العلامة الدكتور مصطفى جواد
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 18-02-2010
 
   
يقول الدكتور عناد غزوان احد الاساتذة الكبار في اللغة العربية عن العلامة الدكتور مصطفى جواد في مقدمة كتاب الضائع في معجم الادباء

يقف مصطفى جواد علما بارزا من اعلام النهضة العربية في ثقافتنا وحضارتنا وفكرنا وتاريخنا الانساني فقد كان رحمة اللة عاشقا طبيعيا للحقيقة مخلصا لها تلك الحقيقة هي حبة العميق للغة العربية لغة الحضارة والفكر الانساني

كان موسوعة معارف في النحو والحفظ والبلدان والاثار والتاريخ

اعانة على ذلك حافظة قوية وذاكرة حادة ومتابعة دائمة حتى غدا في ذلك مرجعا للساءلين والمستقين

فنهض بما لا ينهض بة اولوا القوة فكان امة كاملة في رجل وعالما في عالم ومدرسة متكاملة قائمة بنفسها وخدم اللغة العربية كما لم يخدمها احد غيرة

وقضى عمرة في كتابة قواعدها الصحيحة وكتابة التاريخ العراقي والعربي حيث الف كتب ومصادر مهمة وموثوقة يستند عليها الباحثون والكتاب وذوي الفكرفكان عالما عبقريا ولغويا وكاتبا وشاعرا ومؤرخا عظيما رفع رؤوس العراقيون عاليا بين العرب والعالم

 

عرف العراقيون الذين عاصروا هذا العلامة من خلال برنامجة الاذاعي المشهور

قل ولا تقل ذلك البرنامج الاذاعي الشيق الذي كان يتابعة الصغار والكبار والذي من خلالة كان يبسط اللغة العربية للمستمع العام والخاص

وكذلك من خلال حضورة المستمر في الرنامج التلفزيوني  الندوة الثقافية الذي كان يقدمة الدكتور حسين امين وبعدة الاستاذ سالم الالوسي وقد اكسبة ذلك شهرة واسعة في الاوساط الشعبية

كتب الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين يرثي مصطفى جواد

 

يا حارس اللغة التي كادت على      صدا للهى ان لا يرن لها صدى

هبت عليها الحادثات فلم تدع        غصنا بعاصف حقدها يتاؤدا

عربي طبع لا يتعتع نطقة            حصرا على النبت الغريب تعودا

 

ولد مصطفى جواد عام 1904 من ابوين تركمانيين في محلة شعبية اسمها عقد القشل في الجانب الشرقي من بغداد

وتنقل في طفولتة بين بغداد وقضاء الخالص التابع الى محافظة ديالى

تعلم في الكتاتيب ومن بعد في المدارس قراءة القران وحافضا لة

درس في المدرسة الجعفرية ومدرسة باب الشيخ بعد دخول الانكليز الى العراق

دخل دار المعلمين الابتدائية عام 1921

وقد اهتم بموهبتة اثنين من الاساتذة هما طة الراوي حيث اهدى الية ديوان المتنبي لانة لاحظ انة يستطيع خلال ساعة ان يحفظ قصيدة طويلة ويرددها بصوت شعري سليم وباوزان مضبوطة

والاخر هو ساطع الحصري حيث اهداة قلما فضيا بعد ان لاحظ ان قابلياتة الفكرية تتجاوز عمرة بمراحل

 

وبعد تخرجة من دارالمعلمين عام 1924 عين معلما في مدرسة الناصرية ثم البصرة وبعدها في مدرسة الكاظمية في بغداد

 

بعدها سافر الى فرنسا لاكمال دراستة العليا هناك في جامعة السوربون وحصل على شهادة الماجستير

واستمر في الدراسة للحصول على شهادة الدكتوراة الا انة اضطر للعودة الى العراق قبل ان يناقش اطروحتة بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية

وعند عودتة عين مديرا للتحرير في وزارة المعارف وبعدها عين مدرسا في المدرسة المامونية في بغداد ومن ثم في المتوسطة الشرقية

 

وتعرف اثناء ذلك على العلامة الاب انستاس الكرملي عالم اللغة العربية فلازمه وكتب في مجلته لغة العرب

 

بعدها عاد الى باريس وحصل على شهادة الدكتوراة

 

وعند عودتة عمل مدرسا في دار المعلمين العالية كلية التربية حاليا

عام 1962 انتدب للتدريس في معهد الدراسات الاسلامية العليا وعين عميدا للمعهد المذكور

 

وبالرغم من اشتداد مرض القلب الذي ضل يعاني منة الى اخر حياتة واصل النشر والكتابة والبحث

توفي في السابع عشر من شهر كانون الثاني عام 1969

تاركا خلفة كنزا ثمينا من اثارة ومؤلفاتة المختلفة في شتى الميادين وبلغت بمجموعها 6 4 اثرا نصفها مطبوع والنصف الاخر لا زال مخطوطا

 

من مؤلفاتة

الحوادث الجامعة وهو من اول كتبة التي طبعت عام 1932

دليل خارطة بغداد المفصل بالمشاركة مع الدكتور احمد سوسة عام 1958

الضائع في معجم الادباء

الشعور المنسجم

المستدرك على المعجمات العربية

رسائل في النحو واللغة

 

ان مصطفى جواد بالاضافة الى كونة عالما من علماء اللغة فانة كاني يتصف بحبة للنكتة والطريفة

ومن طريف ما يذكر عنة في هذا المجال 

في يوما ما كان في طريقة الى الجامعة لتادية عملة وكان مذياع سيارة الاجرة التي كان يستقلها قد بدا باذاعة حلقة من برنامج قل ولا تقل فانزعج السائق الذي كان يجهل شخصية مصطفى جواد واغلق المذياع بانفعال قائلا بلهجة بغدادية

اسكت تنكة

فرد علية مصطفى جواد مباشرة

قل صفيحة ولا تقل تنكة

 

وفي مرة اخطر من قبل وزارة المعارف بكتاب رسمي يدعوة بضرورة عدم نشر مقالات في الصحف استنادا للقوانين التي لا تجيز للموظف المشاركة في الامور العامة للنشر والاعلام

فما كان منة الا ان يقوم بتصحيح الاخطاء اللغوية في الكتاب الرسمي بالقلم الاحمر واعادتة الى الوزارة داعيا ان تقوم بتقويم كتبها الرسمية قبل ان تقوم بتقويم الاخرين

 

وفي مرة قال لعبد الكريم قاسم

ارجو ايها الزعيم ان لا تقول الجمهورية بفتح الجيم بل بضم الجيم

وتقبل الزعيم النصيحة لكنة سال عن السبب فقال لة مصطفى جواد

لان الماثور في كتب اللغة هو الجمهور بضم الجيم لان الاسم اذا كان على هذة الصيغة وجب ان يكون الحرف الاول مضموما لان وزنة الصرفي هو فعلول كعصفور

 

لقد كان مصطفى جواد يملك ذاكرة قلما ملك مثلها الاخرين ومرة كنت اشاهد البرنامج التلفزيوني الندوة الثقافية الذي كان يعرض في تلفزيون بغداد في الستينات من القرن الماضي والذي كان يقدمة الدكتور حسين امين وكان يستضيف حينها الدكتور مصطفى جواد

وسال احد الجالسين مصطفى جواد ان يحدثة عن الخليفة الرابع عشر من خلفاء الدولة العباسية

وقد فطن مصطفى جواد الى ان السائل يحاول ان يمتحنة فما كان منه الا ان يبدا بتعداد خلفاء الدولة العباسية بالتعاقب ذاكرا سنة ولادة وموت كل منهم واهم اعمالهم وبلغ عددهم 37 خليفة

وقال بعد ذلك قال للسائل

ايكفي هذا جوابا لسؤالك

 

ان من اروع ما اتصف بة هذا العالم الجليل هو عشقة للغة العربية والتاريخ والتراث

وفي مرة كان يرقد في الستشفى اثر نوبة قلبية وكانت انبوبة الاوكسجين في انفة وهو في هذا الوضع كان يصحح في احدى رسائل الدكتوراة وكانت زوجتة تعترض على ذلك حرصا علية

الا انة كان يجيبها

بهذا نعيش مؤشرا الى اوراق الرسالة

لقد كان بحق ولا يزال نجما ساطعا في سماء الثقافة العربية يندر ان ياتي التاريخ بامثالة

 


 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced