بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم رسالة من المديرة العامة لليونسكو الى كل شعوب العالم*
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 20-02-2012
 
   
قال نيلسون مانديلا: "إن التحدث مع شخص بلغة يفهمها أمر يلامس عقله، أما التحدث معه بلغته الأم، فإنه أمر يلامس قلبه". وتمثل لغة أفكارنا وانفعالاتنا أثمن ما نملك. والتعدد اللغوي حليفنا في السعي إلى ضمان توفير التعليم الجيد للجميع، وتيسير الاستيعاب، ومكافحة أشكال التمييز. ولا يمكن إقامة حوار حقيقي إلا باحترام اللغات. كما أن كل تصور لحياة أفضل وكل تطلّع إلى التطور يعبَّر عنه باستخدام إحدى اللغات، وبكلمات دقيقة لجعل ما نطمح إليه يرى النور ولإيصاله إلى الآخرين. فاللغات تمثلنا نحن البشر، وحماية اللغات هي بمثابة حماية لأنفسنا.
وتحتفل اليونسكو باليوم الدولي للغة الأم منذ 12 سنة وتعبئ طاقاتها لحماية التنوع اللغوي. ويكرَّس هذا الاحتفال الثالث عشر باليوم المذكور لاستغلال التعدد اللغوي سعياً إلى تحقيق التعليم الجامع. فقد أثبتت أعمال الباحثين وآثار سياسات دعم التعدد اللغوي ما تدركه جماعات البشر بالفطرة، وهو أن التنوع اللغوي يسرّع وتيرة تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ولا سيما أهداف برنامج التعليم للجميع. ويمثل استخدام اللغة الأم في المدرسة علاجاً قوياً لمكافحة الأمية. ولكن تحويل هذه الحقيقة إلى واقع في الصف الدراسي يمثل تحدياً. فإن السكان المستبعدين، كالشعوب الأصلية، هم غالباً الذين تُهمَل لغاتهم الأم في النظم التعليمية. فإذا ما أتيح لهم التعلّم، منذ نعومة أظفارهم، بلغتهم الأم ثم بلغات أخرى وطنية أو رسمية أو غير ذلك، فإن هذا الأمر يمثل تعزيزاً للمساواة وللدمج الاجتماعي.
وبيّن الأسبوع المخصص للتعلّم المتنقل في اليونسكو أن استخدام تكنولوجيات الأجهزة المحمولة في التعليم يمثل عاملاً محفزاً للتعليم الجامع. وإذا ما اقترنت هذه التكنولوجيات بالتعدد اللغوي، فإنها تضاعف قدراتنا على العمل عشرات المرات. فلنستفد من تلك التكنولوجيات إلى أقصى حد ممكن. وإن جيلنا الذي يحظى بوسائل اتصال جديدة وبحيّز عام عالمي جديد أنشأته شبكة الإنترنت لا يمكن أن يقبل إفقار اللغات.
ويمثل التنوع اللغوي تراثنا المشترك، وهو تراث يتسم بالهشاشة. فإن ما يقارب نصف اللغات المحكية في العالم، التي يزيد عددها على 000 6 لغة، يمكن أن تندثر قبل نهاية هذا القرن. ويمثل أطلس لغات العالم المهددة بالاندثار، الذي أعدته اليونسكو، الدليل الذي يُسترشد به في هذا المسعى. فإن فقدان لغة يمثل إفقاراً للبشرية، كما أنه يمثل تراجعاً في مجال الدفاع عن حق كل فرد في أن يُسمع صوته، وحقه في التعلّم والتواصل. وكل لغة تحمل أيضاً تراثاً ثقافياً يوسع نطاق تنوعنا الإبداعي. ويتسم التنوع الثقافي بأهمية تماثل الأهمية التي يتسم بها التنوع البيولوجي في الطبيعة. وهذان التنوعان مترابطان فيما بينهما ترابطاً وثيقاً. كما أن بعض لغات الشعوب الأصلية تحمل معارف عن التنوع البيولوجي أو عن إدارة النظم الإيكولوجية. وتمثل هذه الطاقات اللغوية قوة تسهم في التنمية المستدامة، وهي بذلك تستحق أن يجري تبادلها. وتزمع اليونسكو كذلك على إبراز هذه الرسالة في سنة مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة في ريو دي جانيرو.
وتعتمد حيوية اللغات على كل الذين ينطقون بها ويعبئون طاقاتهم لحمايتها. وتشيد اليونسكو بهؤلاء الأشخاص وتحرص على إسماع أصواتهم لكي تراعى لدى تصميم السياسات التعليمية وسياسات التنمية والتلاحم الاجتماعي. ويمثل التعدد اللغوي مورداً حياً، فعلينا أن نعرف كيف نستغله لصالح جميع البشر.
      *إيرينا بوكوفا
      المديرة العامة لليونسكو
21 شباط 2012


 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced