في ذكرى 8 شباط المشؤوم .. يالبشاعة العنف! ويالبؤس من يلجأون اليه!
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 08-02-2012
 
   
افتتاحية طريق الشعب
تحل هذا اليوم الذكرى المشؤومة لانقلاب 8 شباط الاسود عام 1963. يوم الانقضاض الغادر على ثورة 14 تموز 1958. اليوم الذي بانت منذ ساعاته الاولى نوايا الانقلابيين ومشاريعهم وخططهم الشريرة، المعادية للثورة ونهجها ولآمال العراقيين وتطلعهم الى البناء والتقدم والرقي .
وخلال أيام حوّل البعث العفلقي بلادنا الى سجن كبير، انطلقت فيه قطعان الحرس القومي في أوسع وأشرس حملة اعتقالات وإرهاب وتعذيب وإعدام بالجملة، تطبيقا للبيان رقم 13 سيء الصيت. ومنذ البداية صفى القتلة الفاشست قادة ثورة 14تموز، وفي مقدمتهم الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم. وفقد حزبنا الآلاف من قادته وكوادره ومناضليه وأنصاره ، وفي مقدمتهم الرفاق الشهداء الاماجد سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي ومحمد حسين أبو العيس وجورج تلو وعبد الرحيم شريف وحمزة سلمان ونافع يونس وحسن عوينة وغيرهم كثيرون، ومن الديمقراطيين والوطنيين الاخرين.
لقد غدر الانقلابيون بالثورة وانتقموا من الحصان الجامح الذي تمرد على القيود والأغلال، وهزم مخططات الاستعمارين وحلفائهم الداخليين صبيحة 14 تموز، يوم تلاحم الجيش والشعب انتصارا لمصلحة الناس والوطن، ولتحقيق الاستقلال الكامل والانطلاق نحو غد مشرق وضاء .
وفي مسعاهم الدنيء لوأد الثورة، استغل الانقلابيون أخطاء قيادة ثورة 14 تموز وموقفها السلبي من الديمقراطية، وحالة الفرقة بين القوى الديمقراطية والوطنية ، والدعم الخارجي المكشوف، ووظفوا كل ذلك للاجهاز على الجمهورية الفتية .
لم يرق لأعداء الحياة والإنسان أن يتحرر العراق من قيوده، ومن اغلال حلف بغداد والمعاهدات الاسترقاقية، وان يشرع ابناؤه ببنائه وتحقيق الانجازات والمكاسب الكبيرة خلال فترة زمنية قياسية. وهو ما لا يزال الناس يتذكرونه ويقارنون به حصيلة السنين العجاف التي أعقبت الانقلاب الأسود، وما تجرعه عراقنا وشعبنا على ايدي أيتام البعث ووليدهم المسخ: نظام صدام المقبور، الذي واصل نهج 8 شباط و"أبدع" في إضافة فصول اشد دموية .
كان 8 شباط وسيظل محطة مظلمة في تاريخ بلادنا المعاصر، أزهقت فيها الأرواح وانتهكت الأعراض وصودرت كرامات الناس وحقوقهم، وفتحت الابواب على مصاريعها للانفلات والفوضى والعنف. ولا يزال شعبنا يعاني من آثار ذلك كله وعواقبه حتى يومنا الحاضر .
واننا اذ نستذكر ما دشنه الانقلابيون في ذلك اليوم من مآسٍ وكوارث ، ومن ظلم وعسف وانتهاك سافر لحقوق الانسان، فانما نريد ان نبيّن مدى بشاعة العنف، وسقوط وبؤس من يلجأون اليه في الصراع السياسي، بديلا عن الحوار والتنافس السياسي الشريف والدستوري والتداول السلمي للسلطة .
ان العبر والدروس المستقاة من كارثة 8 شباط تؤكد أهمية وضرورة الحفاظ على مهنية القوات الأمنية والعسكرية وحياديتها، وحصر مهامها بما حدده الدستور، وان الكتل والاحزاب، لا سيما المتنفذة، مطالبة بعدم زجها في صراعاتها هي على السلطة والنفوذ والثروة ، وان على الجميع كذلك التخلي عن المليشيات والتنظيمات العسكرية وشبه العسكرية ، وان يطبقوا بالقول والفعل شعار حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية .
لقد بدا واضحا في 8 شباط 1963 تأثير القوى الخارجية، وخطر استقواء الفرقاء المتخاصمين بأجندات غير عراقية على حساب المصلحة العامة للبلد. ومؤكد ان القوى الخارجية تتمدد اكثر وتوغل في تدخلاتها، كلما ضعفت الوحدة الوطنية، وتوترت العلاقة بين الاحزاب والكتل السياسية، وتفاقمت ازمة الثقة فيما بينها، مثلما هو حاصل اليوم في بلادنا، التي تمر بأزمة شاملة تتطلب المعالجة عبر حلول ومداخل واقعية، تنطلق من مصالح الشعب والوطن العليا، وتركز على أسّ الازمة المتجسد في اعتماد المحاصصة الطائفية والاثنية في اعادة بناء الدولة. فهذا ما اوصل اوضاعنا الى حالة الاستعصاء الراهنة ، حيث لا يستقيم اعتماد المحاصصة مع اي توجه جدي ومسؤول لبناء الدولة المدنية الديمقراطية المرجوة، التي من دونها ستتواصل الازمات وتشتد معاناة الناس .
لقد ذهب القتلة العتاة والمجرمون الطغاة ، وبقي شعبنا وحزبنا شامخين، والشهداء من ضحايا عهود القمع والارهاب والدكتاتورية، تسطع اسماؤهم على مر السنين ، ومن تضحياتهم ومآثر صمودهم الاسطوري نستمد والاجيال الجديدة الثقة بالنفس وبالناس، والعزم والاصرار على مواصلة السير الى امام رغم الصعاب، مع سائر الوطنيين والديمقراطيين الحريصين على بناء العراق الآمن والمستقر بعيدا عن الارهاب والفساد، عراق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced