تلك هي حبيبتي
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 06-08-2010
 
   
مزهر بن مدلول
الحكاية بسيطة جدا، معركة غير متكافئة وبكافة الاسلحة والحرائق..
الزمان، اللحظة الفاصلة بين بداية الحرب الفعلية، وطمأنينة النفس، لحظة هاربة لايمكن الأمساك بها..
أما المكان، بقعة بين ضفتين للموت، تحولتْ الى كائن خرافي، فتشتُّ عنه في أوهام الخرائط ولم أعثر عليه..
الحصيلة النهائية لهذه القصة الجبلية، دماء كثيرة، سرعان ماتسربتْ الى بطون الكتب المقدسة، فكانت اللعنة الرابضة هناك..
ولكن قبل المعركة بقليل، والغروب، بدا بزيٍ كهنوتي يُغالب حتفه، كنّا نتملى الأفق وهو يبعث باسراره البهية الملونة الى الارض..
مسترسلين في الخيال، نتسكع في دروبه، ونتساءل عن القدر اللعين الذي رمى بنا الى اطراف الهاوية والبلاهات..
قلوبنا تهطل مطرا، ومن عروقنا ينبع شوق للظلال الهادئة، لجبروت الماضي الذي مازالت اصداءه فاعلة فينا..
التخوم القصية تلمع في رؤوسنا، كلمعان سرّة امرأة مضيئة، كعصفور جميل يسكن بين طيات القلب، ذلك المنظر كان متطاولا وشديد الخصوصية..
دخلنا المنعطف المرعب، جثث متحركة تعوم في بحر خفي، يبتلعها الظلام العميم الذي إبتلع الوجود كله، فتولدتْ حاسات جديدة لم نألفها من قبل، حاسات ممغنطة مع أسلاك الطبيعة بشكل يثير الدهشة والفزع..
الوجوه تتقلص، والانفاس تُحتبس، والترانيم القديمة مازالت طرية خضراء، تتمدد في الذاكرة بأورستقراطية جميلة، فكانت مصدر التوازن، الذي يواجه ألم الكينونة الجديدة  وصدمة الوجود هذا..
علينا الآن أن نصغي لما يقوله الملائكة، وأول القول هو للملاك الفيلسوف نيتشة،الذي اخبرنا، بأنّ:
(الحقيقة وحدها، هي التي ظلتْ الى حد الساعة، خاضعة جوهريا للحظر)!..
إستوعبنا الدرس، حفظناهُ ورددناهُ في قصائدنا وأغانينا، حتى إستحال الى جرس دائم الرنين، وإن كان بايقاع صامت..
تحول كل منا الى إنسانين، إنسان الأحلام السرية المكتومة، وإنسان يطارد الخرافة ويقفز فوق الأزمنة..
هبتْ موجة نسيم، غمرتْ المكان بمزيج من الأنين والدفء، حزن غامض تسرب الى داخلي، إختلطتْ الأفكار والرغبات، حتى أصبح من المتعذر فرزها..
على اليمين من ضفتي الموت، كان هناك جبل من نحاس، أُستخدم في عصرغابر للبغاء المقدس، أهدتهُ عشتار الى الملك صاغور، فكتب على صخوره:
(امي كانت احدى كاهنات المعبد، ولم أعرف لي أبا، وضعتني في سلة وأحكمتْ غطاءها، ثم أسلمتني للنهر، الذي حملني، إلتقطني آكي، ناظر ماء القرابين وتبناني، رباني حتى شببت، فصرت أعني ببستانه، هناك رأتني عشتار، فأحبتني وجعلتني ملكاً)..
وفي جهة اليسار حيث تتناثر الدماء، كانت هناك بين الأشنة (سوسنة)، جدائلها لاتتوقف عن الرقص، تلك هي حبيبتي!..

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced