المدينة ... وحكاية الجراد الأسود
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 08-07-2010
 
   
حسين عبد الرؤوف الخليل
صباح الخير سيّدتي ...
وأدعية لفيروز
بها ابتسمت صباحاتي
صباح الورد والليمون
وأشواقي التي خفقت
كنورسة
سعت رغم المسافات
إلى نبع فراتي
له قامت قياماتي
أسيدتي
أيا أنفاس شبعاد
ويا شمسا بذاكرة السماوات
أفيقي واسمعي شجني
وشكوى الجرح للجرح :
جراد اسود شره
تداعى يشرب الأنواء والأمطار
ويقضم ذلك التاريخ والأسفار
مغانينا ، مطارحنا ، مقاهينا
وما رفدته من أدب ومن فن
كأن لم تشمخ الشرفات
ولاقامت شناشيل
وأقواس من القزح العراقيّ
زخارفها ، وما فيها من الأسرار
أسائلها عن الأشياء والأسماء
أحالتني وفي عتب إلى الأنقاض
دوواين ، أحاديث وأخبار
دلال الهال صادرها
مناشير من الثوار
شباب كان كالبركان
فأين الوعي سيدتي ؟!
أطورد غبّ معركة ؟!
بسيف من بني عبس
وسيف من بني ذيبان
تلاقوا بعد مأدبة
على نهب الغوايات
ونهب سمائنا الزرقاء ...
جراد يحصد الضحكات
يسيفها ولم يبق
سوى ظل رمادي
جثا قدرا جليديا
عبوسا يشطب الألوان
مدينتنا ، بلا أفق ، بلا أطياف
ولازرع ولابستان
فهل صدقت نبوءات
من الفوال والكشاف ؟!
ويا  "عكد الهوى" خبّر
عن الماضين في صمت
وهل افلت حكايات؟!
بها عشق سماويّ
رسا وشما على الجدران
وحدّثنا عن القامات
حدّثنا عن الأقمار
هل رجعت لساحتها ؟
تحقق صبوة الأحلام ...
ويا " عكد الهوى " خبّر
عن الردات في عاشور
كيف تقاوم السلطان
تدعونا إلى غضب حديدي
وان لانرتدي الأحزان
ويا " عكد الهوى " خبّر
عن الزفات والفانوس والصلوات
عن " الكيف " الذي يصبو له السمّار
وعن سحر " الدرنكات "
وما تصبيه من أشياخ ...
أيا وتر الربابة عند باب الدار !!
ويا شدو الربابات
أما من عودة أخرى
أما عادت لنا الألعاب والحلوى
وضرب الصنّج والطبال في رمضان
صواني الاس في فرح وزغردة
تبارك ختمة القران
حديث الشاي في دعة
وإصغاء إلى الودع الذي يروي لنا الطالع
إلى ظرف المجانين
وحتى لهو مجنون
أحب إلي من لغو
يرجّعه جراد كلّه قئ
ومن ينسى " أبو ليره "
وسير قوافل الأفراح و" البقجات "
وقرع الطاس في عجل
ورشفات من " الدارسين "
ومن ينسى ثياب العيد ... ؟؟
من ينسى أغاني العيد عند الغيد ...
إذا ركبت على العربات
وأرخى سوطه الحوذيّ في حذر
وحلّق صوتها المحفور في الوجدان
" عيني سمر وين أتروح
أنت الكلب وأنت الروح "
سابقي يا وديعتنا
امني النفس بالاهزاج
عسى ولعلّ يا وطني
تعود لشمسك الأضواء
فمن صبح ربيعي
له طيف الفراشات
شراب الماء في القدّاح ...
هدايا خبز نوروز
وأطباق من الطّيب الجنوبيّ
هدايا " ألجوري " يعلو التوت
للجيران ...
فلا سنيّ ولا شيعي
بنو لبن عراقيّ
ونخلتهم عراقية
إلى عصر تمشت فيه في غنج
زرافات لها حسن خرافيّ
ونايات تتابعها ... على رفق
مع الآصال والشطان
إلى ليل نواسيّ
بأقداح وآهات لسيدة
تهادت تخلب الألباب
وأشعار وأوتار
ترافقنا إلى الأسحار
صباح الخير سيدتي
هنا سفن وأشرعة
وسفان يجر الحبل في نصب
ويندب حظّه العاثر ...
هنا المرساة والذكرى
كأني اسمع " الماطور "
حين يهم بالخيرات
يلقيها على الشاطئ
أرى تلك " الجليكات "
تراءت بين جرفين
أرى الأسراب من بجع حريريّ
تسابق عند ملهاة
وخطفا من سنونوة
فاسمع خفقة القلب
مساء الخير سيدتي
هنا انّات ناعور
تواسي انّة الفلاح
ووسوسة لساقية
تطارح همس عشاق
هنا صحب وخابية
شموع عند أمسية
يصافح ضوؤها الأقمار
والأعلام والحنّاء
تدعو الصاحب المرجو
وتنساب إلى المجهول ..
ألا نطقت مرابعنا ؟؟
وهل بعثت حمائمنا ؟؟
تبخّر باحة الدار
مع الصلوات والدعوات
تطرد عزمة الأشرار
حمائمنا وقبل زوارق الأحلام
تؤنسنا ، وتحكي قصة الزّير
وما يلقي أبو زيد الهلاليّ ..
تعالي ، يا تمائمنا
تعالي ... واحفظي وطني
مساء الخير سيدتي
مدينتنا : تعوّد أن ينوّمها
وقبل تناسل الغربان
فرات كله سهر
يبدّد وحشة الظلمات
يمطرنا ... من الأنفاس والقبلات
يقطع صوت قاطرة
تعالى ، آخر الليل
بانسام ، كماء الورد ، كالانسام
تهدهدنا ... وتحمل جرح صيّاد
تداوى في " الابوذية " :
مكلّف بالذوايب ربي عينه
نبل وسهام ترمي ربي عينه
عشب يا روض صدره ربعينه
عذب واللي يسكنه اضخين فيّه
فيا صفصافة القلب
التي آوت عصافيري
ويا تفاحة العمر
هيا واحات ميلادي
وميعادي ...
سأبقى انزف الأشعار والأشعار
عسى ولعلّ يا أماه
يغيب جرادك الأسود ...

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced