العمل يُنسي نساء شرقي العراق المخاطر الأمنية
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 02-11-2009
 
   
بعقوبة - (شينخوا):
«هدفنا واحد وأسبابنا مختلفة»، بهذه الكلمات اختصرت إحدى نساء مدينة «بعقوبة» -مركز محافظة ديالى شرقي العراق- أسباب تواجدها مع عدد من زميلاتها عند بوابة ثكنة عسكرية، بانتظار الإعلان عن أسماء الفائزات بفرصة عمل ضمن تنظيم أمني يطلق عليه «بنات العراق» الذي يعتبرنه سفينة نجاة من البطالة، برغم المخاطر المحيطة بهذه الخطوة.
ففي طابور طويل يتعدى 100 متر، وأجواء حارة، وإجراءات أمنية مشددة، اجتمعت «سعاد» الأرملة، و«دعاء» المطلقة، و«نسرين» المهجّرة، و«فهيمة» العانس، وهنّ أمثلة لنساء عراقيات من شرائح موجودة في المجتمع، في ذلك المكان بحثا عن فرصة عمل، حيث قدمت هؤلاء النسوة ملفات الطلب بانتظار الفوز، سعيا للحصول على مورد مالي لتلبية متطلبات الحياة وتوفير مداخيل للعوائل.
وتقول مسؤولة تنظيم بنات العراق في محافظة ديالى وجدان عادل لوكالة انباء (شينخوا)، إن موافقات رسمية حصلت أخيرا من قبل القيادات الأمنية المشتركة على طلب لزيادة عدد منتسبات تنظيم بنات العراق «100 متطوعة جديدة للاستفادة من العنصر النسوي المتدرب في عمليات التفتيش قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مشيرة إلى أنه سيتم جعلهن خطاً أمنياً في مراكز الاقتراع. وتضيف وجدان: «جرى الإعلان قبل أيام عن توفر فرص للعمل في صفوف التنظيم، كان الاقبال كبيرا جدا ووصل إلى عدة مئات من النساء، رغم مخاطر هذا العمل، وتم تشكيل لجنة مختصة لتدقيق طلبات المتقدمات ووضع شروط وآليات للقبول».
وتوضح أن القبول أعطى الأولوية للمتقدمات للانخراط في صفوف تنظيم بنات العراق للأرامل، أو المطلقات، وكذلك النساء من العوائل المهجّرة، فضلا عن العوانس، في إطار برنامج يهدف الى دعم هذه الشرائح.
يذكر أن مشروع تنظيم «بنات العراق» تم تشكيله في العام 2007 بإشراف القوات الأميركية، ويعتمد على العنصر النسوي في أعمال التفتيش، لمواجهة ظاهرة النساء الانتحاريات، وتمنح كل متطوعة راتبا شهريا يصل إلى 300 دولار عندما كانت تلك القوات تشرف على تمويله.
وتمر ساعات الانتظار وترتسم علامات القلق على بعض الوجوه، بعد إجراء المقابلات من قبل اللجنة المختصة لجميع النساء المتقدمات، وكانت النتائج من نصيب سعاد ودعاء ونسرين وفهيمة، إلى جانب عدد آخر ممن تم قبولهن كمتطوعات في التنظيم، فتبددت تلك الهواجس، وزال الخوف لديهن من فقدان هذه الوظيفة التي تعدّ موردا ماديا لعوائلهن الفقيرة.
وتبدأ سعاد (40عاما) بسرد قصتها لوكالة (شينخوا) قائلة: «فقدت زوجي قبل عامين بعد مقتله على يد مسلحين غربي مدينة بعقوبة، ولدي 4 أطفال صغار، وجئت اليوم بحثا عن فرصة عمل».
وتردف والابتسامة تعلو وجهها بعد أن عرفت بوجود اسمها بين الفائزات: «أتيت للانخراط في تنظيم بنات العراق لأني أردت أن اعمل، من أجل عائلتي الصغيرة بعدما تقطعت بي السبل، ولم أجد وظيفة، لأني لا أملك شهادة دراسية، فقد حرمتني الظروف من استكمال الدراسة»، مؤكدة انها تخشى على مصير أولادها ومستقبلهم لأنها تنحدر من عائلة فقيرة، وزوجها كان عاملا بسيطا، ولم يكن موظفا حكوميا، وتنسى المخاطر المحيطة بهذا العمل.
سعاد بدأت تظهر شيئا من الابتهاج والسرور عندما علمت أن اسمها ضمن قوائم الفائزات، وهي تردد: «الحمد لله»، وكادت الدموع تسيل على وجنتيها لشدة الفرح.
أما دعاء، فهي أم لطفلين صغيرين، انفصلت عن زوجها بعد مغادرته العراق منذ سنوات، ليقيم في إحدى دول الجوار، متناسيا عائلته واحتياجاتها.. وتقول في هذا الصدد: «قررت الانفصال عنه والاعتماد على نفسي في تربية الطفلين، إن هدف الانخراط في تنظيم بنات العراق هو تأمين مورد مادي لأطفالي الصغار، وهي فرصة حظيت بها أخيرا، والحصول على وظيفة أول الطريق بالنسبة لي»، موضحة أن كل امرأة معتمدة على نفسها في كسب قوتها تكون أقوى في مواجهة مصاعب الحياة.
وتبدي دعاء سرورها وهي تسمع اسمها بين الفائزات قائلة: «تبددت مخاوفي، الحمد لله.. نجحت وجرى قبول طلبي في الانخراط في تنظيم بنات العراق، أنا بانتظار استلام العمل، والراتب الشهري».
من جهتها، تقول نسرين (35عاما): «تعرضت وزوجي للتهجير منذ عامين وعدنا إلى المنزل قبل أشهر قليلة في منطقة التحرير جنوبي بعقوبة، ووجدناه مهدما بفعل هجمات المسلحين، وفقدت اثنين من أشقائي أثناء العنف، واحترقت حافلتنا الصغيرة التي كانت تساعدنا في مصاريف البيت». 
وتستدرك: «لدي ثلاثة اطفال وزوجي مريض بالفشل الكلوي، ويتوجب علي أن أجد حلاّ وأقوم بواجبي تجاه عائلتي، فقدمت طلبي للانخراط في تنظيم بنات العراق أملا في الحصول على الوظيفة».
وتشير إلى انها لا تخشى التهديدات بعد الآن رغم أن بعض صديقاتها نصحنها بالعدول عن قرار التقديم، بيد أنها تؤكد «لابد أن اعمل، اسرتي محتاجة لجهودي الآن».
وبالرغم من صلابتها، إلا أنها أجهشت بالبكاء حينما تلقت خبر فوزها مع من تم قبولهن.. ولم تستطع قول شيء.
وفي الطابور ذاته، تلقت فهيمة (35عاما) التي فاتها قطار الزواج وصارت في قائمة العوانس، نبأ فوزها لتجد نفسها أمام مسؤولية إعالة الاسرة بعد وفاة ابيها، وتقول في هذا الاتجاه: «إن الحروب والعنف كبدت المجتمع خسائر لا تعوّض، وحمّلته الاحزان»، مؤكدة أنها تقدمت بطلب للانخراط في صفوف بنات العراق باعتبارها فرصة جيدة لها وسفينة نجاة من البطالة المستشرية بشكل كبير، لانعدام فرص العمل، بعدما تسببت أعمال العنف بتوقف أو تدمير عشرات المعامل والمصانع.
وتختتم فهيمة حديثها بتصفيق وابتسامة عندما سمعت اسمها ضمن الفائزات، معربة عن سعادتها للخبر، وتعتقد أن الحظ ابتسم لها، وربما سيسمح لها باللقاء بشخص تكمل معه مسيرة حياتها

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced