نساء ما قبل التاريخ اصطدن أسوة بالرجال وتفوقن عليهم
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 04-12-2023
 
   
فيشوام سانكاران

يؤكد باحثون غياب أي مؤشر على توزيع صارم للأدوار بين الجنسين

تشير مراجعة حديثة للدراسات إلى أن نساء ما قبل التاريخ اعتدن الصيد أسوة بالرجال، بل كن أفضل منهم في التلاؤم جسدياً مع تلك المهمة.

وطوال عقود تبنى المؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا وجهة النظر الشهيرة القائلة بأن الرجال في عصور ما قبل التاريخ كانوا يصطادون، فيما جمعت النساء الثمار والنباتات البرية.

ولطالما روجت الثقافة الشعبية لصورة الرجل الذي ينطلق إلى الصيد رافعاً رمحه وحوله نساء يحملن أطفالهن على ظهورهن مع سلال في أيديهن، لكن مجموعة متزايدة من الأدلة كشفت أخيراً خطأ وعدم دقة عدد من المفاهيم الرائجة حول النساء والرجال الأوائل.

وبحسب دراستين جديدتين فإن نساء ما قبل التاريخ شاركن الرجال في الصيد وكن أكثر تلاؤماً منهم في أداء ذلك النشاط من الناحيتين الفيزيولوجية والبيولوجية.

وقيمت إحدى الدراستين التركيبة البنيوية لنساء ما قبل التاريخ بالاستناد إلى بقايا بشرية متحجرة، وعلى أساس هذا التقييم أثبتت الدراسة أن نساء تلك الحقبة كن قادرات على أداء تلك المهمة الجسدية الشاقة المتمثلة في صيد الفرائس بل ومواصلة النهوض بها "لفترات زمنية طويلة".

ووجد الباحثون أن جسد الأنثى أكثر ملاءمة لأنشطة التحمل "التي شكلت جزءاً محورياً في أساليب الصيد البدائية المستندة إلى مطاردة الحيوانات حتى الإرهاق ثم افتراسها"، مستدلين على أن هرمونات "أستروجين" و"أديبونيكتين" التي ترتفع نسبتها عند النساء بخاصة تنهض بدور رئيس في تعديل الغلوكوز والدهون، مما يعتبر أمراً بالغ الأهمية في الأداء الرياضي.

وبالنسبة إلى العلماء فإن هرمون الأستروجين الضروري في عملية التمثل الغذائي للدهون يمنح النساء قدرة أعلى على التحمل ويقلل شعورهن بالتعب، وكذلك يمكّنهن حوضهن الواسع من تحريك أوراكهن وإطالة خطواتهن، وبالتالي "كلما كبرت الخطوات انخفض التمثيل الغذائي وازدادت سرعة التنقل وزادت المسافة التي يمكن اجتيازها خلال فترة محددة".

وفي هذا الخصوص أوضحت المؤلفة المشاركة في الدراسة من "جامعة نوتردام" في الولايات المتحدة كارا أوكوبوك أنه "حينما تنظر إلى علم وظائف الأعضاء البشرية بهذه الطريقة فيمكنك تصوير النساء كعداءات في ماراثون والرجال كرافعي أثقال".

ومن خلال دراستهم للبقايا البشرية المتحجرة تعرّف العلماء على عدد من الرضوض المشابهة لتلك التي يتعرض لها مهرجو مسابقات رعاة البقر في عصرنا الحديث، ولاحظوا أن تلك الإصابات وما يصحبها من تلف أو تمزق تتركز عند مستوى الرأس والصدر وكأنها ناتجة من ركلة حيوان، وكذلك لوحظ أن معدلاتها وأنماطها جاءت متساوية لدى النساء والرجال في عصور ما قبل التاريخ.

وبحسب الدكتورة أوكوبوك "فحينما دققنا النظر في السجلات الأحفورية تبين لنا أن الذكور والإناث لديهم نوع الإصابات نفسه، ويدل ذلك على ممارسة كلا الجنسين صيد الحيوانات الكبيرة بأسلوب الكمائن".

وفي سياق متصل اكتشف الباحثون أمس بقايا صيّادات عشن في البيرو قبل حوالى 9 آلاف عام ودُفنّ مع أسلحة الصيد الخاصة بهن، وتعليقاً على هذا الاكتشاف أكدت الدكتورة أوكوبوك أنه "في العادة يُدفن الإنسان بمفرده مع إضافة شيء ما إلى قبره يدل على اهتمامه الشديد بذلك الشيء أو استخدامه المتكرر له".

ووفق العلماء فإن نساء ما قبل التاريخ لم يتوقفن عن الصيد أثناء الحمل أو الرضاعة ولم يتأثرن يوماً بالأطفال الموثقين على ظهورهن، ووفق أوكوبوك "لم نر في الماضي البعيد أي مؤشر على وجود توزيع صارم للأدوار بين الجنسين"، مضيفة "الحقيقة أن المجموعات لم تضم أعداداً كافية من الأشخاص حتى يتخصص كل واحد منهم في مهمة مختلفة عن الآخر، لذا اقتضى على الجميع أن يفهموا في كل شيء من أجل الاستمرار في البقاء".

يشار إلى أن الدراستين الجديدتين صدرتا في مجلة "الأنثروبولوجي الأميركي"American Anthropologist" .

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced