قلعة صالح تتباهى بتنوع نسيجها وسحرها
نشر بواسطة: iwladmins
الأحد 01-03-2015
 
   
الصباح - ميسان - يوسف المحمداوي

مدينة العلماء والأدباء والفنانين

تزدحم مدن العراق بواحات من الفتنة والجمال سواء بمراكزها او اقضيتها ونواحيها وكل واحة لاسمها حكاية ولوجودها رموز وشواخص تعطي لساكنيها حق البوح بها والتباهي بالانتماء لهذه المدينة او تلك فهم يسعدون بفرحها ويحزنون لنوائبها والمدن كذلك تبادلهم ذات الشعور وهذا ما دفع الشاعر ابو تمام الى ترجمة ذلك الاحساس ببيت شعري رائع حين قال: "اذا نظرت الى البلاد رأيتها...تشقى كما تشقى العباد وتسعد" وواحتنا اليوم هي احد اقدم اقضية محافظة ميسان،الا وهو قضاء قلعة صالح الذي يبعد عن مركز المحافظة (47)كم ويقع على الطريق الواصل بين بغداد والبصرة، ويحد القضاء من الشرق ايران وناحية العزير، ومن الغرب قضاء المجر الكبير،وقضاء الكحلاء الذي يحده من جهة الشمال ويشطره نهر دجلة الى قسمين.

حقيقة التسمية

تأسس القضاء في العام 1886 من قبل رجل نجدي الاصل وعراقي المولد يدعى صالح سليمان النجدي وهو عسكري برتبة دلي باشا، وانتدبته القوات العثمانية لمحاربة العشائر التي امتنعت عن اداء الرسوم

للدولة العثمانية ، فقام النجدي ببناء قلعة على ضفاف دجلة وعسكر جيشه فيها لذلك اطلق على المدينة اسم (قلعة صالح) ومازالت من الآثار المهمة للمدينة وتسمى(المذار)، لكن اسمها القديم كما يقول الشاعر والباحث علي كاظم درجال الربيعي مؤلف اوبريت(هيله وحمد)العام 1973 وله العديد من المؤلفات الاخرى : إنها كانت تسمى بشطرة العمارة تمييزا لها عن شطرة المنتفك (وذلك عندما مر بها الرحالة (تافرنييه)العام1678 ميلادي أطلق عليها اسم الشطرة وذلك بعد مروره بالعمارة) وظلت هذه التسمية حتى بناء القلعة وقد بنيت فيها الأبنية على الجانب الأيسر من نهر دجلة وكان يربطها بالجانب الأيمن عبارة تحولت بمرور الزمن إلى جسر مكون من عدد من السفن (المهيلات) يشد بعضها بعضا، فأصبحت المدينة سوقا كبيرا وفيها من النفوس حسب إحصاء 1930 (3045) ثلثهم من الصائبة المندائية كما يقول الربيعي الذين أقاموا معابدهم الدينية المنادي في موضع يقال له (لطلاطه) وأصبح عدد نفوسها زهاء 5000 في العام 1947 وهم خليط من المسلمين والصابئة واليهود.

شواخص عامرة بالجمال

المواطن محمد جاسم يقول : إن القضاء فضلا عن آثار المذار فهو يحتوي على مرقد الامام عبد الله بن الامام علي بن ابي طالب "عليهما السلام" ويتميز كذلك بكثرة المساجد والحسينيات وبالتحديد في مركز القضاء , مضيفا ان الشارع التجاري الذي يبلغ طوله (500)متر ويمتد بمحاذاة سوق القلعة الذي يعتمد عليه جميع ابناء المدينة بالتبضع وكذلك بيع بعض المواطنين القادمين من الاهوار الشرقية لما يمتلكون من اسماك وطيور والبان وغيرها من المواد الزراعية التي يعتمدون فيها بحياتهم البسيطة وسط الاهوار وقد تم افتتاح نافورة جميلة مؤخرا وسط المدينة، اما الشارع التجاري والحديث للمواطن يحتوي على محال للصيادلة ومجمع الطب الاهلي، ومحال الاجهزة الكهربائية والالكترونية ولصيانتها، ويربط شطري المدينة جسر القلعة الحديدي المتحرك الذي اعيد العمل به بعد ان تعرض لقصف قوات التحالف عام 2003 وهذا ما اعطي جمالية للمدينة , فضلا عن كونه يسهل حركة المواطنين بين شطري المدينة،مبينا ان الاهوار الشرقية للمدينة تزخر بالثروات الحيوانية والسمكية , اضافة الى الطيور الوافدة لتلك المسطحات المائية التي يعتمد ساكنوها بصورة رئيسة على الزراعة والصيد.

قلعة العلماء

يقول الكاتب حسين شهيد المالكي: انه تم انشاء أول مدرسة في القضاء العام 1917 باسم مدرسة صالح وتعد من اقدم المدارس في جنوب البلاد، مبينا انها كانت تضم (90) طالبا ما يؤكد تنوع مجتمع المدينة هو وجود(45)طالبا مسلما و(45) طالبا مندائيا، أي ان الصابئة كانوا يشكلون النصف من مجتمع القلعة، وبنيت المدرسة من تبرعات الاهالي وفيها درس عالم الفيزياء الدكتور عبد الجبار عبد الله والبروفيسور الدكتور صبري اسباهي الذي اصبح استاذا في اكاديمية العلوم الزراعية في موسكو والعام 1947 تأسست مدرسة ثانية وهي مدرسة الاندلس وتلك المدارس تخرج منها ايضا العالم الجغرافي الدكتور جاسم محمد خلف والدكتور جعفر عباس حميدي والبروفيسور محسن حرفش استاذ علم الاقتصاد في جامعة البصرة، وسكن القلعة العديد من شيوخ العشائر منهم الشيخ فالح الصيهود وزبون اليسر.

محلات لليهود والصابئة

تقسم القلعة الى عدة محلات وهي كما يقول الباحث علي الربيعي : هي محلة الصابئة في الجانب الايسر من نهر دجلة، ومحلة السليمانية وحدودها من الجسر الى علوة السمك وكان اغلب ساكنيها من اليهود، ومحلة الغربية التي تقع بالجانب الايسر لنهر الكرمة المندثر الذي تحول الى شارع والرابعة هي الحسينية التي تقع على الجانب الايمن للنهر المندثر ومن رموز المدينة , ايضا كما يقول الربيعي بالاضافة الى ماذكرنا من ابناء المنطقة ايضا الاستاذ غضبان رومي الناشئ والد المناضلة الشيوعية ليلى رومي،والدكتور فرحان سيف اول طبيب في ميسان،واستاذ اللغة والترجمة عبد الواحد محمد، ،والفنان التشكيلي فيصل لعيبي، والخطاط قاسم رسن،ومن المطربين عبد الواحد جمعة وفرج وهاب، ومن الرياضيين ثعلب الكرة العراقية فلاح حسن المولود في القلعة العام 1952.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced