اهالي النجف ينتقدون كثرة المناسبات الدينية ويقولون انها تعطل الحياة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 28-07-2010
 
   
الجيران ـ ضرغام فاضل من النجف
بدأ اهالي النجف يعلون باصواتهم وينتقدون الشعائر الدينية التي صارت شبه مستمرة طيلة العام ، فما ان تنتهي زيارة او مولود امام حتى تحل موعد الثانية بايام قليلة فضلا عن مناسبة عاشوراء التي تستمر طقوسها لمدة شهرين متتالين .
ناهيك عن الاستهدافات المستمرة من قبل المسلحين للزوار وسقوط ضحايا بالمئات في كل مناسبة دينية . ويؤكد الاهالي من كبار السن ان هذه الشعائر حديثة حيث ظهرت بعد عام 2003 (الاجتياح الامريكي للعراق) وان ظاهرة المشي على الاقدام لزيارة كربلاء كانت مقتصرة بيوم اربعينية الامام الحسين فقط .
وتاتي هذه الاصوات الغاضبة تزامنا مع مناسبة زيارة النصف من شعبان التي انتهت مناسكها امس الاربعاء وسط حدوث تفجيرين الاول كان بتفجير مزدوج بسيارتين مفخختين في منطقة الحي الصناعي الواقعة جنوب كربلاء، وأدى بحسب مصادر أمنية وطبية إلى مقتل 26 شخصا على الأقل وجرحا نحو 70 آخرين.والثاني وفق مصدر في عمليات الفرات الأوسط، الثلاثاء، بأن ما لا يقل عن 36 شخصا من زورا كربلاء سقطوا بين قتيل وجريح بقصف صاروخي تعرض له مركز مدينة كربلاء، فيما لفت إلى القوات الأمنية عثرت على صواريخ معدة للإطلاق كانت موجهة على الصحن الحسيني  تم تفكيكها.
الحياة معطلة
يقول استاد الحوزة العلمية ووكيل المرجع الديني اية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض السيد نصير البكاء ل) الجيران) "لدينا رواية لرسول الله محمد (ص) عندما كان يرى الرجل العامل يقبل يده ويقول هذه اليد يحبها الله ورسوله "، واضاف " ان رسول الله يريد ينبهنا الى مسالة العمل والاهتمام بها فاليوم نحن طيلة السنه مشغولين بالزيارات وطقوس وفيات الائمة ومواليدهم "، مشيرا " لا يجوز تعطيل دوائر الدولة واغلاق المدارس والكليات واشغال الاجهزة الامنية بحجة الزيارة ".
وفي كل مناسبة دينية تعطل الحياة في المدن الجنوبية وخاصة في مدينتي النجف وكربلاء وتعلن الدوائر الحكومية عن عطلة رسمية تستمر من بدء المناسبة لحين انتهائها مما يلحق الضرر بالكثير من المواطنين وخاصة الذين لديهم مراجعات للدوائر الحكومية .
ويقول الحاج جميل محسن (63عام ) ل(الجيران)"انا لدي معاملة في احدى الدوائر في كل اسبوع تعطل الدائرة لايام بسبب مناسبة دينية ".واضاف " ل مثل السنوات السبعة الاخيرة صارت الناسبات الدينية اكثر من ايام السنة "، مشيرا "هذه الامور غريبة على مجتمعنا وانما يعمل عليها اجندات خاصة لتعطيل الحياة العملية في البلاد ".
تعطيل الدور التشريعي للبرلمان
واكد عضو البرلمان العراقي عن الائتلاف العراقي محمد اسماعيل الخزعلي الى ان "كثرة العطل أدت إلى إضعاف الدور الرقابي والتشريعي للمجلس ومواكبة التطورات السياسية واثر كثيراً على قضية تقديم الخدمات للبلد "،.وتابع ان " مجلس النواب في المرحلة المقبلة ينبغي ان يستنفر كل الجهود والطاقات وان يكون العمل أشبهربمرحلة الطوارئ للرقابة والتشريع ، وكان من المفروض ان يستمر عمل ودوام البرلمان بصورة مستمرة ودائمة كي نتمكن كأعضاء برلمان من أداء مهامنا فيتشريع القوانين المهمة" .وزاد ان "كثرة العطل لمجلس النواب أمر مرفوضوكان المفروض ان يكون دوام المجلس بعد العيد مباشرة لا ان تستمر العطلةالى يم 29 من الشهر الحالي أي بعد العيد بأيام " .وأشار الى انه "ربماتكون هناك غايات وأسباب لهيئة رئاسة البرلمان غير واضحة وغير مقبولةللسماح بتلك العطل"، مشيراً الى ان" البرلمان أمامه الكثير من المشاريعلاالتي يجب ان تقرأ قراءة أولى وثانية، البعض يجب التصويت عليها ، وان تعطيل البرلمان قتل لدور مجلس النواب وتسويف لعمله ".
ويقول مدير القسم السياسي في جامعة الصادق الدكتور علاء داخل ل(الجيران)ان " جملة الأعياد الشيعية يشغل من اهتمامات الأجهزة الأمنية العراقية ما يعادل ثلث أيام السنة، وهو أمر ملفت"، واضاف "كان بعض الليبراليين الشيعة يتوقع أن تقوم الحوزة الدينية في النجف بالتعليق على الحوادث الدامية التي تتخلف دائماً بعد أي زيارة مليونية للأضرحة المقدسة. وان تقوم المرجعية الشيعية بالدعوة إلى تأجيل الزيارات، أو القيام بها بشكل رمزي داخل المناطق السكنية، وعدم التوجه إلى الأضرحة، خصوصاً وان هذه الزيارات هي من "المستحبات" وليست واجبات دينية لازمة كالصوم أو الصلاة أو الحج."
وتابع "لكن الحوزة لم تصدر تعليقات واضحة بهذا الصدد، ويبدو أن لا أحد من القيادات الدينية والحزبية يريد أن يحد من هذه الزيارات التي تقوم في الغالب بتعطيل عمل الدوائر الحكومية والجامعات والمدارس والمصارف، وحتى النشاطات الاقتصادية الحرة، وأعمال الأجور اليومية، وأعمال البيع والشراء في الأسواق". ولفت "على العكس فأن اغلب الأحزاب الشيعية العاملة في الساحة تسعى دائماً لاستثمار هذه المناسبات الشعبية لصالح كسب تأييد أكبر لأجنداتها السياسية. وغدا من المألوف أن تصطبغ هذه الشعائر الدينية البحتة بعناوين سياسية محددة. خصوصاً مع السرادق (الخيام) وخدمات تقديم الماء والطعام المقامة على الطريق إلى الأضرحة المقدسة، حيث ترى فوق الخيام لافتات تعبر عن الجهة السياسية الراعية لهذا العمل. وهذه الأحزاب تسعى لإدامة وتوسيع هذه المناسبات الحاشدة طمعاً في الوصول إلى اكبر عدد ممكن من المؤيدين المحتملين".
المناسبات توحد اللحمة العراقية
من جانب اخر يرى اخرون في المدينة ان كثرة المناسبات الدينية تلم الوحدة الوطنية ولها دلالات سياسية وترهب الاعداء .
ويؤكد مدير الهيئة الثقافية في مكتب الصدر بالنجف السيد فؤاد الفحام ان " المناسبات الدينية ليس فيها اي ضرر بل توحد الصف العراقي وترهب الاعداء "، وقال الفحام في تصريح خص به (الجيران)ان "توصيات السيد مقتدى الصدر تحث العراقين على المشاركة في المسيرات الدينية بولادات الائمة ووفياتهم "، واضاف " لان ملايين الجماهير عندما تسير نحو مرقد احد الائمة تشير الى قوة وصلابة المجتمع الشيعي "، مشيرا بالقول "نحن ببركات الائمة عائشين فيجب البقاء على هذه التقاليد وتشجيع الناس على دوام الاحتفالات بالمناسبات الدينية ".
وتسير الحاجة ام حسين (53 عام ) قادمة من مدينة البصرة مارة بالنجف متجهة الى كربلاء لتشارك في احتفالات الزيارة الشعبانية يوم الثلاثاء المقبل . وتقول ام حسين ل(الجيران)" في كل مناسبة اقطع مئات الكيلوات من الامتار مشيا على الاقدام لزيارة الامام الحسين او الامام علي ولا يهمنا الارهاب او التفجير "، مشيرتا " ستبقى مستمرة على هذه العادة حتى لو عجزت عن السير ستاتي زحفا". 
  انتقادات داخل الحوزة
واكد الشيخ معين الصفار ، الاستاذ في الحوزة العلمية في النجف، لـ (الجيران)ان "حوزة النجف تشهد هذه الايام بعض الحوارات والمناقشات بين اساتذتها حول المناسبات الدينية ما ادى الى تباين في الآراء وخروج تكتلات لرجال الدين يصفون انفسهم بالمعتدلين".
واضاف ان "بعض رجال الدين بدأوا يطالبون المراجع العليا بإصدار فتاوى تحدد ايام الزيارات ومواعيدها وكيفية الاحتفال بها".
وزاد: "اليوم صار المشي على الاقدام سنة يقوم بها الناس في كل زيارة وهذا لم يكن مألوفا من قبل الا في زيارة اربعينية الامام الحسين".
وقال عماد محي الدين عضو مجلس ادارة "مؤسسة اصوات للاعلام المستقل" ومستشار احد مراجع الدين في النجف ان "هناك بعض المغالاة في طريقة اداء الطقوس الدينية فالشيعة حُرموا على امتداد 35 عاما من اداء الطقوس الدينية وكان من يؤدي هذه الشعائر يعرض نفسه للقتل والبطش من السلطة الحاكمة".
واضاف: "ان الطقوس الدينية، والمشي على الاقدام لزيارة الامام الحسين، كانت محصورة فقط في ايام عاشوراء لكن اليوم اخذت هذه الطقوس بالاتساع فأصبح المشي مقترناً بكل مناسبة دينية".
وزاد: "لدينا 12 اماما معصوما صارت ايام مولدهم ووفاتهم واربعينياتهم مدعاة لتنظيم مناسبات دينية كبيرة تتخللها ظاهرة المشي على الاقدام من مسافات بعيدة".
وكان الشيعة العراقيون في زمن النظام السابق محرومين من الاحتفال بأي من هذه الأعياد، وكانت تتم ملاحقة من يحتفل بها ويعاقب. والأمر اختلف بعد سقوط هذا النظام، حيث بعثت الحياة من جديد بالكثير من الطقوس والشعائر المرتبطة بالأعياد الشيعية. وكانت طقوس السير إلى الأضرحة المقدسة واحتفالات عاشوراء امراً ملفتاً ومثيراً للانتباه، بشأن النظر إلى أوضاع العراق الجديد

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced