ليس جديدا إن تشارك النساء العراقيات في التظاهرات والحركات الاحتجاجية، كانت ولا زالت للنسوة العراقيات صولات تشهد لهن كـ ( فتاة الجسر ) التي أشعلت بدمائها انتفاضة كانون 1948 التي حولت المتظاهرين إلى شعلة غاضبة أسقطت الحكومة آنذاك ، وهي تجربة تاريخية رائدة لشعبنا ودورا شجاع حفرته المرأة العراقية في ذاكرة الناس و الوطن.
قبل أيام قليلة شهدت بغداد والمحافظات خروج عدد كبير من الشباب للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية ، قوبلت بالعنف والضرب والقتل بالرصاص الحي من أطراف شيمتها الغدر والخيانة، كان هدفها قمع التظاهرات وتشويه السلوك السلمي لشباب همهم العيش في وطن آمن، والإساءة من جانب أخر للأجهزة الأمنية التي تحاول إن تكون إلى جانب المواطن في انتفاضته المطالبة بإنهاء سياسات الفساد.
لم يخرج الشباب للتظاهر بسبب الجوع والفقر والحرمان وانعدام الخدمات والبطالة فقط بل من اجل إنهاء نظام المحاصصة والفساد ومحاسبة المقصرين وسراق المال العام، وهي تظاهرات تستحق ان يكون للنساء فيها دور فاعل ومؤثر يساهمن من خلاله برسم ملامح التغيير.
وسط الترقب والانتظار وصولا الى يوم ( 25 تشرين الأول 2019 ) نوجه الدعوة للنساء أولا ثم الطلبة والشباب وجميع القطاعات المهنية والثقافية والسياسية والنقابات والاتحاد ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية ، وغيرهم في كافة المدن العراقية ، للنزول الى الشارع والتظاهر بسلمية والاستعداد الكامل للحد من مظاهر الفوضى والتخريب التي قد يُحدثها بعض المندسين من أتباع الفاسدين والمتورطين في دمار البلد وتدهور الأوضاع فيه.
نحن في رابطة المرأة العراقية نؤكد على أهمية الالتزام باحترام حق المواطنين بالتظاهر وتوفير الحماية الكاملة والحقيقية للمتظاهرين، ونطالب البعثات الدولية ومكاتب الأمم المتحدة ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة العراقية لاحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير وتأمين حماية طرق التظاهر وساحات الاحتجاج، والابتعاد عن الأساليب القمعية والكف عن ملاحقة الناشطات والناشطين المتظاهرين أو المؤيدين للتظاهر وإطلاق سراح المعتقلين منهم والكشف عن المتورطين بجرائم قتل المتظاهرين ومحاسبتهم ، ان اختيار الأساليب العنفية لن يمنع المتظاهرين من سعيهم نحو التغيير وإصلاح الدولة وإسقاط منظومة الفساد والمحاصصة وإقامة دولة المؤسسات والمواطنة والعدالة الاجتماعية.
رابطة المرأة العراقية
21 تشرين الأول 2019