اطفال العراق بين ويلات الحروب واهمال الحكومة
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 03-08-2010
 
   
الجيران
خلفت الحروب والاحداث التي مرت بالعراق اكثر من مليون ونصف من الاطفال الايتام والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة لا سيما حربي الخليج الاولى والثانية واحداث ما بعد عام 2003 عند اجتياح القوات الامريكية والمتحالفين معها العراق.
قصص كثيرة لاطفال فقدوا ذويهم واخرون فقدوا اعضائهم بسبب الاشعاعات والمخلفات الحربية والانفجارات, واخرون مشردون ومتسولون.
أمل بلا أمل
ضحايا الاطفال في العراق كثيرة منهم من يعاني شظف العيش ومنهم من ينتظر يد السماء لتتلقفه, من بين هؤلاء الطفلة امل ذات الستة عشر ربيعا والتي فقدت بصرها وكفها الايمن وعوق الكف الايسر في حادث انفجار قنبلة قرب منزلها.
عائلة امل التي تتكون من ستة ابناء اضافة الى والديها كانت تسكن في منطقة ابو غريب عندما دخلت الترسانة العسكرية الامريكية الى العراق , هجرت العائلة الى محافظة واسط بعد ان تفاقمت عمليات القتل والتهجير الطائفي في العراق مطلع العام 2006 , سكنت امل وعائلتها في غرفة تقع على كف مبزل لتصريف المياه الزراعية في مدينة العزيزية التابعة لمحافظة واسط, وهي تعاني من الحصول على كل شيء حتى مياه الشرب النظيفة, التقيتها بعد رحلة من البحث سألتها كيف حصل لك ما انت عليه الان اجابت بكلمات تنم عن الحسرة والالم "كان عمري تسعة اعوام وكنت اعبث في ارض جرداء قرب دارنا في منطقة ابو غريب فانفجرت علي قنبلة لا اعرف كيف وصلت الى هذا المكان فاخذني والدي الى الاطباء وبقي يراجع بي الى ان جاء يوم الاول من ايلول عام 2007 حيث قتل والدي على طريق محمد القاسم برصاص احدى الشركات الامنية الاجنبية التي تجوب العاصمة بغداد .
رحل والد امل وترك ستة اطفال سابعهم كان في بطن امه , بعد مقتل رب الاسرة تقول امل "ان اغلى امنياتي ان اعود الى المدرسة" وهي تحتاج الى علاج غير متوفر في المؤسسات الصحية العراقية لان بصرها يحتاج الى تداخل جراحي خارج العراق لعدم توفر الامكانيات , والدة امل تقول" ان احد الاطباء اكد لها امكانية علاجها وعودت بصرها لكنها تتسائل من الذي يتكفل بالمراجعة والعلاج بعد ان فقدت زوجي ولا معيل لي الان".
حيدر نصف وجه
قصص وروايات اخرى منها قصة الطفل حيدر الذي يسكن مع عائلته في المدينة والذي يعاني من تشوه انسجة الوجه الولادية والعين اليمنى مع اجزاء مفقودة من عظام الجمجمة ويحتاج ايضا الى تداخل جراحي خارج العراق حسب ما اكده تقرير للطبيب المشرف على علاجه , يقول حيدر اني مواظب على دوامي في المدرسة وزملائي تعودو ان يروني بهذا المنظر لانهم يشاهدوني هكذا كل يوم وامنية حيدر عملية تجميلية وتقويمية ليصبح انسان يمارس حياته الطبيعية وليس هذا بالشيء الصعب على الحكومة او وزارة الصحة او الجهات الانسانية , حالات كثيرة ومريرة لاطفال بعمر الزهور منهم من مات ومنهم من ينتظر ولا مسؤول رسمي يعلم بحالهم ,هنالك حالات فردية تقوم بتكفلها الحكومة العراقية بعد عرضها من خلال شاشات التلفزة ووسائل الاعلام الاخرى ولكن من لم يحظى بعرضه على الملأ فلن يحصل على نصيب من ذلك.
الحكومة غائبة
الحكومة ووزاراتها ذات العلاقة لم تقدم شيئا ملموسا الى الاطفال فهنالك من يحتاج الى رعاية نفسية ودعم معنوي لبنائه بناء صحيحا وجعله نواة لشباب المستقبل فالكل يشكي والكل يسأل ولكن ليس هنالك من مجيب
وزارة الصحة وعلى لسان مستشارها الدكتور صلاح شبر الذي اوضح موقف الوزارة من هكذا حالات راميا المشكلة برمتها بالحاجة الى الدراسات بهذا الشأن حيث قال "اذا كانت هنالك مشكلة حول هذه الحالة اوغيرها يجب ان تكون هناك دراسة من الاسفل الى الاعلى لتكون الوزارة على اطلاع على مثل هذه الحالات".
مضيفا "ان الوزارة باعتبارها المسؤول الاول عن هذه الحالات فانها تبحث عن مكامن الخلل لكي تعالجه ولا نستطيع ان نحمل الحكومة المركزية مسؤولية ذلك وانه ليس هنالك تقييم واضح لتحمل المسؤوليات من جميع الجهات" وفي رده على شكاوى بعض المواطنين على اعمال اللجان الطبية التي تقع على عاتقها فحص وارسال المرضى الذي يستحقون العلاج خارج البلاد بان طلبات تلك اللجان غير مبررة قال شبر "لا اريد ان اتنصل عن المسؤولية لكن التركة التي استلمناها لا تدعنا ان نقوم بالمسؤولية التي تقع على عاتقنا مطالبا بتعاون المواطن في ايصال صوته الى المسؤول لكي يتخذ الاجراء المناسب".
وزارة العمل مسؤولية ضائعة بين الأدارات
اما هيئة رعاية الطفولة التابعة لوزارة العمل فقد اكدت مديرة مكتبها الدكتورة كوثر ابراهيم "ان الهيئة تتألف من ممثلين من اثنى عشر وزارة ورئيسها وزير العمل والشؤون الاجتماعية وكل وزارة تأخذ على عاتقها ما يهمهم ضمن الاختصاص وكان منهاج وزارتنا يقوم على اساس رعاية الايتام والمتسربين وذوي الاحتياجات الخاصة من الاطفال" فيما القت الدكتورة ابراهيم بمسؤولية معالجة الاطفال الذين يحتاجون الى علاج من هكذا نوع على وزارة الصحة موضحة "انها تتحمل مسؤوليتها امام هكذا حالات" مشيرة الى ان الهيئة مرتبطة مباشرة برئاسة الوزراء الا انها تفتقر الى التخصيص المالي" وعن التقصي عن الحالات الانسانية للاطفال ودور الهيئة في ذلك قالت ابراهيم "انه في السابق كان لدى الوزارة فريق من الباحثين الذين يرفعون تقارير مفصلة عن تلك الحالات لكن بعد تدهور الاوضاع الامنية بعد عام 2003 اقتصرت تلك الحالات على ايصال المعلومات الى مركز الوزارة عن طريق من يستطع ايصالها الينا فقط".
بعدها كان لقائنا الاخير بالنائبة بروين صالح مولود عضو لجنة المرأة والاسرة والطفولة في مجلس النواب السابق التي اتهمت هيئة رعاية الطفولة في وزارة العمل " بانهاغير مفعلة وليس فيها من الكفاءات التي تحقق اهدافها "
وافادت مولود انه " عندما تقدم اللجنة شكوى او موضوع معين الى رئيس الوزراء فانه يرد بعدم وصول مثل هذه الشكاوى والمطاليب اليه" متسائلة "عمن يتحمل مسؤولية وصول هذه المواضيع الى صناع القرار في العراق"
وبعد ما تعرفنا على حالات الاطفال التي مرت في هذه القصة والتراشقات بين الجميع حول مسؤولية هؤلاء الرياحين نتسائل متى ستأخذ الطفولة حقها وتنتهي معاناتهم؟ هذا ما استطعنا ان نصل اليه وهنالك حالات ينطبق عليها المثل العراقي الذي يقول (ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم).

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced