انتشار ظاهرة زواج العراقيات من الجنسيات الأخرى في دمشق
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 13-10-2010
 
   
دمشق(آكانيوز)
انتشرتْ ظاهرةُ زواج العراقيات من الجنسيات الأخرى منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت أكثر حالات الزواج تحدث داخل العراق وتحديداً من الكويتيين الذين يزورون العراق أو ممن لديهم أقاربٌ في المدن الحدودية بين البلدين.

وتعاظمت هذه الظاهرة عند توافد المصريين إلى العراق للعمل، إذ بلغ عددهم ما يقارب الخمسة ملايين مصري في عقد الثمانينيات، وكان زواجهم لأغراض عديدة منها الحصول على الإقامة والعمل.

إلا إن ما حدث في أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي بعد غزو الكويت وفرض الحصار الاقتصادي على العراق والذي تسبب في هجرة العراقيين من طالبي اللجوء السياسي والإنساني، وبحسب بعض الإحصاءات بلغ عددهم ما يقارب الخمسة ملايين عراقي، من كلا الجنسين، وهؤلاء أكثرهم ممن تَسنى لهم الإقامة في الدول الأوربية وأمريكا واستراليا.

وبعد العام (2003) تزايدت نسبة الهجرة إلى دول الجوار بسبب أحداث العنف والتهجير القسري، وانتشرت ظاهرة زواج العراقيات من الجنسيات الأخرى بصورة واضحة وملموسة بين المهاجرين المقيمين في دول الجوار (سورية والأردن ولبنان ومصر ودول الخليج).

ومن حالات الزواج الفاشلة التي توصلنا إليها بيسر ما صرحت به السيدة نادية نجم (21 عاماً) لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) التي طلِّقت بعد زواجها بأشهر،  قائلة "بعد أن أقمنا في دمشق بمنطقة السيدة زينب قادمين من العراق مهجرين سنة 2004 بدأت الأمور العائلية تَسوء والأموال التي كانت مع أبي تنفذ يوماً بعد آخر، وكانت محاولات أبي وأخوتي لإيجاد عمل في سورية باءت بالفشل، فأصبحنا نعاني من حالة ضيق مادي شديدة، وأصبح أبي يشرب الخمر يومياً، وامتلأت حياتنا بالشجارات".

وأضافت "وفي يوم ما جاء أبي ليخبرني أنه وجد لي زوجاً ثرياً تعرف عليه عن طريق تاجر سيارات عراقي اجتمع به في سهرة ليلية أقامها هذا التاجر ودعي إليها، وأخبرهُ التاجر عن سعيهِ للبحث عن زوجة عراقية لشريكه الكوري الجنسية، فما كان من أبي إلا أن عرض علية تزويجي منه، في أول الأمر صُدمتْ ورفضت، وغضبَ أبي كثيراً، وبعدها كان يتحدث معي بهدوء حول زواجي من الكوري وكيف سأكون سعيدة معه لأنه ثري ومقيم في دمشق لديه شركة تحوز وكالات السيارات الكورية في سورية، وأقنعني أن زواجي بهذا الرجل سوف يغيّر حياة الأسرة كلها، وفي غضون أيام تم زواجي منه في حفل كبير، بعد أن أشهر إسلامه في المحكمة لأنه كان مسيحيا، لكن المشكلة جاءت بعد الزواج لأكتشف أن زوجي عنين".

وصرح السيد نجم هاشم لـ (آكانيوز)عن قصة زواج ابنته (نادية) حيث قال "أنا لم أرغمها وكيف لي أن أعلم أن هذا الرجل (عنين) بعد أشهر عادت نادية إلى البيت وتريد الطلاق من زوجها ولم تخبرني السبب، إلا بعد أن تَحَدَّثَتْ معها إحدى قريباتنا، لأن أمها ميتةـ فأخبرتها أنها لم تزل باكراً على الرغم من مرور خمسة أشهر على زواجها"، مضيفا "أردت تزويجها منه حتى تعيش حياة لا يشوبها العوز والفقر، أردت لها السعادة".

أما القصة الثانية فقد روتها السيدة ريم أسعد تقيم في سورية تبلغ من العمر 18 عاماً، قالت لـ (آكانيوز) "تَقَّدمَ إليَّ شخص اسمه حيدر العمري سعودي الجنسية عن طريق أقارب له يقيمون في دمشق وهو من عائلة معروفة بثرائها وتدينها، فهم من الشيعة الذين يسكنون في المدينة المنورة، ووافق أبي ولم تمانع أمي على الرغم من أنني سأذهب معه إلى السعودية وأكون بعيدة عنهم ولا أراهم إلا مرة في السنة".

وأضافت "في فترة الخطوبة كان حيدر في غاية اللطف معي، واشترط أبي عليه أن لا نتزوج إلا بعد أن يجلب ورقة السماح بالدخول إلى السعودية، سافر حيدر وكنت قد عَقدتُ قراني عليه في دمشق، ومضى عام حتى تمكن حيدر من جلب إذن الدخول، فأقمنا عرسنا في سورية وسافرنا بعدها إلى السعودية".

وأشارت "اكتشفتُ بعد الزواج أنّه مريض بداء السكري منذ صغرهِ ويتعاطى حقن الأنسولين ولم يخبرني أيام الخطوبة، وكذلك فإنني اكتشفت أنه هو الذي من عائلة ثرية كان بخيلاً جداً ويشتهر ببخلهِ بين أقاربه، كما وأن العيش مع المجتمع السعودي بتشدده الديني سبب إلي كآبة وضيقاً، ومع أني من عائلة متدينة أيضاً، إلا أن النساء في العراق لا يغطين وجوههن في الطريق وإن كنَّ مُحجبات، أما في السعودية فكان عليَّ أن أتعود هذا الزي الخانق، ومع هذا فأنا أحمد الله على أن حيدر رجل طيب ويحبني وكما نقول: " كل شيء بالقسمة".

وأوضح السيد حيدر العمري زوج ريم لـ (آكانيوز) "أنا كنتُ أريد أن أتزوج من عراقية لأنّ عَمّي تزوج بعراقية وكان زواجه ناجحاً وسعيداً، ولأننا في السعودية نرغب في المرأة العراقية والسورية لجمالهن وطيبتهن".

وعن عدم إخبار زوجته عن مرضه بالسكري قبل الزواج بين "الأمر لا يعنيها فهذا شيء يخصني وهو ليس مرضاً وراثيا أو معدياً حتى أكون ملزماً بإخبارها، أنا أحبها وأحترمها كثيراً ولو لم أكن متعلماً لما سمحتُ لها بالحديث معكم، لكن في مجتمعي الأمر ليس لي، علينا أن نتعامل بالأعراف والتقاليد وإلا فالمواجهة صعبة جداً، وهذا شيء أخبرتها به قبل الزواج وأهلها يعلمون بذلك".

وتحدث رجل الدين الشيخ علي العكيلي "الزواج يجب أن يكون بموافقة تامة من الطرفين، ولا يجوز للخطيبين إخفاء عيوبهم وأمراضهم الجسدية عن الأخر"، مضيفا "الزواج من الجنسيات الأخرى أمر طبيعي والإسلام لا يمنع هذا، كما إن الأمر يبدو مقبولاً مع زيادة الاتصال الثقافي بين المجتمعات خلال العقود الأخيرة، وقول الرسول (ص): اذاجاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه. دليل دين الزوج وأخلاقه هي الأهم وليس جنسيته".

وصرح السيد وسام الأسدي نائب رئيس منظمة رعاية شؤون المهجرين والمغتربين لـ (آكانيوز) المقيم في دمشق قائلاً "من خلال عملي في شؤون المهجرين والمهاجرين منذ عقود عالجنا حالات كثيرة لنساء تضررنَّ من الزواج بالعرب، فاختلاف نشأة الزوجين تسبب  في خلافات دائمة بينهما، وكذلك فإن سفر المرأة مع زوجها إلى بلده يكون لدى الزوج شعور بالهيمنة القاسية نتيجة بعدها عن أهلها".

يذكر أن سورية تقدر عدد اللاجئين العراقيين على أراضيها بمليون ونصف مليون لاجيء، فيما يبلغ العدد المسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى الأول من كانون الأول/ديسمبر 2009، 218 الفا و363 شخصاً.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced