شاركت رابطتنا في الاحتفالية السبعينية لتأسيس الاتحاد النسائي السوداني  و قدمت الرابطة كلمة بالمناسبة  تضمنت تهنئة رابطتنا لزميلاتنا السودانيات على تأسيس اتحادهن وأشادت الكلمة بنضالات المرأة في اوطاننا العراق والسودان والوطن العربي. مثمنة التضحيات الغالية من اجل نيل حقوقهن الكاملة وغير المنقوصة. لقد كانت امسية احتفالية رائعة لاستذكار مآثر المرأة السودانية البطولية ونضالاتها المستمرة وتخللت الامسية اغاني نضالية بالحانٍ سودانيةٍ شجية من كورال الزميلات السودانيات مع الرقص السوداني التضامني. بالاضافة الى الكلمات والشعر النضالي والمساند لكفاح المرأة السودانية. وتم عرض فلم وثائقي عن معاناة النساء واطفالهن في معامل الطابوق في احد مخيمات دارفور.

وهذا نص الكلمة

زميلاتي العزيزات في الاتحاد النسائي السوداني اعزائي الحضور الكريم نقدم شكرنا واعتزازنا لاعطائنا شرف المشاركة باحتفالكم بذكرى السبعين لتاسيس اتحاد النساء السوداني والذي يتزامن مع تأسيس رابطة المرأة العراقية في سنة ١٩٥٢ وكذلك الاحتفال بيوم المرأة العالمي ليس غريبا على الجميع ماتعاني منه المرأة في السودان والعراق تونس سورية ومعظم نساء الوطن العربي لتشابه الاوضاع المأساوية في بلدان المنطقة لكون المهندس واحد الذي قام بزرع هذه الانظمة الفاسدة والقيادات الدمى لتنفيذ هذه المخططات الاجرامية لتدمير شعوب المنطقة ‪و‬فرض الهيمنة عليها. ‬

اليوم وبعد عشرين عاما من ازاحت الطاغية لا يزال المجتمع العراقي يعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية وسياسية و على رأسها التعليمية

إن معاناة المرأة العراقية أكبر من ذلك بكثير لأنها تعاني من ذات المشكلات العامة التي يعاني منها الرجل بالإضافة الى معاناتها من تمييز واضطهاد كبيرين. حيث وصل التعليم وخصوصا عند النساء الى درجات خطيرة من التدني لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق الحديث ويلحق هذه الامية والجهل الفقر المتقع حيث يوجد لدينا اكثر من مليونين امرأة بين ارملة ومطلقة عاطلات عن العمل واكثر من ستة ملاين طفل يلحقهن حيث لامأوى ولامصدر للعيش بكرامة. ومن جانب اخر وضع بنود الدستور العراقي الجديد ومن القوانين النافذة والإجراءات التي تمارسها السلطة التنفيذية وأجهزتها حيث السماح بزواج الطفلات والقتل باسم غسل العار ‪وغبرها من القوانين المجحفة‬.‬ كذلك من رجال المجتمع أثناء العمل وفي مختلف مجالات الحياة , في البيت والمدرسة والجامعة وفي الشارع بالإضافة الى التقاليد والعادات البالية والتي تفاقمت في السنوات الأخيرة وطفت على السطح بفعل الممارسات التي يدفع ويروج لها النظام الفاسد. وهذا الوضع لايختلف عما عليه في السودان. فمعاناة المرأة السودانية لاتحتلف عن معاناة اختها العراقية. ونلاحظ اليوم رغم نضال المرأة المرير والمعبد بالدم والدموع وانتزاعها بعض تلك الحقوق الشحيحة في فترات مختلفة يراد وفي ظل النظام السياسي الطائفي المحاصصي الفاسد، سلبها منها وفرض الهيمنة المطلقة عليها لذا من غير الممكن ان تنال المراة حقوقها الكاملة وغير المنقوصة من دون تحرر الوطن وهذا يتطلب من جميع المنظمات النسوية توحيد الجهود والرؤى، والانطلاق بقوة للسير على طريق التغييرالشامل سويةً مع الرجل الذي يأمن بالمساواة الكاملة وانجاز التحول الديمقراطي الحقيقي، لتحرير الوطن وبناء دولة المواطنة دولة القانون والمساواة والعدالة الاجتماعية. لقد برهنت المرأة العراقية على رفضها هذا النهج الرجعي المتخلف وقدراتها النضالية المتواصلة من قبل ثورة العشرين ووثبة كانون المجيدة امتدادا الى انتفاضة تشرين الباسلة وما قدمته من تضحيات بطولية لتحقيق الشعار الشبابي والشعبي المشترك نريد وطن، نعم نريد وطناً حراً ومستقلاً وحقوقاً كاملة ومصانة.

تحية للمرأة في كل بقاع العالم تحية لكل رائدات الحركة النسوية السودانية والعربية .

تحية إجلال واحترام لشهيدات الحركة النسوية اللواتي سيبقيىن منارا ينير لنا الطريق.

تحية للعاملة والفلاحة والمعلمة والطالبة ولكل نساء بلادنا،

وليكن الثامن من آذار حافزاً ورمزاً نضالياً، على مدى التاريخ من أجل حرية وكرامة وحقوق المرأة في كل بقاع العالم عاش الثامن من آذار عيداً أمميا لكل النساء

‪ رابطة المرأة العراقية في بريطانيا ‬

19/3/2023