المهندس نعمان منى: بناية البنك المركزي الجديدة ستكون علامة معمارية مميزة في العراق
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 21-02-2012
 
   
قال إن مجلس الوزراء استثنى زها حديد من الروتين لأهميتها في المعمار العالمي
الصباح /بغداد – محمد اسماعيل
تخرج المهندس العراقي نعمان منى مهندسا معماريا في الجامعات البريطانية، وعمل نهاية الستينيات في الشركات البريطانية مشاريع عملاقة، بالغا منصب مدير عام في التدرج الوظيفي بآخر شركة معمارية عاد منها ليستقر في وطنه العراق نهائيا العام الماضي 2011.يجد منى في مشروع البنك المركزي العراقي فرصة أخلاقية رفيعة لتمتين عرى الوطنية؛ اذ صرح لـ (الصباح) بأنه ركز على العراق خلال السنتين الأخيرتين، محاولا العمل فيه الى أن جاءته فرصة انشاء البنك المركزي، فتقدم الى لجنة المقابلة المشكلة من قبل البنك ليتبوأ منصب مدير مشروع البناية الجديدة للبنك المركزي في الجادرية.

منى قال إن "المبنى الموجود حاليا في شارع الرشيد لم يعد ملائما لمتطلبات البنك المركزي العراقي وغير لائق بحجم الاقتصاد العراقي الآخذ بالتبلور ليصبح علامة فارقة وسط الاقتصادات العالمية العظمى، ولهذه الأسباب لم تعد البناية الحالية ملائمة للمهمات المالية المناطة بالبنك المركزي العراقي، وهي بالحقيقة بنايتان إحداهما شيدت في الخمسينيات والأخرى نهاية السبعينيات، مصممتان في وقت لم تكن فيه التكنولوجيا بلغت المستوى الذي هي عليه الآن، فضلا عن تعرضهما للقصف أثناء الحروب التي شهدها العراق والحرائق المتعمدة، فأصبحتا غير مؤهلتين وانتقل (المركزي) الى أماكن أخرى والبنايتان تحت الترميم الذي عند إنجازه لن يفي بالغرض لا راهنا ولا مستقبلا؛ فالطموح لإعادة بناء الحضارة العراقية المعاصرة يتطلب حركة مالية مؤثرة، فلا بد للبنك أن يلعب دورا مهما، آملين أن يصبح البنك جزءا من نهوض العراق.
وأشار الى أن "اختيار المعمارية العراقية المقيمة في لندن زها حديد جاء بقرار من مجلس الوزراء استثناء من السياقات المتبعة في المناقصات المعروفة في هذا الميدان من المشاريع، بناء على طلب من البنك المركزي؛ لأهميتها في المعمار العالمي، وحددت ميزانية للمشروع وتم اختيار الموقع في الجادرية على نهر دجلة، ما يجعل المبنى علامة مميزة في العراق؛ لأن البنك المركزي ليس مصرفا عاديا إنما هو "بنك البنوك" وشرع له قانون بعد 2003 جعله هيئة مستقلة كالبنوك العالمية الكبرى".
وبشأن مشاعر المهندسة زها حديد حال تلقيها قرار مجلس الوزراء بتكليفها بمشروع بناية البنك المركزي أوضح منى "لقد فرحت المعمارية زها حديد بالعمل في وطنها الأم، خاصة أن مكتبها متوجه للدخول الى العراق، وحتى خلال المفاوضات كانت مرنة، ووعدت بزيارة العراق، حيث بعثت لنا رسالة جاء في مقدمتها "تأثرت كثيرا عندما طلب مني أن أصمم مبنى البنك المركزي العراقي الجديد، فمهما عشت خارج وطنك يظل نابضا في وجدانك، إذ ولدت في العراق وما زلت أشعر بقربي منه".
اما عن دوره هو في المشروع فقال: "أنا مدير إدارة المشروع، ينقسم عملنا الى ثلاثة جوانب هي أن أمثل "رب العمل"؛ أي البنك، وأشرف على إعداد التصاميم وتنفيذها وتوقيتاتها وتدقيق المعلومات الواردة من الفريق الهندسي الآن، ومن المقاول مستقبلا، وتوجد هناك ثلاث مهمات أساسية تتفرع منها عشرات المهام"، موضحا أن الفريق الهندسي هو من مكتب المعمارية زها حديد، فضلا عن اثني عشر مكتبا استشاريا ثانويا ذات مستوى عالمي مرتبطة به، اما المقاول فنتمنى أن يكون شركة عالمية تعتمد على اليد العاملة العراقية والمواد المتوفرة محليا وهذا شأن يقر في حينه، من قبل البنك المركزي إضافة الى الفريق الاستشاري التابع لمكتب زها حديد".
وأضاف منى "لا نعاني الإجراءات من أية معوقات تذكر بسبب صفاء النيات والواضح من كلام المهندس منى، اذ تقبل زها بحب وطني على تنفيذ المشروع مثلما كلفها العراق به وهو فخور بها، لكنه قال "عالجنا بعد المسافة بيننا والفريق الاستشاري من خلال اجتماعات دورية في لندن والاردن ولبنان وتركيا ونتوقع ان يأتوا الى العراق، والمعوق الثاني هو اسلوب التواصل بين مفاصل العمل في الاختصاصات الهندسية المتعلقة بالبناء في حين يجب ان نتواصل بشكل يومي دائم بسبب ضخامة المشروع التي تستلزم تنسيقا ذا مستوى عال جراء كثرة المتطلبات وتعقيدها والتصاميم الاستثنائية من زها حديد لأنها ليست تصاميم عادية".وقال "الاتصال مستمر بين مكتب زها والمكاتب الاثني عشر الثانوية، إذ تغلبنا على بعد المسافة بالانترنت السريع الذي وظفنا فيه مشغلين محترفين (بروفشنال)، إضافة الى بعض الصعوبات التي تغلبنا عليها بسبب تراكم الخبرات لدينا من خلال مشاريع عالمية سابقة".
وعن المعوقات الكونية، بيّن منى "أهمها تفاوت الوقت بين العراق ولندن، فصباحهم في لندن يقابل الساعة الثانية عشرة عندنا وينتهي العمل عندهم بما يقابل الثامنة مساءً عندنا، لذا سيكون دوام ملاكاتنا المحلية وفق توقيتات لندن، فضلا عن تفاوت العطل بما يجعل أيام العمل أربعة وليست ستة في الأسبوع".عائدا الى ما أسلف بشأن الروتين "جل ما نخشاه أن يضيع الجهد والوقت بين كتابنا وكتابكم.. روتينيا.. كما هو شائع في العراق؛ وهذا يفسر القوانين على هواه، وذاك يحبط العمل بفهم قاصر لنص دستوري، فيتسرب الوقت من بين الأصابع، آملا في الحصول على قرارات سريعة الإيقاع وفق مبدأ رد الفعل المناسب وليس الترهل؛ كي لا نتأخر" بالشروع بتنفيذ المشروع.وعما يمكن أن يقدمه المهندسون العراقيون العالميون لوطنهم قال نعمان منى "لا يمكن إيجاد حلول بديلة للسيطرة على الفوضى في التخطيط المدني في بغداد، والأمر أكثر تعقيدا في المحافظات، لكن لو جاءت الخبرات من الخارج ودرست الحال ميدانيا ربما تصل الى شيء".
* سألناه (هل يمكن المزاوجة ثلاثيا بين التراث المعماري العراقي والبيئة العراقية وتطورات الهندسة العالمية؟) فأجاب "هذا الكلام فلسفي أكثر مما هو هندسي، يتحدث به كثيرون وينفذونه بأنساق هندسية هجينة وأحيانا تفند جدوى المبنى ذاته او تشوهه او يستنفدون ميزانية المشروع بأقواس لا ضرورة عملية لها من باب الاعتزاز بالتراث وكأن التراث أقواس فقط، أنا أميل الى المحافظة القصوى على التراث لأنه مدرسة تربط الإمكانات البنائية بالواقع البيئي أصلا، لكنني أؤمن بالتعايش بين القديم والحديث، فلا نبني (عكد) ولا نفرط بالزجاج في الواجهات".واختتم منى حديثه بالقول "سنفتح المشروع على الجامعات العراقية لنتبادل المعرفة معهم، نشركهم معنا في استعراض ما نتوصل اليه وكيفية إدارتنا للمشروع لنتعلم منهم ونعلمهم تبادلا معرفيا".
حملني بعض الأصدقاء وصية طلبت من المنهدس منى إيصالها لزها حديد مفادها "أن العراقيين.. المتعلم منهم والبسيط.. يفخرون بك".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced