أوروبا تبحث بدائل للتخلي عن أكياس البلاستك
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 10-04-2012
 
   
يستعد الاتحاد الأوروبي لنشر مقترحات خلال الربيع الحالي يفترض أن تعمل على خفض كميّة أكياس البلاستك التي تستخدم في أوروبا كل عام. وقد حبّذت غالبية من اسهموا بطرح آرائهم العلنية، والبالغ عددهم 15 ألف شخص، فرض حظر تام مباشر، ولكن ما هي البدائل؟
في كل عام تستخدم 800 ألف طن مما يطلق عليه الأكياس البلاستكية التي تستخدم لمرة واحدة فقط في دول الإتحاد الأوروبي – حيث استهلك المواطن الأوروبي الواحد في عام 2010 ما معدله 191 كيساً – ولم تتم إعادة تدوير سوى 6 بالمئة تقريباً من تلك الكمية، وفقاً لإحصائيات الإتحاد الأوروبي. بذلك تطرح أكثر من أربعة مليارات كيس كل عام.
يقول مفوّض البيئة الأوروبي جانيز بوتوسنيك: يمكن رؤية تأثيرات هذه النفايات البلاستكية من خلال تناثرها في كل مكان من بيئتنا، مهددة الحياة البرية ومتكدّسة فيما يطلق عليه الحساء البلاستكي في المحيط الهادي الذي يغطي مساحة قد تتعدّى 15 مليون كيلومتر مربع.
وعليه، ترى ما هي الخيارات لاجل معالجة المشكلة واين يتم تنفيذها؟
في العام الماضي أصبحت إيطاليا أول دولة أوروبية تحظر استخدام الأكياس البلاستكية المستخدمة لمرة واحدة غير القابلة للتحلل البايولوجي. وكان عدد من الدول قد حظر استعمال الأكياس البلاستكية الرقيقة السمك، ومن بين تلك الدول الصين وجنوب أفريقيا وكينيا وأوغندا وتايوان وبنغلاديش. وفي حالة بنغلاديش جاء الحظر بعد أن تبيّن أن تلك الأكياس تتسبب في حدوث انسدادات في نظام تصريف المياه، مفاقمة بذلك من خطر وقوع فيضانات كارثية. كذلك حظرت قلة من الدول استخدام اكياس البلاستك حظراً كليّاً من ضمنها رواندا والصومال وتنزانيا.
أما الإمارات العربية المتحدة، التي تشعر بالقلق من التلوّث والخطر المحدق بالجمال وغيرها من الحيوانات، فإنها بصدد إصدار قرار في العام المقبل يحظر جميع أنواع الأكياس غير القابلة للتحلل بايولوجياً.
وقد صرّح وزير الحكومة البريطانية لورد هينلي في العام الماضي بانه لا يشعر بالسرور من ارتفاع استخدام اكياس التسوّق بنسبة 5 بالمئة خلال العام 2010 بعد أربع سنين من الانخفاض، وأشار الى أن المملكة المتحدة قد تفرض حظراً عليها.
يعرب المدافعون عن بيئة كوكب الأرض عن ترحيبهم بهذا الإجراء طالما كان هناك تركيز مناسب على البدائل بدرجة كافية، وطالما أعطي عموم الناس وأصحاب المحال التجارية متسعاً من الوقت للاستعداد، وأن الأمر لن يكون له تأثير غير متناسب على الفقراء.
في الولايات المتحدة تشوّش القوانين المحلية الصورة. يقول تيد دوبيوس، الذي يدير موقع تقرير حظر أكياس البلاستك: تجد أن مدينة لوس أنجلوس لا تفرض حظراً، في حين تفرضه مقاطعة لوس انجلوس، وفي هذا كثير من الإرباك. فالمرء قد يقصد أحد المتاجر الكبيرة فيجد أن باستطاعته وضع بضاعته في أكياس بلاستيكية، ولكن على مبعدة أميال على نفس الطريق سيكتشف أن هذه الأكياس محظورة قانوناً ولا يسمح باستخدامها.
أما جمهورية آيرلندا فقد فرضت غرامة مقدارها 15 سنتاً أوروبياً (20 سنتاً أميركياً) عن كل كيس في آذار 2002، الأمر الذي أدى إلى انخفاض بنسبة 95 بالمئة في ما يرمى من أكياس البلاستك في القمامة. وفي غضون عام واحد تحوّل 90 بالمئة من المتبضعين إلى استخدام الأكياس الدائمية طويلة العمر.
في العام 2007 أعيد رفع الضريبة لتصل الى 22 سنتاً أوروبياً بعد أن أظهرت البيانات أن عدد الأكياس البلاستكية المستخدمة سنوياً قد ارتفع من 21 كيساً للفرد الواحد (بعد فرض الحظر مباشرة) إلى 30 كيساً (مقارنة بـ 328 كيساً في السابق).
عند هذه المرحلة كانت الحكومة قد جنت إيرادات قيمتها 75 مليون يورو من هذه الضريبة، تمت إحالتها إلى صندوق البيئة حيث أنفقت في خفض حجم الفضلات أو على بحوث لإيجاد طرق جديدة لإعادة التدوير.
تعدّ بلجيكا والمانيا واسبانيا والنرويج وهولندا من بين الدول التي تتبع النموذج الايرلندي. في حين فرضت ويلز ضريبة قيمتها 5 قروش بريطانية (ما يعادل 8 سنتات أميركية) لكل كيس في العام الماضي، وسوف تحذو آيرلندا الشمالية حذوها في العام المقبل، كما حذرت ويلز المحال التي تواصل إعطاء الأكياس مجاناً بفرض غرامة تصل الى 5500 جنيه استرليني.
تقول جيني رومر، وهي محامية أميركية ومؤسسة موقع إلكتروني متخصص بأكياس البلاستك: لاتزال الغرامة الآيرلندية على أكياس البلاستك هي الأنجح على نطاق واسع، ويعود جزء من السبب إلى أن حجم الغرامة المفروضة مرتفع نسبياً ويعتمد الاستخدام على أساس الفرد كأساس.
اذا ما توقف المتسوقون عن استخدام الأكياس البلاستكية  فينبغي عليهم البدء بالتحوّل إلى أنواع أخرى الأكياس، ولكن ليس ثمّة من حل مثالي للأمر. فالأكياس الأقوى والأثقل وزناً المصنوعة من القماش أو البلاستك يمكن أن تنطوي على آثار بيئية أشد ضرراً من أكياس التسوّق المعتادة الموجودة في المتاجر الكبيرة.
ففي العام الماضي أعلنت إدارة البيئة البريطانية عن تقييم لدورة حياة أكياس التسوّق المختلفة التي تتعامل بها المتاجر الكبيرة، وقد خلصت إلى أن الأكياس طويلة العمر ينبغي إعادة استخدامها لعدد من المرات قبل أن تصبح خيارأ بيئياً أفضل من أكياس التسوّق البلاستكية المعتادة.
على سبيل المثال، إذا ما تم استخدام الكيس البلاستكي الاعتيادي لمرة واحدة فقط فسوف ينبغي استخدام الكيس الورقي ثلاث مرات للتعويض عن الحجم الأكبر من الكاربون الذي استخدم في صناعة الورق ونقله، وسينبغي استخدام كيس البلاستيك طويل العمر أربع مرات على الأقل، والكيس المصنوع من مواد قطنية 131 مرة.
واذا ما أعيد استخدام كيس البلاستك الاعتيادي فإن بصمته الكاربونية للاستعمال الواحد ستنخفض أكثر بطبيعة الحال، وعندئذ سينبغي مضاعفة عدد مرات استخدام البدائل الأخرى لمقابلة هذه البصمة الواطئة.


ترجمة - بهاء سلمان

* بقلم كريس سومرز/ من البي بي سي

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced