نحتفل ويحتفل العمال في الأول من أيار، عيد العمال العالمي ، هذا اليوم الذي يرمز ويجسد نضالات الحركة العمالية بسعيها المتواصل نحو تحسين ظروف حياة العمال وشروط عملهم وضمان حقوقهم وحماية كرامتهم عبر تكريس القيم والمضامين السامية للعمل ، هذا اليوم الذي اصبح يؤرخ تاريخا مجيدا للإنجازات العظيمة التي حققها العمال عبر مسيرتهم النضالية الطويلة المليئة بالتحديات ومن خلال بناء جسور ومرتكزات التضامن الدولي والذي حول قضايا العمل والعمال أينما وجدوا من قضايا محلية إلى محور اهتمام عالمي ينتقل صداه إلى كل بقاع الأرض.
وفي هذا العام يأتي الاحتفال بالأول من أيارفي العراق وكما في الأعوام الماضية في تفاقم الازمات والظروف الاقتصادية الصعبة وتحديات سياسية أثرت وتؤثر على كل مجالات حياتنا اليومية ، هذه الظروف فرضتها الحروب والتدخلات الخارجية والاحتلال وهدم للبنى التحتية وشل حركة التنمية الصناعية والزراعية .
نستقبل عيد العمال العالمي في وقت بلغت فيه نسبة البطالة أكثر من 40% من مجموع القوى العاملة ومعدلات الفقر تفوق نسبة 50 % من حجم السكان وكذلك انخفاض مستوى الأداء الاقتصادي وإغلاق الكثير من المعامل وانعدام فرص العمل الجديدة وتراجع في الحقوق والمكتسبات ، وكل هذه المعطيات والحقائق تخفي خلفها مآسي إنسانية صارخة تمثلت في أن تعيش ملايين الاسر العراقية بلا دخل يذكر وغير قادرة على تأمين لقمة العيش الكريم لأطفالها وإلى هجرة الكثير من الكفاءات الشابة خارج البلاد .
وفي ظل هذه التحديات تواصل الحركة العمالية العراقية في مساعيها المستمرة من أجل تهيئة المناخ المناسب لمواجهة آثار الفقر والبطالة غير أن التراكمات المؤسفة التي وقعت جعلت من المتعذر مواجهة هذه القضايا المعقدة وإمكانية إيجاد الحلول المناسبة لها أو مواجهة آثارها . وتبقى الجهود التي تبذلها حركتنا العمالية وبالمشاركة مع المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لتسهم في فتح آفاقا واسعة وآمالا كبيرة للخروج من المأزق التي يعيشه عمالنا وشعبنا ، هذه الآمال تمكننا من الدفاع عن حقوقنا الانسانية وتجسيد مفاهيم ومبادئ بناء دولة المؤسسات والقانون . فان حركتنا العمالية قد عملت بدأب على نسج علاقات دولية متميزة وخلق تضامن مع قضايا الجماهير والعمال وبناء علاقات مع المنظمات العالمية والاتحادات الدولية.
ان هذا اليوم الاممي يدفعنا بعزم وتصميم مرارا للتصدي ومواجهة كافة التحديات المؤثرة بواقع وحياة عمالنا وضرورة توفير حياه حرة وكريمة لهم وتأكيد مبادئ العمل اللائق من خلال إصرارنا على ضرورة تطبيق وسن التشريعات الخاصة بحماية العمال وتوفير الحماية الاجتماعية لهم ومشاركة المرأة في العمل النقابي الواسع . ومن هذا المنطلق فأننا ندعو البرلمان والهيئات المعنية إلى ضرورة تشريع قانون عمل جديد يتناسب مع حجم نضالات وتضحيات عمالنا في كافة المواقع ويحترم المبادئ الأساسية لمعايير العمل الدولية التي تضمنتها الاتفاقيتين 87 و 98 كأساس لحماية حريات هذا التنظيم وتمكينه من العمل بالاستقلالية وديمقراطية . ان وجود حركة نقابية موحدة قادرة على مواجهة كل التحديات وكل ما خلفته الحروب والاحتلال من آثار سلبية مدمرة يتطلب وحدة الحركة النقابية والالتفاف حول الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق .
وبهذه المناسبة فأننا نحيي النضالات الجسورة والمثابرة لقطاعات العمل كافة (العام ،الخاص، المختلط) من اجل حق اقامة تنظيمهم النقابي ومنع التدخلات في الانتخابات العمالية التي يراد تزييفها . ونطالب بتشريعات عمالية تحمي حقوق العاملين وخاصة في مجال الضمان الاجتماعي وحقوق المرأة ومساواتها من اجل بناء عراقنا الجديد .. عراق الديمقراطية الحقيقية والمساهمة الفاعلة في بناء الأقتصاد الوطني ليعم الخير والرفاه عموم شعبنا العراقي .
عاشت الطبقة العاملة العراقية
عاش نضال المرأة العراقية
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة والشعب العراقي
رابطة المرأة العراقية
30 نيسان 2011
مرات القراءة: 2613 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
مجداً للأول من أيار (عيد العمال العالمي)..
