جرائم الانتقام من عناصر الصحوة تتزايد والمتمردون يداهمونهم في بيوتهم
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 15-12-2009
 
   
الملف برس
يستمر متمردو القاعدة بتنفيذ حملتهم الانتقامية ضد مسلحي عناصر الصحوة، وسط تزايد أنباء عمليات الذبح لهم ولعوائلهم، وانتشار التهديدات الهاتفية أو عن طريق الرسائل أو بمداهمة البيوت، فيما تواصل الحكومة سياستها في عد "مجالس الصحوة" خصماً أو ثغرة أمنية، بالضد من "رعاتهم السابقين" القوات الأميركية التي تعتبرهم حزام أمن لبغداد.ويقول مراسل الأسوشييتد برس: لقد بدأ الخبر بالانتشار مع شروق الشمس في المناطق السُنّية جنوب بغداد:مقاتل كبير مناهض للتمرّد، وثلاثة من أفراد عائلته، ذبحوا ليلاً في قريتهم. وعندما وصلت الأخبار الى الشيخ المحلي -يقول براين ميرفي المحلل السياسي في الوكالة- أبقى ما يكفي من الرجال، وأخذ معه من يملؤون المسجد الصغير في القرية لأداء مراسم التشييع. ويقول الشيخ مصطفى كامل شبيب، الزعيم العشائري المناهض للميليشيات السُنّية المتطرفة، والذي كان ذات يوم يموّل من قبل الجيش الأميركي: “نحن نتراجع”. وأضاف: “لقد أصبحنا خائفين ثانية”!. وفي هذا السياق يؤكد ميرفي أنْ ليس هناك شك في أن العنف العام في العراق، هو جزء يسير فقط مما كان عليه قبل سنوات. لكنّ هناك تلميحات مستمرة ومن أطراف متعددة على أن القوات الرئيسة التي ساعدت في قلب أو تغيير اتجاه ذلك التيار، هي العشائر السُنّية التي التحقت بعمليات القتال المدعومة أميركياً، ولهذا يمكن أن تبلي بلاء حسناً الآن في المناطق الحساسة القريبة من بغداد. ومن الصعب -يقول المحلل السياسي- قياس الضغوط التي تتعرّض لها مجموعات مجالس الصحوة السُنّية، فوابل الهجمات الانتقامية تلاحقها في كل مكان منذ انتفاضتها ضد المتمردين، قبل نحو ثلاث سنوات.
ومن جانب آخر أصبحت الحالة معقدة جداً ومتكررة مع تذمر الكثيرين من مسلحي الصحوة بسبب دفعات الرواتب المتأخرة أو "المفقودة" بعد أن تسلمت القوات الأمنية الحكومية مسألة تمويلها. وما حدث في قرية "المناري" قبل فجر الخميس الماضي، هو فقط مشهد واحد لمشاهد متكررة. وهي قضية يزعم ميرفي أنها تقلق الأميركان مثلما تقلق السلطات العراقية، فتزايد الأعمال الانتقامية، يأخذ خطاً تصاعدياً مع تزايد مناشدة مجالس الصحوة لتقديم مساعداتها باعتبارها "حاجز الخط الأمامي لبغداد" بعد انسحاب القوات الأميركية. ويقول الشيخ شبيب، الذي يقود مجلس الصحوة في منطقة عرب الجبور جنوبي بغداد: “لم يعد عندنا نقاط تفتيش للصحوة. الآن القاعدة آتية، ستعود، ونحن نشعر بأننا ضعفاء أكثر من أي وقت مضى”. إنّ مناطق قليلة لها مثل هذا الاتصال المباشر بأمن بغداد، كمنطقة عرب الجبور، بما فيها من مجموعة المناطق الصناعية، والقرى، وبساتين النخيل والحمضيات، والتي تشكل حزاماً سنياً حول المدينة من بوابتها الجنوبية. تلك البوابة التي كانت مستعملة من قبل المتمردين، قبل أن يكتسحوا بعد أن "أطبقت" عليهم كماشتا قوات "السورج" للقوات الإضافية الأميركية، ومسلحي الصحوة السُنة، بحسب توصيف المحلل السياسي للأسوشييتد برس الذي أشار الى أن ضربة جوية واحدة في كانون الثاني 2008 أسقطت الطائرات الأميركية 40,000 باون من القنابل خلال عشر دقائق على منطقة عرب الجبور لتطهيرها من المتمردين الذين اتخذوا منها معاقل عصيّة لهم. وأوضح إن مجموعات الصحوة سيطرت في ما بعد في جميع أنحاء عرب الجبور، وفعلت كما فعل الكثيرون من السُنّة في مناطق أخرى حول بغداد.
لقد تحوّلوا الى أجهزة أمن واقعية تُدفع لها رواتبها الثابتة من قبل الأميركان حينئذ. وكانوا يعرفون أن التمويل الأميركي سينتهي ذات يوم، وكانت توقعاتهم أن الحكومة ستقوم بتعيين مسلحي العشائر في قواتها الأمنية من أجل ديمومة الحالة الأمنية. لكنّ الأمور تعثرت كما يؤكد الشيخ شبيب، فلا التعيينات تمت، ولا هم يتلقون الرواتب بشكل منتظم من الحكومة. وكان موقف المالكي باستمرار يعد مجالس الصحوة على أنها جزء من الثغرات الأمنية. من جانبه رفض المقدم فيليب سميث الناطق العسكري الأميركي التعليق على هذه التفاصيل، واكتفى بالقول إن هؤلاء المسلحين السُنّة يتعرّضون للانتقامات لأنهم جلبوا الأمن لبلدهم ذات يوم.  وفي منطقته، يقول الشيخ شبيب إنه أشرف على 2500 مقاتل في مجالس الصحوة، وكانوا موجودين حتى قبل ستة شهور. واليوم، لم يبق معه الا حفنة من المقاتلين. وأوضح قوله: “إنها علامة على تزايد الفراغ الأمني”. وأوضح أن الجريمة الأخيرة انتقمت من أحد أكبر مساعديه فجر الخميس. لقد قتل المتمردون علي محمود ضيدان، وأخاه، وابن عمه، وأمه المسنّة، بعد أن تسللوا إليهم ليلاً عبر سلسلة من البيوت الطينية. وقال: لقد أيقظت أصوات الإطلاقات الجيران لكن لا أحد كان يرى شيئاً من قرب فالبيوت الزراعية متباعدة. وضيدان هو من أوائل الذين انتموا لانتفاضة الصحوة سنة 2006، عندما كانت عرب الجبور جزءاً من منطقة تسمى مثلث الموت. وأكد أن العنف انحسر تقريباً لكنه رفض مغادرة قريته لأداء أدوار أكبر في مكان آخر. ويؤكد سكان القرية -طبقاً لمراسل الأسوشييتد برس- أن التهديدات باتت تتزايد عبر المكالمات الهاتفية أو برسالة تحمل كلمات محددة "أنت ميت" أو "أنتظر قتلك قريباً". وقالوا إن مقاتلاً آخر كان محظوظاً في اليوم التالي. لقد اقتحم بيته 12 عنصراً من المشكوك بانتمائهم للقاعدة. كسروا بيت "واثق الجبوري" في المنطقة نفسها، لكنه لم يكن في البيت، بحسب مسؤول في الشرطة الذي أكد أن المتمردين تركوا رسالة: “لقد أخبروا عائلة الجبوري أنهم يبحثون عن واثق لقتله لأنه قاتل ضدهم وأجبرهم على الهرب من المنطقة قبل سنتين” بحسب رواية العائلة للشرطة. إمام المسجد صلى على الميتين، ولم يشارك في تشييعهم خوفاً على حياته.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced