المدى/ محمود النمر
احتفل الحزب الشيوعي العراقي يوم أمس الجمعة بالذكرى الثامنة والسبعين لتأسيسه، وسط حضور جماهيري وسياسي رفيع المستوى. الاحتفالية التي أقيمت على قاعة سينما سميراميس، وحضرتها "المدى"، وسط هتافات وزغاريد وقصائد وأغانٍ وباقات ورود وشعارات حمراء،
شهدت حضوراً واسعاً من قبل حشود المناضلين والأنصار وأصدقاء الحزب، وممثلين عن أحزاب وشخصيات سياسية ووطنية وثقافية، كانت تردد أسماء الذين ضحوا من أجل تراب الوطن، الذين وصفهم شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري بقصيدته الشهيرة:
سلاماً وفي يقظتي والمنام
وفي كل ساع ٍ وفي كل عام ِ
تهادي طيوف الهداة الضمام
تطايح هاماً على اثر هام ِ
سلاماً وما انفك وقد الضرام
من الدم يشخص حياً أمامي
وقبل بدء فعاليات الحفل الرسمي، قدمت فرقة (الساس) رقصات الجوبي الشعبية، ولوحات فلكلورية تعاطف الحضور معها بحركاتها وعزفها.
وفي بداية الحفل عزف النشيد الوطني، بعدها وقف الجميع دقيقة حداد على أرواح شهداء الحزب والوطن، ليفتتح الاحتفال بكلمة رئيس الجمهورية جلال الطالباني التي ألقاها عنه مستشاره السياسي الدكتور جلال الماشطة.
وحيا رئيس الجمهورية في كلمته جميع أعضاء الحزب، مشيدا بتاريخهم النضالي إذ شكلوا النواة الأولى في مقارعة الطغاة ومناصرة جميع الشعوب المضطهدة، وناضلوا من أجل الحرية والسلام وجاء فيها:
"إن احتفالكم بالذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الحزب يتزامن مع أحداث فائقة الأهمية بل مصيرية تمر بها بلادنا ومنطقتنا، فالعراق الذي قدر له أن يسبق سائر شعوب المنطقة في الإطاحة بحكم الاستبداد، واجه هجمة شرسة ساهمت في تحريكها وتغذيتها قوى خارجية لا ترغب في رؤية عراق ديمقراطي قوي مستقر، وسعت إلى إثارة فتن طائفية وقومية لإرباك الوضع والعمل على إسقاطه".
فيما أشاد الدكتور هاشم الشبلي ممثل التيار الديمقراطي في كلمته بتاريخ الحركة الشيوعية العراقية، مشيرا إلى أن "هذا الحزب انطلق من صميم الحركة الوطنية".
وقال: إن "من السمات البارزة في تلك المرحلة ظهور قادة سياسيين ومفكرين شيوعيين وديمقراطيين شباب قادوا حركة تقدمية تنويرية، لعبت دورا مشهودا في إذكاء حركة التحرر الوطني ليس في العراق فحسب، إنما في منطقة الشرق الأوسط، هذا إلى جانب اصطفافها مع حركات التحرر التي شهدتها منظومة الدول النامية".
بدوره، ألقى محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي كلمة الحزب، وجاء فيها:
"إن الاحتفال بعيد الحزب الشيوعي العراقي يهدف من بين أمور عدة إلى استلهام الدروس والعبر من هذه التجربة الغنية، ولعل أبلغها وأكثرها سطوعاً هي الثقة بالنفس والشعب بعيداً عن اليأس والقنوط مهما اشتدت الريح واسود الغمام، كما أن النجاحات حتى المتواضعة منها ضرورية لأنها تلهم المناضلين لتحقيق نجاحات أكبر وأكثر عمقاً".
وأضاف اللبان "نحتفل هذا العام بالحادي والثلاثين من آذار وشعبنا وبلدنا يعيشان محنة حقيقة تتفاقم قسوتها وتعقيداتها يوماً بعد آخر لغياب الإرادة السياسية لدى المتنفذين في وضع حد لهذا التدهور المريع وإعادة بناء عملية سياسية على أسس سليمة لتخليصها من أس البلاء (المحاصصة الطائفية) التي زرعها المحتل واستمرأها المتنفذون، واستمرار هؤلاء في صراعهم الذاتي من أجل السلطة والنفوذ والمال دون أن يعيروا المواطن الاهتمام الكافي فكان طبيعياً أن يتدهور الأمن والاستقرار إلى مديات خطيرة أحياناً وظلت الخدمات على حالها أن لم تكن أسوأ من ذي قبل".
وتابع بالقول: "وانتشر الفساد المالي والإداري كالطاعون وذهبت مليارات العراق التي يحسدنا الآخرون عليها أدراج الرياح فيما اشتد التضييق على الحريات الشخصية والسياسية من قبل الذين تخلوا عن عقولهم واحترفوا الاستمتاع بأذى الآخرين".
وكانت حناجر الشعراء تصدح بحب العراق والحزب وتشيد بدور المناضلين الذين صعدوا على أعواد المشانق وهم يهتفون للكادحين والوطن ويلعنون الطغيان.
وكان من أبرز الشعراء كاظم الحجاج وحسين القاصد وعريان السيد خلف وناظم السماوي.
بعدها قدمت فرقة سومر للفنون الشعبية عروضا فولكلورية على أنغام أغنية "يا عراك" وكان مسك الختام للفنان المتألق رضا الخياط الذي قدم أربع أغنيات هي (حمام احمل، وتكبر فرحتي بعيني، وبحار أريد وياك، وجنة يا وطنه).
مرات القراءة: 1425 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
الشيوعي العراقي يُحتفل بعيده الثامن والسبعين
