في زيارة لفرع الرابطة في النهروان التقت الزميلات عدد من النساء في تلك المنطقة البعيدة النائية جغرافيا ومدنيا ، هي بعيدة كل البعد عن التقدم والتطور.
يكون بداية حديثنا نحن الرابطيات عن تاريخ الرابطة وأهدافها وما تطالب به لخدمة المرأة العراقية والطفل ، اللقاء مع النساء في مثل هذه المناطق له طعم خاص فسرعان ما تبدأ إحداهن الحديث عن معاناتها ومشكلتها حتى تكمل الثانية ما لديها. من خلال الحديث لاحظت إن هناك معاناة مشتركة للجميع وهي الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أبناء المنطقة من جراء تفشي البطالة.
الأطفال حضرن مع أمهاتهم للقاءنا وكانت الفرحة في وجوههم كبيرة لاستلام الهدايا التي جلبت لهم وتم توزيعها على الأطفال.
اكتب عن بعض ما قالته النساء:
- فقدت زوجها منذ عام 2007 ولها طفلة واحدة ، لم تعثر على جثته أو أي اثر له وبعد تبليغ المركز باختفاء الزوج علمت انه عليها الانتظار أربع سنوات وفي حالة عدم العثور عليه يمكنها المطالبة للحصول على حقوق زوجها أو تزويدها بشهادة وفاة ( عليها التحمل مع ابنتها أربع سنوات بدون صرفيات أو مرض أو ما تحتاجه مع ابنتها وهذه هي أفضل طريقة لمساعدة الأرامل )
- شقيقتها تزوجت قبل فترة ليست بالقليلة عند السيد (زواج خارج المحكمة) ورزقت بطفلين ، توفى زوجها قبل أن تحصل على عقد زواج رسمي ليمكنها من الحصول على هوية الأحوال المدنية ، مشكلة كبيرة تواجه مستقبل أطفالها في قبولهم في المدرسة وبعد جهد كبير تمكنت من تسجيل أطفالها في المدرسة لحين وصولهم الامتحانات الوزارية سيمنعون من أداء الامتحانات ما لم يحصلوا عليها.
- تزوجت وعمرها 18 عام وعلمت بعد زواجها انه مصاب بمرض نفسي وأصبح العيش معه صعب جدا وانفصلت عنه بعد تنازلها عن كافة حقوقها علما إنها رزقت بطفل وتعيش في بيت والدها دون أي مصدر آخر.
- هجرها زوجها منذ فترة طويلة ولديها ثلاثة أولاد اضطرت لتشغيلهم في معمل الطابوق لأنها حرمت من حقوقها هي وأطفالها بالإضافة إلى إن الأولاد حرموا من المدارس.
- الطبيبة تحضر للمنطقة كل يوم خميس وبناية المركز الصحي ومحتوياته لا تفي بالغرض ، عدم وجود الطبيبة بشكل دائمي يجبرنا على الذهاب إلى مناطق بعيدة عن المنطقة وهذا يكلفنا كثيرا ويؤثر على وضعنا الاقتصادي لان مراجعة الطبيب تساوي تقريبا اجور عمل ثلاثة أيام فالحل يكون عدم مراجعة الطبيب وتحمل الألم وإهمال صحتنا.
- زوجها يستلم راتب تقاعدي قدره (300 ) ألف دينار وقيمة بدل الإيجار شهريا ثلاثمائة دينار ، لا نعرف كيف ندبر عيشتنا ونحن عائلة كبيرة ولا مورد ثاني لدينا.
- نسبة الأمية عالية جدا فمن مجموع خمسة وعشرون امرأة ثلاثة منهن فقط يعرفن القراءة والكتابة واقترحنا عليهن فتح صف لمحو الأمية فرحبن بالفكرة كثيرا ولا مانع لديهن من فتح الصف في بيوتهن وقد وعدناهن بفتح الصف بعد توفير المستلزمات.
تحدثنا مع النساء كثيرا وسألتهن هل شاركتن في الانتخابات فأجبن : لقد شاركنا ولكن ما الفائدة فلن يحصل أي تغيير في حياتنا وقررنا عدم المشاركة مستقبلا ، قلت لهن إن المشاركة ضرورية لكن علينا ان نعرف كيف نختار وان لا نقع في نفس الخطأ السابق.
مرات القراءة: 4475 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
النهروان
