الأطباء العراقيون في المنافي يروون للمدى أسباب هجرتهم
نشر بواسطة: mod1
السبت 08-03-2014
 
   
المدى-بغداد/ مهند القاسم

رسالة بعد منتصف الليل قلبت حياته رأسا على عقب، وأدت به إلى طريق الغربة الذي يسلكه كثيرون هرباً وليس اختياراً، حسام محمد طبيب ترك بغداد قبل ما يقارب الخمسة أعوام، نتيجة تهديد من خلال رسالة تلفونية، أعقبتها ملاحقة أشخاص مجهولين ولا يعرفهم.

كثير من هذه الحالات عاشها أطباء ومهندسون وكفاءات علمية، فهجرة العقول التي يراد منها إفراغ البلاد من كوادر مهمة وحيوية كان لها شأنها ومكانتها في المؤسسات التي كانت تحتضنهم، ونظراً لعدم وجود أطباء من مختلف الاختصاصات، فإن العراقيين يطوفون شهرياً بلاد العالم المختلفة، بحثا عمن يداوي جراحهم، ويضمّد ما خلّفته سنين البؤس والحرمان والأزمات.

هجرة الكفاءات الطبية

اضطرابات واحتجاجات شهدتها عدة مدن عراقية، للمطالبة بحماية الأطباء، بعد أن اصبحوا ضحية للعديد من العمليات الإرهابية أوالتهديدات العشائرية المستمرة التي تقام ضدهم في بغداد وبقية المحافظات، مستشفيات كبرى تشكو فقدان أمهر أطبائها نتيجة لانعدام الأمن، في الأوقات التي كان الطبيب بأمس الحاجة إلى الحفاظ على أمنه وسلامته وأسرته، فكان الحل الوحيد لدى معظمهم هو الهجرة إلى بلاد الغربة، التي عساها تطمئن قلوبا رجفت خوفاً ورعباً، من واقع لم يكن معتادا لدى أغلبهم ، فنراهم اليوم في أغلب بلدان العالم، يعيشون بأمن وسلام وطمأنينة، بعكس الوضع والظروف التي كانوا يعيشونها في وطنهم الذي لم يعطهم مؤخراً غير لتهديد والقلق والهاجس الذي أرّق أغلبهم، ودفعهم للتوجه إلى كل المنافذ التي من شأنها أن تمنحهم الأمان وتشعرهم بالاستقرار.

"المدى" ورغم صعوبة الاتصال بأغلب الأطباء المغتربين في دول المهجر، تمكنت من الإتصال مع بعضهم ،كما تحدثت مع مسؤولين من العراق حول ماهية الأوضاع العامة لأغلب الأطباء.

نعاني أزمات لابد أن تتلاشى

فلاح محمد طبيب عراقي في بغداد أكد "ان الأوضاع التي يعيشها الطبيب في العراق لا تسر على الإطلاق ، فهو يعاني جملة أزمات لا بد أن تتلاشى وأن توضع لها الحلول لكي يتم استثمار الطاقات التي ظلت تعمل في خدمة البلاد في أوقات كان الجميع يهرب خوفا ورعبا، أما مساواة راتب الطبيب أو مدة الخدمة في المستشفيات براتب أو خدمة المعلمة أو المدرّسة مع جلّ احترامنا لجميع المهن فهو أمر لا بد أن ينتهي ، فكيف لي أن أقوم بخفارة كاملة لأيام وليالٍ دون تقاضَي رواتب الساعات الإضافية بعكس ما هو موجود في كل دول العالم".

عقول غير قيادية تسيطر على مراكز القرار

الدكتور علي محسن طبيب عراقي من السويد أوضح "للمدى" أن عدم عودتي إلى وطني تعود لعدة أمور، منها أن وزارة الصحة لا تعامل الطبيب العراقي معاملة تدفعه لترك ما هو عليه في بلاد الغربة .العمل في العراق اليوم أمر ضروري لحاجة الجميع إلينا، لكن هل يعلم الجميع أننا معرضون للقتل في أي لحظة؟ هل يعلم العراقيون أنني تم رفضي لعدم اعتراف الجهات المختصة بالبورد السويدي؟ وكيف لنا أن نعود ومازالت هذه العقول غير القيادية تسيطر على مراكز العمل والقرار، السويد الدولة التي أعيش فيها وأسرتي تعامل الطبيب معاملة تجعلنا لا نفكر بالعودة إطلاقا ،والشيء الذي لابد ان يذكر ان الطبيب إذا ما عمل ساعة أو ساعتين إضافيتين فإنه يتقاضى عليها ما يقارب 300 دولار، بمعنى ثلث ما يتقاضاه الطبيب العراقي رغم خفارته وساعات عمله في المستشفيات التي لا تنتهي".

لا نريد الهجرة إلى أوطان غير وطننا

مرتضى صباح طبيب عراقي مقيم في عمان بيّن للمدى" نحتاج إلى وقفة حقيقية مع الطبيب العراقي حتى يشعر بأن له فائدة في مجتمع يطارده أينما ذهب بكل شيء، ويسمع بين الحين والآخر أن الأطباء يقومون بفتح عيادات بمبالغ مادية كبيرة، نعم هناك الكثير لكن ليس الغالبية، نحن لا نريد الهجرة إلى أوطان الغير وإلى بيوت ليست بيوتنا، بل نريد العمل بحب وإخلاص لهذا البلد الجريح، لكن في الوقت نفسه نطالب بضرورة إعطاء الطبيب حقه الطبيعي في العيش بسلام وأمان ورفاهية".

الأطباء رحلوا لبلدان

تحترم حقوق الإنسان

منار أوس طبيبة عراقية في كندا دعت من خلال "المدى" إلى ضرورة تأمين الحماية الكاملة للأطباء العراقيين الذي يسكنون في البلاد ويعيشون الظلم والقهر والاضطهاد، وطالبت بإصدار قوانين صارمة للحد من انتشار الترهيب المستمر لأغلب الأطباء، وهو أمر في غاية الخطورة و من شأنه ان يجعل البلاد خالية تماما من أطباء كانوا بالأمس هنا واليوم رحلوا إلى بلاد تحترم حقوق الإنسان وتلبي جميع احتياجاتهم، إنني أعمل منذ عدة سنوات في هذه البلاد ولم ألقَ منهم إلا الاحترام والتقدير الذي يزداد يوميا لكوني طبيبة ومن العراق، ما ذنب المجتمع العراقي أن يبتلى بأمراض يقطع المواطنون آلاف الأميال للتخلص منها، بسبب عدم وجود أطباء متخصصين هاجروا خوفا واضطهادا؟".

نقابة الأطباء تندّد بالاعتداءات

وتندد نقابة الأطباء العراقية بأعمال الاستهدافات التي تمارس بحق منتسبيها بين الحين والآخر، داعية إلى ضرورة محاسبة ومعاقبة المتورطين، كون الأطباء هم الشريحة التي من الأجدر ان تكون خاصة ومختلفة عن باقي المهن والوظائف كونها إنسانية بامتياز، ولا يحق لأحد ان يقتل أو يعاقب الطبيب على عملية جراحية أو خطأ طبي كونه يعود إلى مؤسسة ووزارة هي الأجدر ان تحاسبه وتعاقبه بدلا من القتل والتهجير الذي اصبح عنوانا كبيرا في أغلب المحافظات العراقية".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced