلى أن زيادة دخل الفرد، لم يعد كافيا لإقناع المواطن بان حياته تحسنت نحو الأفضل.

إحصاءات

و كانت هيئة النزاهة العراقية كشفت عن ارتفاع نسبة الفساد المالي والإداري في العراق عامة، مطالبة بضرورة وضع سياسة فعالة لمكافحة الفساد على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأحيل عام 2010 نحو 356 متهمًا بالفساد إلى القضاء وصدرت أكثر من أربعمائة مذكرة للقبض على متهمين بالفساد، بينهم 18 مديرًا عامًا وأربعة بدرجة وزير. وبينت الهيئة أن "قيمة المبالغ المهدورة عن طريق الفساد بلغت نحو 46 مليار دولار.

حوارات المقاهي والمنتديات


وفي أوقات الفراغ فان مقاهي (الكوفي شوب) تعد احدى الوسائل التي يجد فيها الشباب متسعا لحوارات تبتعد وتقترب من السياسية.

ويقول الشاب الجامعي (لؤي حسن) انه في حالة مناقشة الأوضاع السياسية في البلاد – وهو أمر نادر جدا– فإن الأغلبية تتفق على أن العراق لن يكون في بر الأمان في ظل الخلافات الحالية بين السياسيين الذي فضلوا المصالح الحزبية على مصلحة المواطن.

وفي الوقت الذي يعول فيه لؤي على الانتخابات القادمة في إحداث تغيير سياسي كبير في العراق، فان ميثم حسن، يشكك في ذلك ويعتقد ان الانتخابات القادمة ستفرز وجوها متشابهة طالما ان الفساد السياسي يستشري بين مفاصل الدولة. ويضيف: "الانتخابات في ظل جو سياسي فاسد ستؤدي بالضرورة الى نتائج غير صحيحة وغير موثوق بها".

وفي مقهى في الكرادة في العاصمة بغداد يدخن الشاب وميض كامل النارجيلة بنهم، غير مكترث للأحداث السياسية الجارية من حوله بحسب قوله.

صور متشابهة

ويقول كامل إن المواطن العراقي لم يعد يرى فروقا في صورة المسؤولين فكلهم متشابهون، لكن تصريحاتهم عبارة عن كلمات متقاطعة يصعب حل لغزها.

وتؤمن المدرسة إخلاص الجبوري بأن سياسيي العراق لم يعودوا يقيمون وزنا للمواطن الذي انتخبهم عبر صناديق الاقتراع. و تتابع: البيروقراطية الإدارية والحزبية تنخر في مؤسسات العراق حيث يتصرف المسؤول بمعزل عن مصالح المواطن.

وترسم الجبوري صورة السياسي العراقي كالآتي: انتهازي، يحاول ان يجمع الأموال بأقصر وقت ممكن، حتى اذا اثرى هاجر إلى الخارج أو تحول إلى تاجر.

ويرى سعد كريم الذي فقد اثنين من إخوته في حرب طائفية العام 2006 ان العراقيين الذين قدموا تضحيات في سبيل التخلص من الطغيان والديكتاتورية، غرقوا في وعود المسؤولين الكاذبة.

طبقة سياسية منتفعة

وفي ذات الوقت ينتقد المعلم المتقاعد حسين الساعدي من النجف تبوأ أشخاص غير كفوئين بينهم أصحاب شهادات مزورة او ممن لا يمتلكون خبرة أكاديمية مرافق الدولة وإدارتها.

ويتابع: "أوجد التغيير في العراق طبقة سياسية منتفعة لا هم لها سوى منافعها الشخصية، هي تسعى الى التغطية على ذلك بالتصريحات الرنانة".

وعلى نفس الصعيد ينتقد كريم العلاق (صحافي) الظهور المكثف للسياسيين في وسائل الإعلام من دون ان يقدموا انجازات ملموسة على الواقع. ويتابع: "تعب المواطن العراقي من كثرة الحوارات والندوات في التلفزيون ووسائل الإعلام عن الخلافات السياسية، حتى أصبحت تلك التصريحات والفعاليات الإعلامية للنواب والسياسيين والمحللين، أشبه بنكتة او مسلسلات درامية يتفرج عليها المواطن للمتعة فحسب من دون ان يصدقها . ويضيف: نشعر بتشابه التصريحات وتكراراها فلم نعد نكترث لها".

من جانبه يرى مكي حسين من بابل (عضو مجلس بلدي سابق) ان فقدان عامل الثقة لم يعد بين أطراف العملية السياسية فحسب، بل بين تلك الاطراف والمواطن العراقي، وهذا يقود الى نتائج خطيرة، ويشير الى احتمال تفجر الوضع.

ويتابع: "اغلب حوارات الشارع والمقهى توضح ان العراقي يؤمن اليوم أمحور الصراع في العراق، يدور حول النفوذ والسلطة، وما يصاحب ذلك من فساد مالي وإداري بغية الإثراء على حساب المواطن".

ويشير حسين الى ان اغلب العراقيين يرون في السياسي، تاجرا (سياسيا) لا اكثر يسعى من وراء المنصب الى الثراء عبر صفقات مشبوهة، او عبر رواتب عالية ومخصصات لم يشهدها تاريخ العراقي السياسي من قبل.

وينتقد حسين عزف بعض السياسيين على أوتار الطائفية والحرب الأهلية حيث أصبح واضحا للعراقيين –بحسب حسين – ان ذلك العزف ليس من ورائه سوى قوى خارجية تسعى إلى قيادة مستقبل العراق الى المجهول.
ايلاف /وسيم باسم من بغداد

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced